[~ ...تعريفات... ~] ..........((موضوع متجدد)) - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

[~ ...تعريفات... ~] ..........((موضوع متجدد))

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-11-16, 16:51   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي [~ ...تعريفات... ~] ..........((موضوع متجدد))

بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و لا حول لنا و لا قوة إلا بالله العلي العظيم


هذا موضوع لذكر تعريفات لكلمات و مصطلحات مهمة ترد في القرآن و السنة أو في كلام الصحابة و اصطلاح العلماء


.......///////////////////////.......

الفطرة

فَطَر الله الخلق؛ أي: خلقهم وابتدأ صنعة الأشياء، وهو فاطر السموات والأرض.
قال تعالى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) الروم

في تفسير الطبري: (فِطرةَ اللهِ التي فَطَر النَّاسَ عَلَيْهَا) يقول: صنعة الله التي خلق الناس عليها


حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَر النَّاسَ عَلَيْها) قال: الإسلام مُذ خلقهم الله من آدم جميعا، يقرّون بذلك، وقرأ: وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا قال: فهذا قول الله: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ بعد.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد (فِطْرَةَ اللهِ) قال: الإسلام.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا يونس بن أبي صالح، عن يزيد بن أبي مريم، قال: مرّ عمر بمُعاذ بن جبل، فقال: ما قوام هذه الأمة؟ قال معاذ: ثلاث، وهنّ المنجيات: الإخلاص، وهو الفطرة (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها)، والصلاة: وهي الملة، والطاعة: وهي العصمة. فقال عمر: صدقت.

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مولود يولد إلا على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء ، هل تحسون فيها من جدعاء " ؟ ثم يقول : ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) . رواه مسلم

وقال : " كل نسمة تولد على الفطرة ، حتى يعرب عنها لسانها ، فأبواها يهودانها أو ينصرانها " . أحمد و النسائي
وعن عياض بن حمار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم فقال في خطبته : " إن ربي - عز وجل - أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني في يومي هذا ، كل مال نحلته عبادي حلال ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإنهم أتتهم الشياطين فأضلتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم....إلى آخر الحديث الذي رواه الإمام أحمد

وقيل: الفطرة هي الإسلام. قال ابن عبدالبر: وهو المعروف عند عامة السلف من أهل العلم بالتأويل [1]. ونسبه ابن عبدالبر والقرطبي إلى أبي هريرة، وابن شهاب وغيرهما[2].

وقيل: الفطرة المقصود بها ما أخذ الله من ذرية آدم من الميثاق قبل أن يخرجوا إلى الدنيا يوم استخرج ذرية آدم من ظهره، فخاطبهم: ï´؟ ألست بربكم قالوا بلى ï´¾، فأقروا له جميعًا بالربوبية عن معرفةٍ منهم، ثم أخرجهم من أصلاب آبائهم مخلوقين مطبوعين على تلك المعرفة، وذلك الإقرار. قالوا: وليست تلك المعرفة بإيمان، ولا ذلك الإقرار بإيمان، ولكنه إقرار من الطبيعة للرب، فطرة ألزمها قلوبهم، ثم أرسل إليهم الرسل، فدَعَوهم إلى الاعتراف له بالربوبية، فمنهم من أنكر بعد المعرفة؛ لأنه لم يكن الله - عزَّ وجلَّ - ليدعو خلقه إلى الإيمان به، وهو لم يعرفهم نفسه[4].

من قال الفطرة: الخلقة
وأصحاب هذا القول أنكروا أن يفطر المولود على كفر وإيمان، أو معرفة أو إنكار، قالوا: وإنما يولد المولود على السلامة في الأغلب خلقة وطبعًا، وبنية ليس معها إيمان ولا كفر، ولا إنكار ولا معرفة، ثم يعتقدون الكفر أو الإيمان بعد البلوغ إذا ميزوا، واحتجوا بقوله في الحديث: ((كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء - يعني: سالمة - هل تحسون فيها من جدعاء؟ - يعني: مقطوعة الأذن -))، فمثلوا قلوب بني آدم بالبهائم؛ لأنها تولد كاملة الخلق، ليس فيها نقصان، ثم تقطع آذانها بعدُ وأنوفها، فيقال: هذه بحائر، وهذه سوائب. فكذلك قلوب الأطفال في حين ولادتهم ليس لهم كفر حينئذٍ ولا إيمان، ولا معرفة ولا إنكار، كالبهائم السالمة، فلما بلغوا استهوتْهم الشياطين، فكفر أكثرهم، وعصم الله أقلهم، ولو كان الأطفال قد فطروا على شيء على الكفر أو الإيمان في أولية أمرهم، ما انتقلوا عنه أبدًا، ومحال أن يعقل الطفل حال ولادته كفرًا أو إيمانًا، والله - سبحانه وتعالى - يقول: ï´؟ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئًا ï´¾، فمن لا يعلم شيئًا، استحال منه كفر وإيمان، أو معرفة أو إنكار.
*
قال ابن عبدالبر: هذا القول أصح ما قيل في معنى الفطرة التي يولد الناس عليها، والله أعلم؛ وذلك أن الفطرة السلامة والاستقامة؛ بدليل حديث عياض بن حمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حاكيًا عن ربه - عزَّ وجلَّ -: ((إني خلقت عبادي حنفاء))؛ يعني: على استقامة وسلامة، والحنيف في كلام العرب: المستقيم السالم. وإنما قيل للأعرج: أحنف؛ على جهة الفأل، كما قيل للقفر: مفازة.
*
----------------------
1 التمهيد (18/72).
2 التمهيد (18/76)، والجامع لأحكام القرآن (14/25).
3 طرح التثريب (7/227، 228).

بعضه منقول من الألوكة


*










 


رد مع اقتباس
قديم 2016-11-16, 17:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

*


الحجة

يقال الحجة أو البرهان أو الدليل

البرهان في اللغة: الحجة[1]،
يرى ابن حزم أن البرهان مختص بالقطعي، في حين يشمل "الدليل" القطعي والظني على حد سواء، وبالتالي فإن كل برهان دليل، وليس كل دليل برهان، قال رحمه الله:«والبرهان كل قضية أو قضايا دلت على حقيقة حكم الشيء.
والدليل قد يكون برهانا، وقد يكون اسما يعرف به المسمى، وعبارة يتبين بها المراد»[7].


وقيل: الحجة ما دوفع بها الخصم.
وجمعها حُجج وحجاج، وحَاجه مُحاجة وحجاجا: نازعه الحجة، حاججت فلانا فحججته أي: غلبته بالحجة. انظر لسان العرب 2/228، ومقاييس اللغة 2/30.
أما في الاصطلاح فقد عرفت بعدة تعريفات، فقد عرفها الجرجاني بقوله: “ما دل على صحة الدعوى وقيل: الحجة والدليل واحد” التعريفات 112.

