السلام عليكم
مايحدث اليوم بالسعودية يثير الكثير من لاتساؤلات لاأدري إن كانت تلقي لحملها على أذهانكم ..
كلنا نعلم ومنذ وقت ليس بالقصير أن الحكومة السعودية كانت تعمل وباحتشام على التخلص من ثقل الموروث الأول للدولة السعودية الأولى والثانية وحتى الثالثة الأخيرة من حمل العمل حرفيا بالموروث الثقافي المجتمعي الديني الذي اختار ما أسمي بمنهج السلف الصالح وآخره وفي تلك الحقبة انشاء جامعة لاملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا التي استثني فيها منع لاتعليم المختلط حصرا ..ثم ما أحدث من تعديل على المناهج التعليمية التربوية والذي ابتدأ بتجارب في جهات مختلفه أشهرها مدينة جدة .كما قلت هو الخطو باحتشام نحو التغيير وقيل أن ذلك هو استجابة لضغوطات غربية لفرض الحداثة على مجتمع أرهقه العيش في ظل تقاليد لم تعد تواكب العصر ..رغم ان ذلك الغرب كان يأخذ في حسبانه حساسة ذلك بالنسبة للحكومة السعودية وما ينجر عنه من اثارة للبلبلة حال تسريع حركية التغيير الى الحداثة ..لكن مالذي حدث في السعودية والذي بدا انه كان مستعجلا أن تصدر قرارات يمثل ذلك الوزن على سبيل المثال السماح للمرأة بالقيادة ولم يكن بعيد عنها تعطيل عمل هيئة الأمر بالمعروف وكذلك ما حدث ولأول مرة من ولوج النساء ملاعب كرة القدم والإحتفال جنبا الى جنب مع الرجل بذكرى اليوم الوطني السعودي
فكان الإختلاط في أبشع صوره ..اقول في ابشع صوره لأنه وفي المقابل ما حدث من اختلاط كريه من تواجد للنساء على مقربة من الرجال يتراقصون على انغام الموسيقى ومطربين ومطربات تهز اصواتهم واصوات موسيقاهم بمكبرات الصوت العالية هدوء الشوارع والمساكن .لأحد يشك أن الشارع السعودي مصدوم مما حصل فالإنقلاب كبير ولايخفى حتى على صبيانهم قبل كبارهم ..
أين الملك سلمان من كل ما يحدث ؟؟
ماحدث بعد تسلمه العرش من ازاحته لمحمد بن نايف من ولاية العهد وتوكيل ذلك لإبنه محمد يبعث على كثير من الحيرة .
طبعا لايشك أحد وحال الملك سلمان الصحية أن الأمر لن يطول كثيرا ويعلن عن تعيين الملك الجديد ..محمد بن سلمان الأكثر جرأة على التمكين للإنتقال بالمملكة السعودية من خطوات محتشمة بطيئة كان يقوم بها الملك الراحل عبد الله ..بتسريع تلك الخطوات نحو نقلة نوعية لاسابقة لها في تاريخ المملكة نحو الحداثة والعصرنة ولم لا العلمنة ..
هل ما يحدث هو من قبيل الماكياج للظهور أمام الغرب بمظهر من يستجيب للتغيير أم هي النية حقا في احداث ذلك التغيير ؟
الليبيراليون ودعاة الحداثة والعصرنة طبعا هم أول من سيبتهج لما يحدث وسوف لن يكتفوا بمهرجان راقص في ليلة من ليالي الرياض أو أمرا ملكيا يسمح ويحل قيادة المرأة سيذهبون بعيدا بعيدا الى المسلخة سلخ الدولة المحافظة من كل ثوابتها وقيمها وتقاليدها وموروثها الديني ..
ولكن ما يثير فعلا مزيدا من الإستغراب ..هو مادعوى اعتقال كثير من أهل الإصلاح في السعودية كسلمان العودة مثلا وهو من هو في مكانته وحضوره في قلوب الكثير من السعوديين رغم تصريحات الكثير من المتابعين للشأن السعودي بأنه لم يصدر عنه أي كان ما يجعله تحت طائلة الإعتقال ولو كان تلميحا فآخر ما صرح به هو الدعوة الى التوفيق بين الفرقاء من دول الخليج ..( أزمة قطر )
فهل يكون مستهدفا هذا التيار الإصلاحي فقط لمجرد أنه حجر عثر أمام قاطرة انتقال السعودية للحداثة ؟؟ حيث أنه لايرى رؤية غيره في أن الحاكم مطاع ولارأي الا مايراه ..
سأختم برأي شخصي لي في المسألة ..
إن كان دعاة العصرنة والتغريب في السعودية سيفرحون فإن فرحهم محدود بزمن فسوف يتكشف لهم بعد حين أن ماسيقوم به ولي العهد اليوم محمد بن سلمان الملك غدا ..ليس أبدا في صالحهم ولافي صالح الغرب ..
سنفتح أعيننا غدا على أخبار ل تنقطع عن دخول في الإسلام أفواجا بعدما تغيب صورة عتمة للإسلام يروج لها الخطاب الديني الوصائي الذي يجعل من الإسلامي وكأن عجلته لم تتحرك منذ ألف واربئعمة عام ..سيتكشف لأهل الأرض أن الإسلام هو ليس بالضرورة دين انتقام وقطع رؤوس على ما تم تصويره ..باحادية ذلك الخطاب الديني الذي يجعل من كثير من المسائل الفقهية الخلافية على أنها من مسائل الأصول ..
فهنيئا لكل من يرنو الى غد افضل بإسلام تعود أمجاده وقد ظن الكثيرون أنهم بما فعلوا كانوا قد طعنوا الطعنة النجلاء في هذا الدين وفي المقابل هم اسدوا له خدمة لم يكن في حسبانهم أنهم اسدوها ويحضرني هنا قول الله تعالي
وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ۚ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