على تلك الدروب المؤثثة بالجمر وظلمة الوطن.. فراشات صحراء هاربة من ظمأ الطوفان.. نبت يأسها لقيطا كمطر الصيف ... كبر كغصة في الحلق ..كنفس منفي من الصدر..من صدرا لأم .. وطن متعال.. كتمه السعال الصامت والدم والعفن..
لاجئون.. من دموع مختلفة ..تشيعهم أكداس الدهشة.. ساقطون من خريطة ضلت مفاتيحها وتجعدت قواميس الحب فيها.. هاربون من عبدة الصنم والسوط ولعنة الرمل وثرثرة النعام عن مزايا الغوص في كبد الجمر والذل ..
هاربون من يوم تقلد صوتا ضد بندقية ..إلى جفاف بحيرة راكدة.. إلى منفى ضمير يبست شرايينه وفقد حاسة شم الإنسانية في أنفه العاجي .
..
..
في البدء:.. وطن يكتبه الجليد ، ترملت نعامته في دهر أغبر ..توق إلى بسمة على الشفاه يحملها ربيع مزهر.. زينه لهاث الحناجر وتعب عيون ترنو بفرح قطني إلى أفق تتأمل نعاماته جمال الورد في حدائق ممتدة على الجليد الذابل مع الفجر..
لا نبض في الحجر: .. السوط كلمة فاجرة سممها الراكبون موج السندباد .. الصحراء أضيق من أن تدرك حدودها.. ورب يوم بكت منه عليه .. جنائز فقدت أسماءها ...وبعثرت أشياءها بالتقسيط .. البندقية صوت لزمن حربائي ..أخرج فيلما رديئا ..مكرر الحبكة.. سطو فاجر على مشاهد الفراشات في حدائق الشتاء .. ما أصعب الخروج لمن لم يدخل أصلا .. بعد ملء الفراغ بالفراغ والخواء ورؤوس النعام.. ضاقت أرض الله بعباد الله ..
..
..
..
على تلك الدروب ..أموت هاربا من صدري أمي .. ..يحتويني الموج والطوفان ..أموت مشتاقا لصدر أمي ..أموت وفي الأذن طنين: ما أقرب الأفق .. وما أبعد من في الأفق.
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
2016-07-08, 23:48
لاجئون
العرض العادي