وقال ابن القيم رحمه الله: “الحجج هي الأدلة العلمية التي يعقلها القلب وتُسمع بالآذان” مفتاح دار السعادة 1/144.
أما “إقامة الحجة” فتطلق عند أهل العلم ويراد بها معاني مختلفة ومتداخلة ويعرف ذلك بحسب السياق.
فتطلق ويراد بها: “سرد الحجة، وإسماع الآخر الحجة”.
أو: “بيان الحجة بمعنى إيضاح دلالة هذه الحجة باللسان الذي يتكلم به المخاطَب” والمراد من هذا الإطلاق أن تكون الحجة في ذاتها تدل على المعنى بوضوح بغض النظر عن وضوحها عند الموجهة إليه، فتنبه.
أو يقصد بها: “إزالة الشبهة إن كان عند المتلقي شبهة”.
والإطلاق الرابع تطلق على: “فهم الحجة بحسب اللسان” انظر رسالة “منهج أئمة الدعوة في الدعوة إلى الله” للشيخ صالح بن عبد العزيز الصفحة 81.
فبناء على ما ذكر وما مر معنا من معنى الحجة لغة واصطلاحا يمكن صياغة تعريف نحسبه جامعا مانعا لمعنى إقامة الحجة فيما نحن بصدده وهو: “بيان الأدلة والبراهين التي تبين الحق وتوضحه ولا تترك للمجادل حجة راجحة يتمسك بها ولا شبهة يستدل بها على باطله” (أثر العلم في الدعوة إلى الله، مرزوق بن سليم اليوبي 65.)
هذا الفصل منقول


------------------------
[1] *- القاموس المحيط 4/201.

[7] *- الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم 1/39. وانظر العدة للفراء 1/133 حيث نقل القولين معا، لكنه وافق القول الأول وحكى الثاني بصيغة التمريض للدلالة على ضعفها.










آخر تعديل العضوالجزائري 2017-05-20 في 21:43.
رد مع اقتباس
قديم 2016-11-16, 17:25   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

*

إقامة الحجة

قوله تعالى: “وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً”.
قال الذهبي رحمه الله: “فلا يأثم أحد إلا بعد العلم وبعد قيام الحجة عليه، والله لطيف رؤوف بهم قال تعالى: “وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً”، وقد كان سادة الصحابة بالحبشة ينزل الواجب والتحريم على النبي صلى الله عليه وسلم فلا يبلغهم إلا بعد أشهر فهم في تلك الأمور معذورون بالجهل حتى يبلغهم النص، وكذا يعذر بالجهل من لم يعلم حتى يسمع النص والله أعلم” الكبائر 12.
وقال تعالى: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا”.
وقال سبحانه: “لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ”.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: “الكتاب والسنة قد دلا على أن الله لا يعذب أحدا إلا بعد إبلاغ الرسالة، فمن لم تبلغه جملة لم يعذبه رأسا، ومن بلغه جملة (2) دون بعض التفصيل لم يعذبه إلا على إنكار ما قامت عليه الحجة الرسالية.
وذلك مثل قوله تعالى: “لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ” ..وقوله: “وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا”..
فمن قد آمن بالله ورسوله ولم يعلم بعض ما جاء به الرسول فلم يؤمن به تفصيلا إما أنه لم يسمعه أو سمعه من طريق لا يجب التصديق بها، أو اعتقد معنى آخر لنوع من التأويل الذي يعذر به، فهذا قد جعل فيه من الإيمان بالله وبرسوله ما يوجب أن يثيبه الله عليه وما لم يؤمن به فلم تقم عليه به الحجة التي يكفر مخالفها” الفتاوي 12/493-494.
قال الناظم:
وأنه لا يجب التكليف مع *** جهل بذا النصوص جاءت تتبع
كقوله (معذبين حتى) **** و(حجة بعد الرسل) خذ بحتا
وقوله (في أمها رسولا *** يتلوا عليهم) فاتلها مقبولا
التحفة المرضية 629 مع المنحة الرضية للإثيوبي

لا تكليف إلا بعد ورود الشرع
وعليه فلا تكليف إلا بشرع، ولا عقاب إلا بعد إنذار وهو أمر متفق عليه بين أهل السنة والجماعة، انظر الجامع لأحكام القرآن 10/231، وتفسير القرآن لابن كثير 3/27، وأضواء البيان 2/201.
ولأجل هذا قرر علماء الأصول “أن حكم الخطاب لا يثبت في حق المكلف إلا إذا بلغه وكان معلوما له، لأن المقصود من التكليف الامتثال ولا امتثال مع عدم العلم” روضة الناظر لابن قدامة 1/549.
وقال الإمام النووي رحمه الله في معرض ذلك: “وهذا جار على ما تقرر في الأصول، لا حكم قبل ورود الشرع على الصحيح” شرح مسلم 1/369.
ولذا فـ”الأصل في الأعمال قبل ورود الشرع سقوط التكليف” الموافقات 4/291.
ومن ثم فلا تقوم الحجة بمجرد العقل(3) ولا الفطرة والميثاق(4) عند أهل السنة والحديث خلافا للمعتزلة والماتوردية ومن وافقهما(5) على تباين في حقيقة ذلك عندهم ليس هذا محل بسطه. انظر مدارج السالكين 1/134، وأحكام أهل الذمة 2/525-256 كلاهما لابن القيم رحمه الله في آخرين.
وننبه إلى أن لثبوت الحجة ركنا آخر إضافة إلى الشرع وهو المكلف، فلا بد من ثبوت الشرع وبلوغه، ولا بد من وجود المكلف الخالي من الموانع الشرعية التي يسقط بها عنه التكليف.
قال ابن القيم رحمه الله: “وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل” طريق الهجرتين 611.

--------------
1- أي: يعذر بجهله -ذاك- وهذا في حكم الدنيا أما في الآخرة فأمره إلى الله تعالى، فقد سئل الشيخ العثيمين رحمه الله عن حكم الجاهل المخالف في المسائل العملية والاعتقادية خاصة مسألة الشرك عند علماء المسلمين؟

فكان جوابه رحمه الله: “الصواب أن من لم تقم عليه الحجة فهو معذور في حكم الدنيا أما في الآخرة فأمره إلى الله تعالى..” نقلا عن سعة رحمة رب العالمين 83.
2- وفي هذا الكلام رد على من لا يعذر بالجهل مطلقا باعتبار بلوغ الحجة العامة المجملة للناس عموما مع أن المسألة المنظور فيها تفصيلية تحتاج هي بذاتها إلى قيام حجة خاصة فتأمل.
3- وهي المسألة المشهورة في كتب العقيدة والأصول بمسألة التحسين والتقبيح العقليين.
4- هذا على القول بالتسوية بين الفطرة والميثاق وإلا فبعض العلماء يفرق بينهما، انظر تفسير ابن كثير 2/264 ومعارج القبول للحكمي 1/48 في آخرين.
5- ويترتب على هذا الخلاف خلاف في أهل الفترة (وهم: “كل من كان بين رسولين ولم يكن الأول مرسلا إليهم ولا أدركوا الثاني” جمع الجوامع للمحلي 1/89)، ومن في حكمهم، وفي الجهال عند خلو الزمان عن مجتهد على قول لأهل العلم وإلا فالمسألة محل خلاف مع أن إقحام هذه القضية الأخيرة في هذا المجال محل نظر.
هذا مع التنبه على أن مسألة أهل الفترة هي غير مسألة جهال المسلمين، فالبعض يخلط بينهما ليمهد بذلك عدم العذر لجهال المسلمين فتنبه، فوجه التفريق أن أهل الفترة كفار في حكم الدنيا، بخلاف جهال المسلمين كما هو واضح. انظر سعة رحمة رب العالمين 29 حاشية، والجهل بمسائل الاعتقاد وحكمه 211.

منقول










رد مع اقتباس
قديم 2016-11-17, 17:58   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

*


السنة

ليس المراد بالسُّنة هنا المرادف للمندوب والمستحب، المقابل للمكروه فحسب.
وليس المراد كذلك المقابل للقرآن، كما يقولون: «الدليل من الكتاب كذا ومن السُّنة كذا».
ولكن المراد بالسُّنة هنا: الطريق والهدي، أي هدي النبي* صلى الله عليه وسلم* وطريقته.
فهو عام يشمل الواجب والمستحب، ويشمل العقائد والعبادات والمعاملات والسلوك.
قال علماء السلف: «السُّنة» هي العمل بالكتاب والسُّنة، والاقتداء بصالح السلف، واتِّباع الأثر([1]).
وقال أبو القاسم الأصبهاني:
قال أهل اللغة: «السُّنة» السيرة والطريقة، قولهم «فلان على السُّنة»، و«من أهل السُّنة»، أي هو موافق للتنـزيل والأثر في الفعل والقول، ولأنَّ السُّنة لا تكون مع مخالفة الله ومخالفة رسوله* صلى الله عليه وسلم ([2).
قال ابن رجب:
و«السُّنة» هي الطريق المسلوك؛ فيشمل ذلك التمسُّك بما كان عليه صلَّى الله عليه وسلَّم هو وخلفاؤه الراشدون من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السُّنة الكاملة، ولهذا كان السلف قديمًا لا يُطلقون اسم السُّنة إلا على ما يشمل ذلك كلَّه.
ورُوي معنى ذلك عن الحسن والأوزاعي والفضيل بن عياض([3]).
*

===
فصل
في تعظيم السُّنة

قال الله جل وعلا: ]وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ[ [الأحزاب : 36].
]مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ[ [النساء : 80].
]لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا[ [الأحزاب : 21].
]وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ[ [النور : 54].
]فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ[ [النور : 63].
]أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ[ [التوبة : 63].
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ[ [الحجرات : 2].
قال ابن القيم تعليقًا على هذه الآية: فحذَّر المؤمنين من حبوط أعمالهم بالجهر لرسول الله* صلى الله عليه وسلم* كما يجهر بعضهم لبعض.
وليس هذا برِدَّة، بل معصية تحبط العمل، وصاحبها لا يشعر بها([4]) فما الظن بمن قدَّم على قول رسول الله* صلى الله عليه وسلم* وهديه وطريقه قول غيره وهديه وطريقه؟!
أليس هذا قد حبط عمله وهو لا يشعر؟ اهـ([5]).
وعن العرباض بن سارية* رضي الله عنه* قال: وعظنا رسول الله* صلى الله عليه وسلم* موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودِّع، فأوصنا.
قال: «أوصيكم بتقوى الله عز وجل، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة»([6]).
قال أبو بكر الصديق* رضي الله عنه : «لست تاركًا شيئًا كان رسول الله* صلى الله عليه وسلم* يعمل به، إلا عملت به، وإني لأخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ».
علَّق ابن بطة على هذا بقوله: هذا يا أخواني الصدِّيق الأكبر يتخوَّف على نفسه من الزيغ إن هو خالف شيئًا من أمر نبيه* صلى الله عليه وسلم ، فماذا عسى أن يكون من زمان أضحى أهله يستهزئون بنبيهم وبأوامره، ويتباهون بمخالفته ويسخرون بسنته؟!.. نسأل الله عصمة من الزلل، ونجاة من سوء العمل([7]).
*
قال عمر بن عبد العزيز* رضي الله عنه : «لا رأي لأحد مع سُنة سنَّها رسول الله* صلى الله عليه وسلم »([8]).
*
وعن أبي قلابة قال: إذا حدَّثت الرجل بالسُّنة فقال «دعنا من هذا وهات كتاب الله» فاعلم أنه ضال([9]).
علَّق الذهبي على هذا بقوله:
وإذا رأيت المتكلِّم المبتدع يقول «دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد وهات العقل» فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول «دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد» فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر أو قد حلَّ فيه، فإن جبنت منه فاهرب، وإلاَّ فاصرعه، وابرك على صدره، واقرأ عليه آية الكرسي واخنقه([10]).
*
قال الشافعي:
أخبرني أبو حنيفة بن سمَّاك بن الفضل الشهابي قال: حدَّثني ابن أبي ذئب عن المقري عن أبي شريح الكعبي أنَّ النبي* صلى الله عليه وسلم* قال عام الفتح: «من قُتل له قتيل فهو بخير النظرين؛ إن أحبَّ أخذ العقل، وإن أحب فله قود».
قال أبو حنيفة:
فقلت لابن أبي ذئب: أتأخذ بهذا يا أبا الحارث؟ فضرب صدري، وصاح علي صياحًا كثيرًا ونال مني وقال: أحدِّثك عن رسول الله* صلى الله عليه وسلم* وتقول: تأخذ به؟!.. نعم، آخذ به، وذلك الفرض عليّ وعلى من سمعه، إنَّ الله اختار محمدًا من الناس فهداهم به وعلى يديه، واختار لهم ما اختار له وعلى لسانه، فعلى الخلق أن يتَّبعوه طائعين أو داخرين، لا مخرج لمسلم من ذلك.
قال: وما سكتَ حتى تمنيتُ أن يسكت ([11]).
قال الشافعي:
أجمع المسلمون على أنَّ من استبان له سُنة رسول الله* صلى الله عليه وسلم* لم يحلّ له أن يدعها لقول أحد([12]).
قال الحميدي:
رَوى الشافعي يومًا حديثًا فقلت: أتأخذ به؟
فقال: رأيتني خرجت من كنيسة أو علي زنار حتى إذا سمعت عن رسول الله حديثًا لا أقول به؟!([13])
وسُئل الشافعي عن مسألة فقال: رُويَ فيها كذا وكذا عن النبي* صلى الله عليه وسلم ، فقال السائل: يا أبا عبد الله، تقول به؟
فارتعد الشافعي وانتفض وقال: يا هذا، أيُّ أرضٍ تقلُّني، وأيُّ سماءٍ تظلُّني إذا رويت عن رسول الله* صلى الله عليه وسلم* حديثًا فلم أقل به؟ نعم، عليّ السمع والبصر([14]).
قال أحمد بن حنبل: من رد حديث النبي* صلى الله عليه وسلم* فهو على شفا هلكة([15]).
قال البربهاري: وإذا سمعت الرجل يطعن في الآثار أو يريد الآثار، فاتهمه على الإسلام، ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع([16]).
وقال أبو القاسم الأصبهاني:
قال أهل السُّنة من السلف: إذا طعن الرجل على الآثار، ينبغي أن يُتهم على الإسلام([17]).
قال محمد بن يحيى الذهلي:
سمعت يحيى بن يحيى – يعني أبا زكريا التميمي النيسابوري – يقول: الذّبُّ عن السُّنة أفضل من الجهاد في سبيل الله.
قال محمد: قلت ليحيى: الرجل يُنفق ماله، ويتعب نفسه ويجاهد، فهذا أفضل منه؟! قال: نعم، بكثير([18]).
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: المتَّبِع لِلسُّنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله([19]).
قال الحميدي: والله لأن أغزو هؤلاء الذين يردُّون حديث رسول الله* صلى الله عليه وسلم* أحبّ إليّ من أغزو عدَّتهم من الأتراك([20]).
قال مالك بن أنس: السُّنة سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلَّف عنها غرق([21]).


--------------------
([1]) الحجة في بيان المحجة (2/428).
(2]) المصدر نفسه (2/384).
([3]) جامع العلوم والحكم (ح28).
([4]) قال ابن القيم: فإن قيل: كيف تحبط الأعمال بغير الردة؟
قيل: نعم قد دل القرآن والسنة والمنقول عن الصحابة أن السيئات تحبط الحسنات، كما أن الحسنات يذهبن السيئات.
قال تعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى[ [البقرة: 264].
وقال: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ[ [الحجرات: 2].
وقالت عائشة لأم زيد بن أرقم: أخبري زيدًا أنه قد أبطل جهاده مع رسول الله* صلى الله عليه وسلم* إلا أن يتوب – لما بايع بالعينة.
وقد نص الإمام أحمد على هذا، فقال: ينبغي للعبد في هذا الزمان أن يستدين ويتزوج، لئلا ينظر إلى ما لا يحل له فيحبط عمله.
وآيات الموازنة في القرآن تدل على هذا، فكما أن السيئة تذهب بحسنة أكبر منها، فالحسنة يحبط أجرها بسيئة أكبر منها.اهـ .
([5]) الوابل الصيب (ص24). ط دار ابن الجوزي.
([6]) أخرجه أبو داود (ح4607) والترمذي (ح2676) وابن ماجه (ح44).
([7]) الإبانة (1/246).
([8]) إعلام الموقعين (2/282).
([9]) طبقات ابن سعد (7/184).
([10]) سير أعلام النبلاء (4/472).
([11]) الرسالة للشافعي (ص450) رقم (1234)ن وانظر الحجة في بيان المحجة للأصبهاني (2/302).
([12]) إعلام الموقعين (2/282).
([13]) حلية الأولياء (9/106)، وسير أعلام النبلاء (10/34).
([14]) الفقيه والمتفقه (1/150)، وصفة الصفوة (2/256).
([15]) طبقات الحنابلة (2/15)، والإبانة (1/260).
([16]) شرح السنة (ص51).
([17]) الحجة في بيان المحجة (2/428).
([18]) ذم الكلام وأهله (4/253-254) رقم (1089) ومجموع الفتاوى (4/13) وسير أعلام النبلاء (10/518) ووقع في السير يحيى بن معين وهو تصحيف.
([19]) تاريخ بغداد (12/410) وطبقات الحنابلة (1/262).
([20]) سير أعلام النبلاء (10/619).
([21]) ذم الكلام وأهله (5/81). ط. مكتبة دار العلوم والحكم.
*

كتبه عبدالقيوم بن محمد السحيباني










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-06, 17:18   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الإيمان


الإيمان لغة: التصديق واصطلاحاً: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وأنه الخالق الرازق المحي المميت وإنه المستحق لأن يفرد بالعبادة والذل والخضوع وجميع أنواع العبادة وأنه المتصف بصفات الكمال المنزه عن كل عيب ونقص.
وأركانه ستة حينما يأتي مقروناً بالإسلام وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره كما في حديث عمر لما سأل جبريل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره» وسأله عن الإسلام وعن الإحسان.
وحينما يأتي مفرداً فإنه شامل للقول باللسان والاعتقاد بالجنان والعمل بالجوارح.
* * *

س/ هل الإيمان يزيد وينقص وبم يحصل ذلك؟
الجواب: نعم يزيد وينقص فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية كما قال ـ تعالى ـ: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} وقوله ـ تعالى ـ: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} وقال ـ تعالى ـ: {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة ... الحديث».
* * *

س/ ما أسباب زيادة الإيمان ونقصانه؟
الجواب: سبب الزيادة فعل الخير والطاعة، وسبب النقصان فعل المعاصي.

من كتاب الأسئلة والأجوبة في العقيدة للشيخ صالح الأطرم رحمه الله
* * *

------------------------------------------------------



بعض أقوال السلف في الإيمان
كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – يقول لأصحابه: (هلموا نزدد إيماناً) فيذكرون الله تعالى( ).
وقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
(الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، من لا صبر له لا إيمان له) ( ).
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
(اللهم زدنا إيماناً، ويقينا، وفقها) ( ).
وقال عبد الله بن رواحة رضي الله عنه :
(تعالوا نؤمن ساعة؛ تعالوا فلنذكر الله ونزدد إيماناً؛ لعله يذكرنا بمغفرته) ( ).
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه :
(اجلس بنا نؤمن ساعة) ( ).
وقال جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه :
(كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان حزاورة؛ فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن؛ ثم تعلمنا القرآن؛ فازددنا به إيماناً) ( ).
وكان عبد الله بن عباس، وأبو هريرة، وأبو الدرداء – رضي الله عنهم – يقولون: (الإيمان يزيد وينقص) ( ).
وقال عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه : (الإيمان يزيد وينقص، قيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله فحمدناه وسبحناه فتلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا فذلك نقصانه) ( ).
وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه :
(ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان: الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار) ( ).
وقال الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
(فإن للإيمان فرائض وشرائع وحدوداً وسنناً؛ فمن استكملها استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان) ( ).
وقال التابعي الإمام مجاهد بن جبر رحمه الله:
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص) ( ).
وقال الإمام الحسن البصري رحمه الله (ت 110هـ) :
(ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال) ( ).
وقال الوليد بن مسلم القرشي: سمعت الأوزاعي، ومالك بن أنس، وسعيد بن عبد العزيز؛ ينكرون قول من يقول: إن الإيمان قول بلا عمل، ويقولون: (لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بإيمان) ( ).
وقال شيخ الإسلام الإمام الأوزاعي رحمه الله (ت 157هـ) :
(لا يستقيم الإيمان إلا بالقول، ولا يستقيم الإيمان والقول إلا بالعمل، ولا يستقيم الإيمان والقول والعمل إلا بنية موافقة للسنة؛ فكان من مضى ممن سلف لا يفرقون بين الإيمان، والعمل من الإيمان، والإيمان من العمل، وإنما الإيمان اسم يجمع كما يجمع هذه الأديان اسمها وتصديقه العمل؛ فمن آمن بلسانه وعرف بقلبه وصدق ذلك بعمله فذلك العروة الوثقى التي لا انفصام لها، ومن قال بلسانه ولم يعرف بقلبه ولم يصدقه بعمله لم يقبل منه، وكان في الآخرة من الخاسرين)( ).
وقال الإمام الحافظ سفيان الثوري رحمه الله (ت 161هـ):
(الإيمان: يزيد وينقص)( ).
وقال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله (ت 181هـ):
(الإيمان: قول وعمل، والإيمان يتفاضل)( ).
وقال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله (ت 186هـ):
(الإيمان عندنا داخله وخارجه الإقرار باللسان والقول بالقلب، والعمل به)( ).
وقال الإمام أبو الثور البغدادي رحمه الله (ت 240هـ):
(الإيمان تصديق بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح)( ).
وقال الإمام وكيل بن الجراح رحمه الله (ت 179هـ):
(أهل السنة يقولون: الإيمان: قول وعمل)( ).
وقال الإمام يحيى بن سعيد القطان رحمه الله (ت 198هـ):
(كل من أدركت من الأئمة كانوا يقولون: الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص، ويقدمون أبا بكر وعمر في الفضيلة والخلافة )( ).
وقال الإمام سفيان بن عيينة رحمه الله (ت 198هـ):
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص)( ).
وقال الإمام الشافعي رحمه الله (ت 204هـ):
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ثم تلا قوله تعالى: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}( ).
وقال: (كان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ممن أدركناهم: أن الإيمان: قول وعمل ونية، ولا يجزئ واحد من الثلاثة إلا بالآخر) ( ).
وقال الإمام عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله (ت 211هـ):
(سمعت معمراً، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وابن جريح، وسفيان بن عيينة، يقولون: الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص)( ).
وقال الإمام عبد الله الحميدي رحمه الله (ت 219هـ):
(الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص، لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل ولا قول إلا بنية، ولا قول وعمل بنية إلا بسنة)( ).
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ت 241هـ):
(أجمع تسعون رجلاً من التابعين وأئمة السنة، وأئمة السلف، وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .. – فذكر أموراً منها - : الإيمان: قول وعمل؛ يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية) ( ). وقال: (الإيمان: يزيد وينقص؛ فزيادته بالعمل، ونقصانه بترك العمل)( ).
وقال الإمام البخاري رحمه الله (ت 256هـ):
(كتبت عن ألف من العلماء وزيادة، ولم أكتب إلا عمن قال: الإيمان: قول وعمل ولم أكتب عن من قال: الإيمان: قول) ( ).
وقال: (لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان: قول وعمل؛ يزيد وينقص) ( ).

أقول السلف منقولة من منتديات أهل الحديث










رد مع اقتباس
قديم 2016-12-12, 22:26   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
>>أثر الفراشة~~
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع مفيد

جزاكم الله خيراً









رد مع اقتباس
قديم 2016-12-13, 16:43   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا.... وإياكم










رد مع اقتباس
قديم 2017-01-09, 21:45   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام

للشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي

الإسلام وعلاقته بالإيمان
الإسلام وعلاقته بالإيمان، ثم بعد ذلك أن يعلم أن الإسلام معناه غير الإيمان، فالإسلام اسم ومعناه الملة، والإيمان اسم ومعناه التصديق، قال الله -عز وجل-: وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا يريد "بمصدق لنا"، والآي في صحة ما قلناه كثير، ومنه: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ويخرج الرجل من الإيمان إلى الإسلام، ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك بالله، أو برد فريضة من فرائض الله -عز وجل- جاحدا بها، فإن تركها تهاونا وكسلا كان في مشيئة الله -عز وجل-، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له .
----------------------------------------------------------

هذه المسألة هي المسألة الثانية من مسائل التوحيد، المسألة الأولى: مسألة الإيمان، المسألة، الثانية: الإسلام وعلاقته بالإيمان، أيضا هذه المسألة تحتاج إلى كلام.
الإسلام وعلاقته بالإيمان: هل الإسلام هو الإيمان، والإيمان هو الإسلام، أو الإسلام شيء، والإيمان شيء آخر؟
هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، فيها ثلاثة أقوال، بل أربعة:
القول الأول: إن الإسلام هو الإيمان، والإيمان هو الإسلام، لا فرق بينهما، فهما مترادفان، فمسمى الإسلام يعني: أعمال القلوب وأعمال الجوارح، كلها تسمى إسلاما، وتسمى إيمانا، وهذا ذهب إليه طائفتان: طائفة من أهل البدع، وطائفة من أهل السنة ذهب إلى هذا القول الخوارج والمعتزلة من أهل البدع، قالوا: الإسلام هو الإيمان، والإيمان هو الإسلام، وذهب إليه طائفة من أهل السنة وعلى رأسهم الإمام البخاري في صحيحه، فإنه قر في "صحيحه" في كتاب الإيمان: أن الإسلام هو الإيمان، والإيمان هو الإسلام.
واحتجوا بقول الله -تعالى-، في قصة قوم لوط في سورة "الذاريات": فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ قالوا: هذا بيت واحد، ما فيه إلا بيت واحد، بيت واحد وهو لوط وابنتاه، ما فيه مسلمون غيرهم: فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بيت واحد وصفهم بالإيمان، ووصفهم بالإسلام، فدل على أن الإسلام هو الإيمان، والإيمان هو الإسلام.
ولكن أجاب الجمهور بأن أهل هذا البيت اتصفوا بالإسلام، واتصفوا بالإيمان، وكون هذا البيت اتصف بالإسلام واتصف بالإيمان، لا يدل على أن كل البيوت هكذا، هذا البيت اتصف بالإسلام، فوصف به، واتصف بالإيمان، لكن بيوت أخرى تتصف بالإسلام، ولا تتصف بالإيمان.
والطائفة الثانية قالوا: الإسلام هو الكلمة، والإيمان هو العمل، الإسلام هو الكلمة، يعني: الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، والإيمان هو العمل، وعلى رأس هؤلاء الإمام الزهري يقول: الإسلام هو الكلمة، يعني: النطق بالشهادتين، ولكن الإمام الزهري -رحمه الله- مراده بالإسلام هو الكلمة، أن الكافر إذا نطق بالشهادتين تميز عن اليهود والنصارى فحكم بالإسلام، وليس المراد أنه لا يجب عليه إلا هذه الكلمة، وأن الإسلام هو خاص بهذه الكلمة.
ولهذا الإمام أحمد -رحمه الله- امتنع في أحد جوابيه عن القول بأن الإسلام هو الكلمة؛ خشية أن يظن أن الإسلام خاص بالكلمة، والإمام الزهري أجل من أن يخفى عليه ذلك، وكأن هؤلاء استدلوا بقول الله -تعالى-: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ قالوا: فالظالم لنفسه هو المسلم، والمقتصد هو المؤمن، والسابق بالخيرات هو المحسن.
وأجيب بأن الآية ليس فيها دليل على أن الإسلام هو مجرد الكلمة، إنما المسلم هو الذي خضع وانقاد لله عز وجل.
والطائفة الثالثة قالوا: إن الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو الأعمال الباطنة، واستدلوا بحديث جبريل لما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإسلام فسره بالأعمال الظاهرة، فقال: الإسلام الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والإيمان فسره بالأعمال الباطنة: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره .
وهذا الحديث فيه رد على الذين قالوا: إن الإسلام والإيمان مترادفان، لكن قالوا: أجاب الذين قالوا: إن الإسلام والإيمان مترادفان، قالوا: المراد: الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله، هذا على حذف والتقدير: شعائر الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله، لكن أجيب بأن الأصل عدم التقدير.
والصواب أن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، ما معنى إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا؟ هذا هو الصواب الذي عليه المحققون، والذي تدل عليه النصوص: أن الإسلام إذا أطلق وحده دخل فيه الإيمان، والإيمان إذا أطلق وحده دخل فيه الإسلام، وإذا اجتمعا فسر الإسلام بالأعمال الظاهرة، والإيمان بالأعمال الباطنة، فيقال لهما: إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا.
إذا اجتمع الإسلام والإيمان افترقا، صار لكل واحد منهما معنى، صار الإسلام الأعمال الظاهرة، والإيمان الأعمال الباطنة، وإذا افترقا -جاء الإسلام وحده- دخل فيه الأعمال الباطنة والظاهرة، وإذا جاء الإيمان وحده دخل فيه الأعمال الظاهرة والباطنة، الدليل حديث جبريل حديث جبريل جمع بين الإسلام والإيمان، لما جمع بينهما فسر الإسلام بالأعمال الظاهرة: الشهادتين، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وَفُسِّر الإيمان بأي شيء؟ بالأعمال الباطنة: تؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله واليوم الآخر لأنهما اجتمعا.
ولكن إذا افترقا -جاء الإسلام وحده-: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ الإسلام يشمل الأعمال الباطنة والظاهرة، إذا قلت: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ " المؤمنون " جعل الإيمان بدون الإسلام، يدخل فيه الأعمال الظاهرة والباطنة.
والدليل على هذا أدلة كثيرة، لما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث في الصحيحين، الحديث: الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان فَأَدْخَلَ في مسمى الإيمان الأعمال كلها.
وفي حديث وفد عبد القيس في الصحيحين، قال: آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تؤدوا خمس ما غنمتم .
ففسر الإيمان بالأعمال؛ لأن الإيمان جاء وحده، فإذا جاء الإيمان وحده دخل فيه الأعمال الظاهرة والباطنة، وإذا جاء الإسلام وحده دخل فيه الأعمال الباطنة والظاهرة، وإذا اجتمع الإيمان والإسلام افترقا، صار لكل واحد منهم معنى، صار الإسلام الأعمال الظاهرة، والإيمان الأعمال الباطنة.
ولهذا له نظائر مثل الفقير والمسكين، إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، إذا جاء الفقير وحده دخل فيه المسكين، وإذا جاء المسكين وحده دخل فيه الفقير، وإذا اجتمعا صار لكل واحد منهما معنى، مثال افتراقهما قول الله -تعالى-: لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ يشمل الفقير والمسكين: ليس المسكين بالطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان يشمل الفقير والمسكين، إذا اجتمعا كقوله -تعالى-: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ صار لكل واحد منهما معنى.
فالفقير أشد حاجة؛ لأن الله بدأ به، هو الذي لا يجد شيئا، أو يجد أقل من نصف الكفاية، من كفاية سنة نفقة وكسوة وسكنى، والمسكين: الذي يجد نصف الكفاية، ولكنه لا يجد تمام الكفاية، فيكون المسكين أحسن حالا منه.
ومثله الكفر والنفاق إذا اجتمعا، إذا وجد الكفر دخل فيه النفاق، وإذا أطلق النفاق دخل فيه الكفر، وإذا اجتمعا صار الكفر كفر الظاهر، والنفاق الكفر في الباطن، وهكذا.
هذا عام، ويدل على الفرق بين الإسلام والإيمان، ما جاء في الحديث: الإسلام علانية، والإيمان في القلب .
وكذلك أيضا المعنى اللغوي؛ فإن الإسلام معناه الاستسلام والانقياد، انقياد وذل وخضوع، ينقاد الإنسان فيؤدي الأعمال، وأما الإيمان فأصله التصديق، تصديق في القلب، والذين قالوا: إن الإسلام هو الإيمان، والإيمان هو الإسلام قالوا: الإيمان هو التصديق، ثم قالوا: الإسلام هو الإيمان، والإيمان هو التصديق، ومعنى ذلك أن الإسلام هو التصديق، وهذا لا يقوله أحد من أهل اللغة.
في اللغة العربية الآن فرق بين الإسلام والإيمان: الإسلام من الاستسلام والانقياد والخضوع والذل، يقال: أسلمت قيادي لهذا لشخص: خضعت وذللت له، وكذلك أيضا مما يدل على الفرق بينهما قول الله -تعالى-: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ فرق الله بين الإيمان والإسلام: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا .
إذن العاصي يسمى مسلما، ولا يسمى مؤمنا، والمطيع يسمى مؤمنا، لكن البخاري وجماعة -رحمهم الله- قالوا: إن هذه الآية في المنافقين قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا أي: استسلمنا وانقدنا للإسلام ظاهرا نفاقا، ولكن الصواب الذي عليه الجمهور ووافقه شيخ الإسلام ابن تيمية -بأنها ليست في المنافقين بل هي في ضعفاء الإيمان، بدليل ما قبل الآية وما بعدها؛ لأن الآية فيها: قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ .
ثم قال: وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا لا ينقصكم من ثوابه، ولو كانوا منافقين لما صار لهم ثواب، ثم قال: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ في إيمانهم، هؤلاء المؤمنون الكمل، وأنتم ضعفاء الإيمان، فالصواب أنها في ضعفاء الإيمان.
فالمقصود أن المسألة: هل الإسلام هو الإيمان، أو الإيمان هو الإسلام؟ فيها أقوال: قيل: الإسلام هو الكلمة، والإيمان العمل، وقيل: الإسلام والإيمان مترادفان، وقيل: الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو الأعمال الباطنة.
والصواب: هو أن الإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا، إذا أطلق أحدهما دخل فيه الآخر، إذا أطلق الإسلام دخل فيه الإيمان، وإذا أطلق الإيمان دخل فيه الإسلام، إذا انفرد أحدهما دخل فيه الآخر، إذا انفرد الإسلام دخل فيه الإيمان، وإذا انفرد الإيمان دخل فيه الإسلام، وإذا اجتمعا صار لكل واحد منهما معنى، صار الإسلام الأعمال الظاهرة، والإيمان الأعمال الباطنة، وقد دلت على هذا نصوص كثيرة.










