انهيار الجدار أو القرن العشرون القصير - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > صوت فلسطين ... طوفان الأقصى

صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعملية طوفان الأقصى، طوفان التحرير، لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

انهيار الجدار أو القرن العشرون القصير

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-11-01, 18:34   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
المعزلدين الله
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية المعزلدين الله
 

 

 
الأوسمة
وسام الاستحقاق 
إحصائية العضو










افتراضي انهيار الجدار أو القرن العشرون القصير

انهيار الجدار أو القرن العشرون القصير
مالك التريكي




في الذاكرة العامة أن جدار برلين انهار يوم9 تشرين الثاني (نوفمبر)1989 . إلا أن دبلوماسيا من ألمانيا الغربية تمكن من أن يأتي بالخبر اليقين قبل وقوع الحدث بشهرين كاملين! وقصة ذلك أن وزير خارجية المجر أعلن يوم 10 أيلول (سبتمبر) 1989 على شاشات التلفزيون فتح الحدود مع النمسا، فما هي إلا أيام ثلاثة حتى تدفق على فيينا ما لا يقل عن اثني عشر ألفا من الأوروبيين، وخاصة الألمان الشرقيين. بعد ذلك بيومين لم يتردد سفير ألمانيا الغربية لدى الفاتيكان في أن يؤكد لزملائه من دول المجموعة الأوروبية: 'يوم العاشر، سقط الجدار'...
أي كأن الرجل قد قال: 'إن كنتم لا تزالون ترون الجدار قائما، فلا تغرنكم أعينكم: لقد قضي الأمر'. يوم العاشر سقط الجدار: مثال نادر من الارتقاء بالمجاز مرتقى شبه مستحيل، أي مرتقى التنبؤ بحدث لمّا يقع، مع الإخبار عنه بصيغة الماضي (المنقضي شكلا والمتصل فعلا). لكن لعل من الأدق القول إنه مثال نادر على نفاذ البصيرة المتأتي من قوة الاستقراء وصواب التأويل. ذلك أن أحد أقوى الأدلة على محدودية أدواتنا المعرفية، مثلما بيّن المفكر إدغار موران منذ بداية التسعينيات، أن كل أحداث القرن العشرين الجسام قد حصلت دون أن يتمكن أحد من التنبؤ بأي منها. وإذا تذكرنا أن قسما كبيرا من البشرية، كان بينهم أفذاذ من طراز سارتر، قد أخلدوا معظم القرن العشرين إلى أمان الإيمان بأبدية الشيوعية، تبين لنا أن انهيار الجدار عام 1989 قد يكون من أعظم الأحداث الجسام التي لم تكن لتخطر، قبل وقوعها، على بال.
ولهذا رغم أن المؤرخ أريك هوبسباوم قد أرخ لبداية القرن السالف باندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1914 ولنهايته بانهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 (وعلى هذا الأساس أطلق عليه وصفه الشهير بأنه 'القرن العشرون القصير')، فإن من الممكن النسج على منوال الدبلوماسي الألماني واستباق النهاية بعامين، أي القول دون تردد: إن القرن العشرين انتهى عام 1989. فقد أصبح انهيار الاتحاد السوفييتي منذئذ مجرد تحصيل حاصل.
لكن ما أسرع وما أسهل ما ننسى أنه قد بدا آنذاك أن الإنسانية أخذت تشهد انبجاس نبع التاريخ بعد طول انحباس... وقد انبجس التاريخ فعلا وتدفق، وتزاحمت الأحداث وتراكضت، فمر العالم من يالطا (حيث عقدت قمة شباط (فبراير) 1945 بين روزفلت وستالين وتشرشيل) إلى مالطا (حيث عقدت قمة كانون الأول (ديسمبر) 1989 بين بوش الأكبر وغورباتشوف)، أو بالأحرى تدحرج العالم من 'نظام يالطا إلى فوضى الأمم' (حسب عنوان كتاب صدر حينئذ) فانتقلت الشعوب من برد يقين... الحرب الباردة إلى جمر حيرة ما بعدها... ومن عالم تضلله، ولكن تنظمه أيضا، أوهام الإيديولوجيات إلى عالم تسكره وتبعثره حمى 'ثأر القوميات' (حسب عنوان كتاب آخر) من الإيديولوجيات.
ما أسهل ما ننسى! فقد أصبح التاريخ، كما لاحظ الكاتب جان دانيال، يتسارع بوتيرة فائقة إلى حد أن العالم أخذ يفقد الذاكرة تماما. ولهذا فهو لم يعد الآن يستحضر أجواء الابتهاج التي رافقت احتفاءه بتحرر شعوب أوروبا الشرقية ولم يعد يتذكر الآمال العراض التي عقدها على انتهاء الحرب الباردة: آمال السلام والتنمية والرشد الحضاري.
كنّا عامئذ في إحدى الجامعات الأمريكية وكان كل من نعرف، على اختلاف جنسياتهم، منبهرين بالحدث الجسيم مبتهجين بما يفتحه من آفاق الدلالات. كانت أجواء الانتشاء عارمة لولا صديقان.. ألمانيان (شاب وفتاة) قررا تنغيصها. إذ بينما كان الجميع منبهرا مبتهجا، كانا هما شبه مبتئسين لأنهما فكّرا وقدّرا فوجدا أن الفاتورة التي ستدفعها ألمانيا الغربية نظير الوحدة مع ألمانيا الشرقية سوف تكون باهظة جدا. فلم نكن نملك، نحن أبناء الأمم الأخرى، سوى التعجب مما كان يبدو لنا تعاميا إراديا عن معاني الحدث الجلل وامتناعا مازوشيا عن ثمر التاريخ ومباهجه! كنا نستغرب ما كان يبدو لنا إفراطا في ضيق الأفق وإمعانا في حسابات البقالين. أما أبناء أمة التشرذم العربي منا تحديدا، فقد كنا نعجب ولا نفهم ونعجب أكثر بعد أن نستفهم. نعجب من هذين الألمانيين يجحدان نعمة الوحدة يجود بها التاريخ دفعة واحدة بينما نكابد نحن اليتم القومي أطوله وأثقله: أمة حال قرن القوميات، ثم قرن الإيديولوجيات، بينها وبين إرادة الحياة، فلم يبق لها على شىء سوى أحلام الوحدة تنكأ جراح السياسة دوما... لأنها توهم بفعل الإرادة يوما








 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
انهيار الجدار


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc