![]() |
|
منتدى الثّقافة العامّة منتدى تـثـقـيـفيٌّ عام، يتناول كُلَّ معرفةٍ وعلمٍ نافعٍ، في شتّى مجالات الحياة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
"أيهما أصح التاريخ الميلادي ام الهجري"
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السلام عليكم، نشأة التأريخالميلادي:
كان التأريخ معروفاً عند الرومان منذ (750) قبل ميلاد المسيح عليهالسلام(12) ، وكان هذا التقويم قمرياً تتألف السنة فيه من عشرة شهور فقط حتى جاءملك روما (توما الثاني 716-673ق.م) الذي أضاف شهري يناير وفبراير وأصبحت السنةتتألف من 355 يوماً. ومع مرور الأيام تغيرت الفصول المناخية عن مكانها تغيراًكبيراً، وفي سنة (46) قبل الميلاد استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكيالمنجم المصري سوريجين من الإسكندرية طالباً منه وضع تأريخ حسابي، يعتمد عليه،ويؤرخ به، فاستجاب الفلكي المصري ووضع تأريخاً مستنداً إلى السنةالشمسية. وبالتالي تحول الرومانيون من العمل بالتقويم القمري إلى التقويمالشمسي وسمي هذا التأريخ بالتأريخ اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وبقيهذا التأريخ معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد ميلاد المسيح عيسى – عليه السلام-. واستمر النصارى على العمل بالتقويم الشمسي دون ربطه بالتأريخالميلادي حتى القرن السادس أو القرن الثامن من ميلاد المسيح – عليه السلام – حيث تمالحساب ورجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنةالميلادية، نسبة إلى ميلاد المسيح عيسى – عليه السلام – وأن تكون بداية هذا التأريخ 1-يناير-1 ميلادي وهو يوم ختان المسيح – عليه السلام – كما يقولون؛ حيث إن ميلاده – عليه السلام – كما يقال كان في 25 ديسمبر (كانون الأول) وعندها عرف هذا التأريخبالتأريخ الميلادي. ونخلص من هذا بأن الميلاد الحقيقي للمسيح – عليه السلام – سابق لبدء التأريخ الميلادي بقرون عديدة؛ لذا ينبغي التمييز بين التأريخ الميلادي،وميلاد المسيح – عليه السلام – لأن اصطلاح قبل الميلاد أو بعده تأريخياً لا يشيربدقة إلى ميلاد المسيح – عليه السلام – فعلياً(13). وقد استمر العمل بهذاالتأريخ إلى عهد بابا النصارى (جوريجوري الثالث عشر) الذي قام بإجراء تعديلات علىالتأريخ اليولياني لتلافي الخطأ الواقع فيه وهو عدم مطابقة السنة الحسابية علىالسنة الفعلية للشمس مما أدى إلى وجود فرق سنوي قدره إحدى عشرة دقيقة بين الحسابوالواقع الفعلي فقام البابا بإصلاح هذا الفرق وسمي هذا التعديل بالتأريخ الجوريجوريوانتشر العمل به في غالب الدول النصرانية(14). ومن الملاحظ أن الكنيسة كانتتتحكم بالتأريخ الميلادي في أرجاء الإمبراطورية الرومانية مما يعني انطباعاًبالاهتمام الديني النصراني بموضوع التأريخ. والتأريخ الميلادي حالياً هو التأريخالجوريجوري غير أن بعض الفلكيين يرون أنه سيحتاج قطعاً يوماً من الأيام إلى تعديل،إذا كان الهدف هو المحافظة على انطباق السنة الشمسية على الفصولالأربعة(15). وبناءً على ما تقدم فإن التاريخ الميلادي في الأصل كان رومانياً،عدله بعض الملوك والرهبان النصارى ونسبوه لميلاد المسيح عليه السلام نسبة جزافيةبعد ميلاده عليه السلام بستة أو ثمانية قرون تقريباً،وقد أقر بعض الباحثين النصارىبخطأ هذه النسبة(16). وبالنسبة للأشهر الميلادية التي تتكون منها هذه السنةفإنها في الأصل تعود لتمجيد التأريخ الشمسي الميلادي لاثني عشر إلهاً مزعوماً منآلهة الرومان الأسطورية، كما تعود أيضاً إلى تمجيد قائدين من قواد الرومان وهمايوليوس قيصر الذي أطلق اسمه على الشهر السابع باسم “يوليو” وأغسطس الذي أطلق اسمهعلى الشهر الثامن (أغسطس)، ولقد قام مجلس الشيوخ في عهده بتعديل أيام الشهر إلىواحد وثلاثين يوماً بدلاً من