الكل يتساءل أين هي النقابات مما يحدث للأستاذ و ما يحدث في الساحة ؟ أين اختفت ؟ و أين ذهب صوتها ؟ و أين هي وحدتها لكي تتجند لحماية كرامة الأستاذ و لتحقيق مطالبه المشروعة ؟ بل و لإنقاذه من الحملة العدائية التي يتعرض لها من طرف المجتمع الذي انقلب على الأستاذ و من ورائهم وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التي تحرض على الأساتذة حين دعت أولياء لتلاميذ في تصريح خطير إلى رفع شكوى ضد الأساتذة الذين يضربون التلاميذ على حد زعمها و هنا وضعت الأستاذ أمام الجميع على انه معتدي متناسية الأخطار التي يتعرض لها الأستاذ التي لم تتطرق إليها الوزيرة سواء أخطار التي تتصل بمهنة التدريس أو الأخطار التي أصيب بها الأستاذ من أمراض عضوية و نفسية دون الحديث عن الخطر الأكبر الذي يتهدد الأستاذ جراء إجباره على العمل أكثر من 60 سنة أو حتى الحديث على المطالب العالقة التي الوزيرة تناور و تداور لربح الوقت ، في وقت نشهد تقاعس النقابات في الدفاع عن كرامة الأستاذ و عن حقوقه سواء من الوزيرة بن غبريط او من بعض الصحف المعروفة المعروفة بعدائها للأستاذ التي تخصص كتابات و مقالات و مواضيع و رسومات كاريكاتيرية مهينة و تطعن في الأستاذ دون أن نجد تحرك من النقابات التي يبدوا أن على رأسها الطير و الطامة الكبرى انك تجد تصريحا من الوزيرة نفسها تحرض ضد الأستاذ و تدعوا إلى رفع شكاوي ضده و تمر مرور الكرام دون استنكارا و لا تنديدا ، و الأساتذة يتحملون فوضى التلميذ المشاكس المشاغب لأنه ممنوع على الأستاذ الضرب لردع المشاغبين المشاكسين و إلا يكون الأستاذ معتدي و يتعرض إلى رفع شكوى ضده مع عقوبات إدارية و جزائية و مع ذلك الأستاذ مهدد بان يعمل حتى يشتعل رأسه شيبا و محتمل أن يسقط جسمه وهن على وهن ، ليعلم الجميع أن قطاع التعليم في مختلف أطواره غير مدرج ضمن المهن الشاقة بمعنى أن الأستاذ مهدد بان يسقط مغشي عليه من مهنة المتاعب التي أصبح عليها و التي أصبحت مختلف الأمراض تلاحقه من كل مكان ، فغموض كبير يلف مطلب إلغاء قانون التقاعد الجديد خصوصا بالنسبة إلى الأساتذة أو حتى إدراج مهنة التعليم ضمن المهن الشاقة ، و هاهي وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط تلف هذا الموضوع غموضا كبيرا باللف و الدوران و لم تقم لا بتلميح و لا بالتصريح حول هذا الموضوع الذي يبقى الأستاذ يعيش على أعصابه في وقت نجى الكثير من الأساتذة المحظوظين من الوقوع في مقصلة قانون التقاعد الجديد لكونهم فروا بجلدهم بعد خروجهم إلى التقاعد قبل الوقوع في المقصلة و منهم من على أهبة الخروج ، فيما بقي الكثير من زملائهم الذين لم يبلغوا السن القانونية مهددين في الوقوع في مقصلة العمل لأزيد من 60 سنة بما تحمله من أخطار على حياة الأساتذة في وقت يجهل الجميع عما إن كانت مهنة التدريس سوف تدرج ضمن المهن الشاقة التي لا يشملها قانون التقاعد الجديد أم لا .
و أمام هذا الوضع الخطير للحالة التي وصل إليها الأساتذة انه تتحمل النقابات التي سارعت إلى التوقيع على ميثاق الأخلاق المسؤولية الكاملة على الحالة التي وصل إليها الأساتذة بهذه الوضعية المهينة التي لا تبشر بالخير في الأفق القريب و لا البعيد مما يؤكد على الجميع عدم انتظار تحرك نقابات البلاط التي جلست على بلاط الوزيرة لتوقيع على ميثاق الأخلاق أو ميثاق الشرف على حد تسمية الوزيرة بن غبريط . مما يجعل على الأساتذة أن كانت لهم نخوة كرامة إلى التكاثف و الوحدة و إلى لم و جمع الصف و السعي عاجلا غير آجلا إلى إنقاذ مايمكن انقاده لحماية الحقوق و المكاسب التي تكاد تضيع و إلى الدفاع عن كرامة الأستاذ التي أهينت بشكل سافر منذ التوقيع نقابات لا يهمها سوى محاولة كسب و إرضاء سيدتهم الوزيرة التي عرفت كيف تروضهم و تجرهم إلى توقيع على ميثاق العار بعد أن سحبتهم نورية بن غبريط إلى بلاط الوزارة لتوقيع على هذا الميثاق.
بموازاة مع ذلك تسعى وزيرة التربية الوطنية مرة أخرى بمسعى مشبوه إلى المساس بالهوية التي تمثل إحدى المبادئ الأساسية لقانون البلاد المنصوص عليها دستوريا وإحدى الثقافة التي تربى عليها الجزائريون منذ عشرات السنين بمحاولة تحويل المدارس القرآنية إلى أقسام تحضيرية تكون تابعة لوزارة نورية بن غبريط و قد خشي الغيورين على هوية الشعب الجزائري من أن يؤدي مسعى الوزيرة إلى محو التعليم القرآني في غياب صوت النقابات في هذا الموضوع الذي خفت و توارى عن إبداء رأيها في القضية التي هزت الرأي العام الذي يرفض المساس بالمدارس القرآنية و يطالب بالإبقاء على المدارس القرآنية بصفتها مدارس لتعليم القرآن الكريم .
.
كما نؤكد أن فشل الإضراب الذي تم مؤخرا للمطالبة بالغاء قانون التقاعد و المطالبة إشراك النقابات في صياغة القانون يعكس حالة الوهن التي تمر بها النقابات و تعكس البرودة التي أصبحت عليها نقابات كانت من المفترض في هذه المرحلة الصعبة و الظروف التي يمر بها الأستاذ ، يتوجب التجنيد و التعبئة لحماية و الدفاع على حقوق و كرامة الأستاذ الذي لم يعد له كرامة و لم يعد يسمع له صوت ، لقد فشلت النقابات في إسماع صوتها في إجبار الوزارة على التفاوض و اخذ المطالب على محمل الجد و ليس الهزل كما تفعل الحكومة تجاه مطلب إلغاء قانون التقاعد و لا حتى إدراج مهنة التعليم ضمن مهنة المتاعب التي لا يشملها القانون التقاعد الجديد.
حالة الأستاذ في السنوات الأخيرة زادت سوء و أصلا الأستاذ غلبان من المهنة يتعرض إلى التجريح و الطعن انطلاقا من المفتش بسبب نتائج التلاميذ الكسالى و من الأولياء بسبب عدم تضخيم نقاط أبنائهم ضعاف المستوى و من المدير لمحاسبة الأستاذ في الغياب أو التاخرات و من وزيرة التربية الوطنية في وعيدها للأستاذ بجره إلى أروقة المحاكم بسبب ضرب التلميذ الفوضوي المشاغب و من وزارة العمل و التشغيل و الضمان الاجتماعي بسبب محاولة فرضها على الأستاذ تدريس إلى غاية 60 سنة.
كل هذا بسبب نقابات البلاط التي تحاول كسب رضى الوزيرة صاحبة المعالي و حاشيتها من نقابات تبحث عن مصالحها و الأستاذ المسكين يدفع ثمن تبعات سياسة نورية بن غبريط التي تحرض على الأستاذ و لا تريد سماع صوت شكوى أنينه من مهنة المتاعب و تصم أذانها بعد أن نجحت في تكبيل نقابات بتوقيع على ميثاق العار عفو ميثاق الأخلاق و كانت النتيجة أن النقابات فقدت القوة الضاربة التي كانت تتمتع بها حين كانت تتفاوض بالإضرابات قبل توقيعها على الميثاق و فقدت فاعليتها في التفاوض من موقع قوة في طرح انشغالات و المشاكل المهنية للأساتذة بعدما ضعف موقف النقابات و الدليل فشل في الدفاع عن حقوق الأستاذ في التقاعد المسبق و التقاعد النسبي.
و بعد كل هذا أليس أن وزيرة التربية الوطنية تريد توجيه الضربة القاضية إلى الأستاذ تحت رضى و مسامع نقابات البلاط المتواطئة المكبلة بميثاق الأخلاق الذي حولت النقابات الأستاذ كأنه ليس له شرف ولا أخلاق ، لتمنحه الوزيرة الشرف و الأخلاق لمجرد توقيع النقابات على ميثاق الأخلاق أو ميثاق الشرف على حد تسمية الوزيرة .

صورة تذكارية تظهر النقابات على بلاط الوزارة و هم يحتفلون يتوقيع على ميثاق الأخلاق و الصورة تظهر الملكة نورية بن غبريط و حاشيتها من نقابات على بلاط هذه الملكة.