ها انت اخيرا على ابواب المغادرة بعد قضاء اربع وثلاثين حولا لم تترك بدوا ولا حضرا الا واوقدت فيه شموع الامل.. وانت تحمل ملف التقاعد وتسير به الى مديرية التربية تتراءى لك لافتة كتبت عليها مديرية التربية نعم انه نفس المكان الذي كانت فيه لافتة مكتوبا عليها اكادمية التربية. وانت تسير يا استاذ وصور واصوات الماضي تلاحقك . اصوات مالك.خديجة.مصطفى.خالد.ليلى.سلوى.نورة.. انها شخصيات تفاعلت معها وتلاميذك طيلة عقود من الزمن..ها انت اخير تسير برواق طويل يؤدي الى مكتب التقاعد.. خطواتك تتثاقل وتدخل يا استاذ وتبدو لك انوار المكتب ضعيفة .. الى متى ستبقى مكابرا معاندا اعترف بان بصرك هو الذي ضعف الى متى ستظل تداري ضعفك. وفجاة تسمع صوتا من وراء المكتب ماذا تريد سيدي..اريد ان ادفع اوراقي.. لا. لا ملف تقاعدي. تفضل سيدي هذه اثنتين وثلاثين عاما حقي الشرعي وهاذين العامين هدية مني الى كل من صفق لي وانا في مضمار السباق. وتخرج يا استاذ متثاقل الخطوات لا تدري اي جهة تولي كيف ستفارق رفاق دربك وتلاميذك