ثلاثين يوماً؛ لأنه أحرز في هذا الشهر أعظم انتصاراتهوكذا يوليو. بعد هذا يتضح لنا أن التأريخ الميلادي نتاج عمل بشري خالص مولود فيبيئة رومانية، وحضانة نصرانية، ونشأ برعاية القياصرة وتعديلات البابوات والرهبانولم يعرف إلا بعد ميلاد المسيح – عليه السلام – بقرون متعددة ولم يُبْن على مولدهبيقين. المبحث الثاني نشأة التأريخ الهجري: كان العرب قبل الإسلاميستخدمون التقويم القمري ويتعاملون مع الأشهر القمرية ويؤرخون بأبرز الأحداث. ولماهاجر المسلمون إلى المدينة وأصبح لهم كيانهم المستقل أصبحوا يطلقون على كل سنة منالسنوات اسماً خاصاً بها فكانت السنة الأولى تسمى بسنة الإذن والسنة الثانية كانتتسمى سنة الأمر والسنة الثالثة سنة التمحيص، والسنة الرابعة تسمى سنة الترفئةوالسنة الخامسة تسمى سنة الزلزال والسنة السادسة تسمى سنة الاستئناس والسنة السابعةتسمى سنة الاستغلاب، والسنة الثامنة تسمى سنة الاستواء والسنة التاسعة تسمى سنةالبراءة والسنة العاشرة تسمى سنة الوداع(17). وأخرج ابن عساكر بسنده عن أبيسلمة عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخ التاريخ حين قدم المدينة فيشهر ربيع الأول قال ابن عساكر: كذا في هذه الرواية وهي مرسلة وأخرج أيضاً: (عن أبيسلمة عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهرربيع(18). قال ابن حجر: وهذا معضل والمشهور خلافه وأن ذلك في خلافة عمر رضي اللهعنه(19) ولا أعلم إسناداً صحيحاً في هذا الباب واستنبط بعض العلماء من قول اللهتعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْتَقُومَ فِيهِ) (التوبة: من الآية108)، وأنه ليس أول الأيام كلها ولا إضافة إلى شيءفي اللفظ الظاهر فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر. وفيه من فقه صحة ما اتفق عليهالصحابة مع عمر حين شاورهم في التأريخ فاتفق رأيهم أن يكون التأريخ من عام الهجرة.. فوافق رأيهم هذا ظاهر التنزيل وفهمنا الآن بفعلهم أن قوله سبحانه: (مِنْ أَوَّلِيَوْمٍ) أن ذلك اليوم هو أول أيام التأريخ الذي يؤرخ به الآن. أما كيفتوصلوا إلى هذا التاريخ فقد وردت روايات عديدة تدل على أن التأريخ الهجري بدئ العملبه في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بمشورة، ثم اتفاق منالصحابة – رضي الله عنهم -. قال ابن كثير رحمه الله تعالى: “اتفق الصحابة رضيالله عنهم في سنة ست عشرة وقيل سبع عشرة أو ثماني عشرة في الدول العمرية على جعلابتداء التأريخ الإسلامي من سنة الهجرة وذلك أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رفعإليه صك، أي حجة، لرجل آخر، وفيه أنه يحل عليه في شعبان. فقال عمر: أي شعبان؟أشعبان هذه السنة التي نحن فيها، أو السنة الماضية أو الآتية؟ ثم جمع الصحابة،فاستشارهم في وضع تأريخ يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك، فقال قائل: أرِّخُواكتأريخ الفرس فكره ذلك، وكانت الفرس يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد. وقال قائل: أرخوا بتأريخ الروم، وكانوا يؤرخون بملك إسكندر بن فيلبس المقدوني، فكره ذلك. وقالآخرون: أرخوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: بل بمبعثه. وقالآخرون: بل بهجرته. وقال آخرون: بل بوفاته – عليه الصلاة والسلام – فمال عمر رضيالله تعالى عنه إلى التأريخ بالهجرة، لظهوره واشتهاره واتفقوا معه على ذلك… إلى أنقال: وقال الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: استشار عمر في التأريخفأجمعوا على الهجرة. وقال أبو داود الطيالسي عن قرة بن خالد السدوسي عن محمد بنسيرين قال: قام رجل إلى عمر – رضي الله عنه – فقال: أرخوا. فقال: وما أرخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم يكتبون في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حسن فأرخوا، فقالوا: منأي السنين نبدأ؟ فقالوا: من مبعثه. وقالوا: من وفاته. ثم أجمعوا على الهجرة. ثمقالوا: وأي الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان. ثم قالوا: المحرم؛ فهو منصرف الناس من حجهموهو شهر حرام فاجتمعوا على المحرم… ثم قال بعد ذلك ابن كثير – رحمه الله تعالى -: والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من سنة الهجرة وجعلوا أولها من المحرمفيما اشتهر عنهم وهذا هو قول جمهور العلماء(20). ونخلص من ذلك أن اختيارالتاريخ الهجري تم بإجماع منهم رضوان الله تعالى عنهم، والإجماع حجة قاطعة وأيضاًهذا يدل على أنهم كانوا يستخدمون التقويم القمري بدليل أنهم يتحدثون عن شهر شعبانوأيضاً هذا التاريخ لم يكن لعباداتهم فقط بل لجميع أمور دنياهم ويجعلونه رمزاًإسلامياً ولا يمكن الفصل بين التقويم القمري والتاريخ الهجري المرتبط به، والفصلبينهما مخالف لما أجمع عليه الصحابة كما أنه يوقع في المحاذير المخلة بالعباداتوالمعاملات وبناء على ما تقدم نعرف نشأة التأريخ الهجري وكيف تم الاتفاق عليه وكونهشعاراً للأمة الإسلامية في مقابل شعارات الأمم المخالفة وأن الإعراض عنه إعراض عماأجمع عليه الصحابة. المبحث الثالث: حكم استخدام التأريخ الهجريوالميلادي: أولا: الحديث عن التأريخ الهجري يقتضي تأصيل الحكم الشرعي للتقويمالقمري فنقول: دلت النصوص الشرعية على وجوب الأخذ بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخالهجري ومن ذلك قوله تعالى: 1 – (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَمَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) (البقرة: من الآية189). وجه الدلالة: أنالله جعل الهلال علامة على بداية الشهر ونهايته، فبطلوع الهلال يبدأ شهر وينتهي آخرفتكون الأهلة بمعنى المواقيت وهذا يدل على أن الشهر قمري لارتباطه بالأهلة وهيمنازل القمر. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: “فأخبر أنها مواقيت للناسوهذا عام في جميع أمورهم، فجعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتةبالشرع، ابتداء أو سبباً من العبادة وللأحكام التي ثبتت بشروط العبد، فما ثبت منالموقتات بشرع أو شرط فالهلال ميقات له، وهذا يدخل فيه، الصيام، والحج، ومدةالإيلاء والعدة… 2 – قوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِاثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضَ) (التوبة: من الآية36). وجه الدلالة: أن الله وصف التوقيتبالهلال وأن الشهور القمرية إذا بلغت هذا الرقم سميت سنة وهذا معنى عدةالشهور. وقال الفخر الرازي: قال أهل العلم: الواجب على المسلمين بحكم هذهالآية أن يعتبروا في بيوعهم ومدد ديونهم وأحوال زكاتهم وسائر أحكامهم بالأهلة، لايجوز لهم اعتبار السنة العجمية والرومية(21). وذكر رحمه الله أن الشهور المعتبرةفي الشريعة مبناها على رؤية الهلال، والسنة المعتبرة في الشريعة هي السنةالقمرية(22). 3 – قال صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذارأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له”(23). وجه الدلالة: أن الرسول صلى اللهعليه وسلم جعل انتهاء شهر شعبان ودخول رمضان برؤية الهلال ويقاس عليها بقيةالأشهر. ومؤدى هذه النصوص الشرعية صريح أن المعول عليه والمعتبر هو التقويمالقمري مما يؤكد وجوب التمسك به دون غيره من التقاويم وهو يتفق مع أحوال الناسلكونه صالحاً للجميع ليسره وسهولة مخاطبته لجميع الأطراف، ولقد اتفق عليه السلفالأول من الصحابة والتابعين كما مر معنا وأصبح العمل عليه.
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
"أيهما, الميلادي, التاريخ, الهجري" |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc