جلمود اعور غليظ رأسه كالحجر ، أصمّ لا يفهم و لا يفقه قول احد حوله ، فإذا انتبه سبّ و كفرْ ، و إذا استحال عليه التعبير عن مكنوناته ولم يستطع إظهارها لأحد عمد الى الخبث الصيد في الماء العكر.
كيف؟
رجل ماسك بسنارة وهو جالس على حافة الطريق يلقيها بجانب الطريق! ماذا يصطاد يا ترى؟
طبعاً الاغبياء !!
كيف؟
لا ترى عاقل يسأل هذا الصياد عن سبب فعله وانه لا يحق له الصيد فيما هو مقبل عليه، لأنه يعلم علم اليقين بان هذا الذي يفعل هذا الفعل هو رجل مجنون.
امّا الاحمق فتراه يستهزأ و يضحك معللا لمن هم حوله معبرا عمّا يراه ، فلا هو سأل كالجاهل و لا هو مرّ على الصياد من غير سؤال و علم يقين بما استنبطه من خلال فهمه فحتما حتماً هذا يعتبر احمق جلمود كالصخر الاصمّ غليظ رأسه.
الكل يعبر عن شيء داخله عن مكنوناته يريد إظهاره للعالمين بطريقته و بفهمه حسب سنّه و هواه و عقله ، الكل يعبر بما استهوت نفسه و املى عليه عقله و تألم له قلبه ، الكل يكتب و يفهم على حسب طريقته .
لكن ......
شيء واحد فقط لا يجب أن يفهمه الناس او القراء والكتّاب على حسب أهوائهم، وهي العقيدة.
فالذي يفهم العقيدة على حسب هواه و فهمه و يفسرها كيف شاء فهذا مِثْلُهُ مِثْل من مرّ على الصياد وضحك عليه من شدّة هول ما رأى ، فهم متشابهين خُلُقَا و فهمْا .
الجلمود بصفة عامّة ليس كل من مرّ على صياد وضحك فقط، وإنما الذي اهلك نفسه من خلال عدم فهم سبب خلقه.
الجلمود الاحمق هو ذلك الرجل الذي نسى نفسه وخاض في اعراض الناس يهتكها كما يهتكّ الخيط الرفيع، فلا هو عاد لكتاب ربّه وسنّة نبيه وعلم منهم او سأل لجهله العلماء والراسخين فأخبروه، فهو كالحمار يعيث في زرع امّه، لا هو أكله وانتفع به ولا هو تركها تأكله فقد حرم عليه وعلى امه الاكل والنوم (الله المستعان)
فالعقيدة يجب ان يفهمها الجلمود كما جيْئتْ وفُسِّرَتْ وإِلّاَ فلاَ.
نسأل الله العافية
بارك الله فيكم
م.عبد الوهاب