االحمد لله نحمده ، ونستعين به ، ونسترشده ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا ، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له ، إقرارًا بربوبيته ، وإرغامًا لمن جحد به وكفر ، وأشهد أن سيدنا
محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر ، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت
أذن بخبر ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد ، وعلى آله وأصحابه ، وآل بيته
الطيبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، وار ض عنا وعنهم يا رب العالمين .أيها الأخوة الكرام ، موضوع كبير جدًا بدأت به من أسابيع كثيرة ولا زلت فيه ،
ألا وهو الاستقامة ، لأن الاستقامة عين الكرامة ، ولأن الإنسان إن لم يستقم على أمر الله لن
يقطف من ثمار الدين شيئًا ، إسلام من دون استقامة ثقافة ، تراث ، عادات ، تقاليد ، بالتعبير
المعاصر فلكلور ، إسلام من دون استقامة ، كل وعود الله عز وجل لا تحقق إلا بالاستقامة ،
أما أن نمدح هذا الدين ، أن نعجب بهذا الدين ، هذا لا يقدم ولا يؤخر ، وترون ما يجري في
العالم الإسلامي من انتهاك للمسلمين ، من اعتداء على أراضيهم ، وعلى ثرواتهم ، وعلى
حياة أبنائهم ، هذا الذي يجري لأننا فهمنا الدين ثقافة ، فكر ، عادات ، تقاليد ، ولم نفهمه
منهجًا ينبغي أن نطبقه