زوبعة انتخابية عصفت بالبلاد مؤخرا,وحملت معها رياح الرداءة لتكتسح فياضات ''الحملة الانتخابية" الأسواق و وسائط التواصل,المساجد و حتى المدارس و الجامعات,وسط كل هذا "العرس الديمقراطي" كان أحسن ما قدمه المدعو الغائب "الشعب'' بكل مكوناته و أطيافه كان الصفعة القوية على وجه من أراد تمرير "كل شيء" على حساب "أي شيء"...ولو أنهم مرروا "كل شيء'' دستوريا وحسابيا و شرعيا كالعادة,إلا أن السواد الأعظم من الناس على رأسهم من ترشح و فاز سواء ساذجين "نية خاثرة" أو جشعين ''مافيا فاسدة" كانوا جميعا في غفلة عن الحقيقة العلمية المثبتة الثابتة في ما يخص "علوم جمهوريتنا"...أن البرلمان لي شخصيا و للدولة و للجميع بعيد بعدد كيلومترات السيار الشرق-غرب, بعيد كل البعد عن دائرة صناعة القرار المغلقة ولو أن عملية صناعة القرار في جمهوريتنا هي أصلا عملية فوضوية,بلا دفتر شروط.. مجهولة المعالم تتراكب فيها كل السلطات و تطبعها العشوائية وحتى أحيانا تغلبها "الخلعة'' لتنتج خليطا غير متجانس من السياسات الخاطئة و تدابير "ليلة الرعد" الإستعجالية و الترقيعات البائسة.إذن نحن من كوكب الأرض نوجه نداءا لكل البرلمانيين في كوكبهم الموازي على اختلاف التوجهات أنتم لستم ''خضرة على عشاء''حاشا.بل أنتم أصلا في المطبخ الخاطئ أين نرمي ما تبقى من طعام الأمس.ولعل الفرق بين قبة البرلمان و جسر قسنطينة العملاق أن الأول قد غنمناه من فرنسا الاستعمارية و الثاني قد غرمناه من الخزينة العمومية إلا أن كلاهما مجرد جسر...لأننا وبكل بساطة ''مافيهاش عيب'' لسنا جمهورية برلمانية...والبرلمان عندنا لاعب وراء الشباك لا محل له من الإعراب.وان لم يصح هذا دستوريا نحن نصحه عرفيا..تحت شعار "التعليمة تسقط القانون"..وتحيـــا الجمهـــورية وإن يسقط القانون.