رد مع اقتباس
قديم 2017-01-10, 10:51   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
المعلم سمير
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2017-01-16, 10:24   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
العريي مروة
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا على الموضوع










رد مع اقتباس
قديم 2017-01-18, 10:21   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابو نوح
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2017-01-18, 13:14   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
عبد الحميد 2
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2017-01-27, 15:58   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
العضوالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية العضوالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله


الرسالة و النبوة

كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة

المؤلف: نخبة من العلماء
الناشر: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية


المبحث الأول: حكم الإيمان بالرسل وأدلته الإيمان برسل الله تعالى واجب من واجبات هذا الدين وركن عظيم من أركان الإيمان. وقد دلت على ذلك الأدلة من الكتاب والسنة.
قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [البقرة: 285] (البقرة: 285) . فذكر الله تعالى الإيمان بالرسل في جملة ما آمن به الرسول والمؤمنون، من أركان الإيمان. وبين أنهم في إيمانهم بالرسل لا يفرقون بينهم فيؤمنوا ببعضهم دون بعض، بل يصدقون بهم جميعًا.
وقد بين الله في كتابه حكم من ترك الإيمان بالرسل. فقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا - أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء: 150 - 151] (النساء: 150، 151) . فأطلق الكفر على من كذب بالرسل أو فرق بينهم بالإيمان ببعضهم والكفر ببعضهم. ثم قرر أن هؤلاء هم الكافرون حقًّا أي الذين تحقق كفرهم وتقرر صراحة.
كما بين الله في مقابل ذلك في السياق نفسه ما عليه أهل الإيمان من ذلك فقال: {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 152] (النساء: 152) . فوصفهم بالإيمان بالله ورسله كلهم من غير تفريق بين الرسل في الإيمان ببعضهم دون بعض وإنما يعتقدون أنهم مرسلون من الله تعالى.
وأما السنة فدلت كذلك على ما دل عليه الكتاب من أن الإيمان بالرسل ركن من أركان الإيمان وقد دَلّ على ذلك حديث جبريل المتقدم بنصه في مبحث " الإيمان بالملائكة " وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب لما سأله جبريل عليه السلام عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر» . . .) (1) الحديث. فذكر الإيمان بالرسل مع بقية أركان الإيمان الأخرى الواجب على المسلم تحقيقها واعتقادها.
وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في التهجد عند قيام الليل أنه كان يقول: «اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت قيم السماوات والأرض، ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، والساعة حق» . . .) (2) .
فشهادة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبيين حق ضمن ما ذكر من أصول الإيمان العظيمة كالإيمان بالله وبوجود الجنة والنار وقيام الساعة وتقديمه ذلك بين يدي دعائه وقيامه دليل على أهمية الإيمان بالرسل والأنبياء ومكانته في الدين.
فتقرر وجوب الإيمان بالرسل وأنه من أعظم دعائم هذا الدين ومن أكبر خصال الإيمان وأن من كذب بالرسل أو بأحد منهم فإنه كافر بالله العظيم كفرًا صريحًا بجحده هذا الركن العظيم من أركان الإيمان.
_________
(1) تقدم ص113.
(2) صحيح البخاري برقم (7499) .


ثمرات الإيمان بالرسل: إذا تحقق الإيمان بالرسل ترك آثاره الطيبة وثماره اليانعة على المؤمن فمن ذلك:
1 - العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه حيث أرسل إليهم أولئك الرسل الكرام للهداية والإرشاد.
2 - شكر الله على هذه النعمة الكبرى.
3 - محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم لأنهم رسل الله تعالى وخلاصة عبيده، ولما قاموا به من تبليغ رسالة الله لخلقه وكمال نصحهم لأقوامهم وصبرهم على أذاهم.

[المبحث الثاني تعريف النبي والرسول والفرق بينهما]
المبحث الثاني: تعريف النبي والرسول والفرق بينهما النبي في اللغة: مشتق من النبأ وهو الخبر ذو الفائدة العظيمة. قال تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ - عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ} [النبأ: 1 - 2] (النبأ: 1، 2) . وسمي النبي نبيًّا لأنه مُخبرٌ من الله، ويُخْبِرُ عن الله فهو مُخبَر ومُخبِر.
وقيل النبي مشتق من النباوة: وهي الشيء المرتفع.
وسمي النبي نبيًّا على هذا المعنى: لرفعة محله على سائر الناس. قال تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا} [مريم: 57] (مريم: 57) .
والرسول في اللغة: مشتق من الإرسال وهو التوجيه. قال تعالى مخبرًا عن ملكة سبأ: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: 35] (النمل: 35) .
وقد اختلف العلماء في تعريف كل من النبي والرسول في الشرع على أقوال أرجحها:
أن النبي: هو من أوحى الله إليه بما يفعله ويأمر به المؤمنين.
والرسول: هو من أوحى الله إليه وأرسله إلى من خالف أمر الله ليبلغ رسالة الله.
والفرق بينهما: أن النبي هو من نبأه الله بأمره ونهيه ليخاطب المؤمنين ويأمرهم بذلك ولا يخاطب الكفار ولا يرسل إليهم.

وأما الرسول فهو من أرسل إلى الكفار والمؤمنين ليبلغهم رسالة الله ويدعوهم إلى عبادته.
وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة فقد كان يوسف على ملة إبراهيم، وداود وسليمان كانا على شريعة التوراة وكلهم رسل. قال تعالى: {وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا} [غافر: 34] (غافر: 34) . وقال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا - وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 163 - 164] (النساء: 163، 164) .
وقد يطلق على النبي أنه رسول كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} [الحج: 52] (الحج: 52) فذكر الله عز وجل أنه يرسل النبي والرسول. وبيان ذلك أن الله تعالى إذا أمر النبي بدعوة المؤمنين إلى أمر فهو مرسل من الله إليهم لكن هذا الإرسال مقيد. وأما الإرسال المطلق فهو بإرسال الرسل إلى عامة الخلق من الكفار والمؤمنين.

[المبحث الثالث كيفية الإيمان بالرسل]
المبحث الثالث: كيفية الإيمان بالرسل الإيمان بالرسل هو اعتقاد ما أخبر الله به عنهم في كتابه وأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في سنته إجمالا وتفصيلا.
فالإيمان المجمل: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بما يعبد من دون الله. قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] (النحل: 36) . وبأنهم جميعهم صادقون، بارون، راشدون، كرام بررة، أتقياء أمناء، هداة مهتدون. قال تعالى: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52] (يس: 52) . وقال تعالى بعد أن ذكر طائفة كبيرة من الأنبياء والرسل: {وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ - ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [الأنعام: 87 - 88] (الأنعام: 87، 88) .
وبأنهم كلهم كانوا على الحق المبين، والهدى المستبين جاءوا بالبينات من ربهم إلى أقوامهم. قال تعالى حكاية عن أهل الجنة: {لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} [الأعراف: 43] (الأعراف: 43) . وقال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [الحديد: 25] (الحديد: 25) .
وبأن أصل دعوتهم واحدة وهي الدعوة إلى توحيد الله وأما شرائعهم
فمختلفة. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25] (الأنبياء: 25) . وقال عز وجل: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48] (المائدة: 48) .
وبأنهم قد بلغوا جميع ما أرسلوا به البلاغ المبين، فقامت بذلك الحجة على الخلق. قال تعالى: {لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} [الجن: 28] (الجن: 28) . وقال تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: 165] (النساء: 165) .
ويجب الإيمان بأن الرسل بشر مخلوقون، ليس لهم من خصائص الربوبية شيء. وإنما هم عباد أكرمهم الله بالرسالة. قال تعالى: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} [إبراهيم: 11] (إبراهيم: 11) . وقال تعالى عن نوح: {وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ} [هود: 31] (هود: 31) . وقال عز وجل آمرًا نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يقول لقومه: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} [الأنعام: 50] (الأنعام: 50) .
ومما يجب اعتقاده أيضًا في حق الرسل أنهم منصورون مؤيدون من الله، وأن العاقبة لهم ولأتباعهم. قال تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر: 51] (غافر: 51) . كما يجب اعتقاد تفاضل الرسل على ما أخبر عز وجل في قوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ} [البقرة: 253] (البقرة: 253) .
فيجب الإيمان بكل هذا وبكل ما جاء في الكتاب والسنة عن الرسل على وجه العموم إيمانًا مجملًا.

وأما الإيمان المفصل: فيكون بالإيمان بمن سمى الله تعالى في كتابه والنبي صلى الله عليه وسلم في سنته منهم، إيمانًا مفصلًا على نحو ما جاءت به النصوص من ذكر أسمائهم وأخبارهم وفضائلهم وخصائصهم.
والمذكورون في القرآن من الأنبياء والرسل خمسة وعشرون. ورد ذكر ثمانية عشر منهم في قوله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ - وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ - وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ - وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 83 - 86] (الأنعام: 83-86) . وورد ذكر الباقين في مواضع أخرى من القرآن. قال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا} [الأعراف: 65] (الأعراف: 65) .
وقال: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} [الأعراف: 73] (الأًعراف: 73) . وقال: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [الأعراف: 85] (الأعراف: 85) . وقال: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا} [آل عمران: 33] (آل عمران: 33) . وقال: {وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الأنبياء: 85] (الأنبياء: 85) . وقال: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح: 29] (الفتح: 29) . فيجب الإيمان بهؤلاء الأنبياء والمرسلين إيمانًا مفصلًا، والإقرار لكل واحد منهم بالنبوة أو الرسالة على ما أخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنهم.
كما يجب اعتقاد صحة ما جاءت به النصوص من ذكر فضائلهم وخصائصهم وأخبارهم، كاتخاذ الله إبراهيمَ ومحمدًا صلى الله عليهما وسلم
خليلين لقوله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125] (النساء: 125) . ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا» أخرجه مسلم (1) . وكتكليم الله تعالى لموسى لقوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] (النساء: 164) . وكذلك تسخير الجبال والطير لداود يسبحن بتسبيحه، قال تعالى: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 79] (الأنبياء: 79) . وإلانة الحديد لداود كما قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ} [سبأ: 10] (سبأ: 10) . وتسخير الرياح لسليمان تسير بأمره، وتسخير الجن له يعملون بين يديه ما يشاء، قال تعالى: {وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ} [سبأ: 12] (سبأ: 12) . وتعليم سليمان منطق الطير، قال تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: 16] (النمل: 16) .
كما يجب الإيمان على وجه التفصيل بما قص الله عز وجل في كتابه من أخبار الرسل مع أقوامهم، وما جرى بينهم من الخصومة، ونصر الله لرسله وأتباعهم. كقصة موسى مع فرعون، وإبراهيم مع قومه، وقصص نوح وهود وصالح وشعيب ولوط مع أقوامهم. وما قص الله علينا في شأن يوسف مع إخوته وأهل مصر، وقصة يونس مع قومه، إلى آخر ما جاء في كتاب الله من أخبار الأنبياء والرسل، وكذلك ما جاء في السنة فيجب الإيمان به إيمانًا مفصلًا بحسب ما جاءت به النصوص.
وبذلك يتحقق الإيمان بالرسل بقسميه المجمل والمفصل. والله تعالى أعلم.
_________
(1) صحيح مسلم برقم (532) .


[المبحث الرابع ما يجب علينا نحو الرسل]
المبحث الرابع: ما يجب علينا نحو الرسل يجب على الأمة تجاه الرسل حقوق عظيمة بحسب ما أنزلهم الله من المنازل الرفيعة في الدين، وما رفعهم الله إليه من الدرجات السامية الجليلة عنده، وما شرفهم به من المهمات النبيلة وما اصطفاهم به من تبليغ وحيه وشرعه لعامة خلقه. ومن هذه الحقوق:
1 - تصديقهم جميعًا فيما جاءوا به، وأنهم مرسلون من ربهم، مبلغون عن الله ما أمرهم الله بتبليغه لمن أرسلوا إليهم وعدم التفريق بينهم في ذلك. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء: 64] (النساء: 64) . وقال تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [المائدة: 92] (المائًدة: 92) . وقال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا - أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا} [النساء: 150 - 151] (النساء: 150، 151) . فيجب تصديق الرسل فيما جاءوا به من الرسالات وهذا مقتضى الإيمان بهم.
ومما يجب معرفته أنه لا يجوز لأحد من الثقلين متابعة أحدٍ من الرسل السابقين بعد مبعث محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث للناس كافة، إذْ أن شريعته جاءت ناسخة لجميع شرائع الأنبياء قبله فلا دين إلا ما بعثه الله به ولا متابعة إلا لهذا النبي الكريم. قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85] (آل عمران: 85) .

وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28] (سبأ: 28) . وقال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: 158] (الأعراف: 158) .
2 - موالاتهم جميعًا ومحبتهم والحذر من بغضهم وعداوتهم.
قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56] (المائدة: 56) . وقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ} [التوبة: 71] (التوبة: 71) . فتضمنت الآية وصف المؤمنين بموالاة بعضهم لبعض فدخل في ذلك رسل الله الذين هم أكمل المؤمنين إيمانًا وعليه فإن موالاتهم ومحبتهم في قلوب المؤمنين هي أعظم من موالاة غيرهم من الخلق لعلو مكانتهم في الدين ورفعة درجاتهم في الإيمان. ولذا حذر الله من معاداة رسله وعطفها في الذكر على معاداة الله وملائكته وقرن بينهما في العقوبة والجزاء. فقال عز من قائل: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98] (البقرة: 98) .
3 - اعتقاد فضلهم على غيرهم من الناس، وأنه لا يبلغ منزلتهم أحد من الخلق مهما بلغ من الصلاح والتقوى إذ الرسالة اصطفاء من الله يختص الله بها من يشاء من خلقه ولا تنال بالاجتهاد والعمل. قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج: 75] (الحج: 75) . وقال تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} [الأنعام: 83] (الأنعام: 83) . إلى أن قال بعد ذكر طائفة كبيرة من الأنبياء والمرسلين: {وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 86] (الأنعام: 86) . وقد تقدم نقل هذا السياق في المبحث الأول من هذا الفصل.
كما دلت السنة أيضًا على أن منزلة الرسل لا يبلغها أحد من الخلق لما رواه الشيخان من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى» (1) وفي رواية للبخاري: «من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب» (2) . قال بعض شراح الحديث: " إنه صلى الله عليه وسلم قال هذا زجرًا أن يتخيل أحد من الجاهلين شيئًا من حط مرتبة يونس صلى الله عليه وسلم من أجل ما في القرآن العزيز من قصته ". وبيّن العلماء: " أن ما جرى ليونس صلى الله عليه وسلم لم يحطه من النبوة مثقال ذرة وخص يونس بالذكر لما ذكر الله من قصته في القرآن الكريم كقوله تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88] (الأنبياء: 87، 88) . وقوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 139] الآيات (الصافات: 139-148) ".
4 - اعتقاد تفاضلهم فيما بينهم وأنهم ليسوا في درجة واحدة بل فضل الله بعضهم على بعض. قال تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ} [البقرة: 253] (البقَرة: 253) . قال الطبري في تفسير الآية: " يقول تعالى ذكره: هؤلاء رسلي فضلت بعضهم على بعض، فكلمت بعضهم كموسى صلى الله عليه وسلم ورفعت بعضهم درجات على بعض بالكرامة ورفعة المنزلة ". فإنزال كل واحد منهم منزلته في الفضل والرفعة بحسب دلالات النصوص من جملة حقوقهم على الأمة.
_________
(1) صحيح البخاري برقم (3416) ، ومسلم برقم (2376) ، واللفظ للبخاري.
(2) صحيح البخاري برقم (4604) .


5 - الصلاة والسلام عليهم فقد أمر الله الناس بذلك وأخبر الله بإبقائه الثناء الحسن على رسله وتسليم الأمم عليهم من بعدهم. قال تعالى عن نوح: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ - سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} [الصافات: 78 - 79] (الصافات: 78، 79) . وقال عن إبراهيم: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ - سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [الصافات: 108 - 109] (الصافات: 108، 109) . وقال عن موسى وهارون: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي الْآخِرِينَ - سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ} [الصافات: 119 - 120] (الصافات: 119، 120) .
وقال تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ} [الصافات: 181] (الصافات: 181) . قال ابن كثير: " قوله تعالى {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} [الصافات: 79] (الصافات: 79) مفسرًا لما أبقى عليه من الذكر الجميل والثناء الحسن أنه يسلم عليه جميع الطوائف ". وقد نقل الإمام النووي إجماع العلماء على جواز الصلاة على سائر الأنبياء واستحبابها. قال: " أجمعوا على الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وكذلك أجمع من يعتد به على جوازها على سائر الأنبياء والملائكة استقلالا وأما غير الأنبياء فالجمهور على أنه لا يصلى عليهم ابتداء ".
فهذه طائفة مما يجب للرسل من حقوق على هذه الأمة مما دلت عليه النصوص وقرره أهل العلم. والله تعالى أعلم.
[/font][/SIZE][/FONT]










رد مع اقتباس
قديم 2017-01-27, 21:11   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
samirnoor
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2017-01-31, 01:06   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أمين تواتي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكررررراراااااااااااااا










رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:15

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc