لَمّـــا أكبُرْ سألبسُ عباءةََ أَبِيْ

[زيان.]

لمّا أَكـــبُرْ .. سَألبَــــسُ عَباءَةَ أبـــِــــيْ
سألبـــــــــــــسُ حِذاءهُ و مِعطفَـــــــــــــــــــــــهْ
هَكذا قُلتُ في نفسي وأنا اِبنُ الثّامنة مِنَ العُمْرْ
لمّا أكبُـــــــــرْ ..سأسافــــــــرُ وأَجـــُـولْ ..
هُنَا وهناكْ .. إلـــــــــــى ماوراءَ البــحرِ والإدراكْ
بهذا أخبرتُ ضُعْفِــــــــــيْ وأنا في الثّالثــــــــــــــــــــةَ عشرْ
لمّا أكبـــــــــرْ سأتخــــــــــــرّجُ وأعمـــــــــــــــــلْ
ســـــــــــــأتـــــــــــــــــــــــــزوّج وأُنجِـــــــــــبْ ...
لِأَستقِــــــــــــــرَّ و أَسعَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد ْ ..
هكذا بَدَتْ لِيَ الحياةُ وأنا في مطلعِ السابعةَ عشرْ
فاتتِ السُّنُــــــــــونُ و السُّنُونْ ..
كَبرتُ .. ولبستُ عباءة أبي ..لبستُ معطفه وحذاءهْ
كبرتُ .. وتخرّجتُ ..عملتُ و تزوّجتْ
.. جُلتُ وسافرت .. هرِمتُ وتقاعدتْ
لكن .. أبدًا ما ذقتُ طعمَ الطفولةِ ولا الشبابْ
أبدًا ما أحسستُ نفسي عابِرَ الأطوارْ
أُوْصيكَ قارئِيْ .. عِشْ لحظاتك واِستمتِع بأحداثكَ...
فعقاربُ السُّمِّ أَرحَمُ مِنْ عقاربِ السّاعهْ
أبدًا ما ترجع الأيام الخوالي إلاّ بإسمها
** قلم زيان **