تحاليل طبية جديدة تكشف حقيقة المكمل الغذائي rhb

[المسلم المالكي]

منقول من جريدة النهار

كشفت التحاليل الأولية التي تم إجراؤها على المكمل الغذائي المسمى «رحمة ربي» أو «rhb» عن نتائج خطيرة، تؤكد أنّ «التّوجيه العلاجي لهذا المنتوج غير مطابق مع خاصية المكمل الغذائي»، وأن هذا الأخير يتضمّن «مكونات غير عادية»، فضلا عن وجود مادة قلوية غير معروفة قد تسبّب صدمة علاجية للمريض.

وأشارت نتائج التحاليل الأوّلية للمكمل الغذائي حول «رحمة ربي» التي قام بها مخبر بحث السموم بالمستشفى الجامعي ابن باديس في قسنطينة، إلى تركيبات غريبة وغير معروفة في مجال الطب وصناعة الأدوية وغير مطابقة للمعايير الدولية.

وحسبما جاء في نتائج التحاليل التي تحوز «النهار» على نسخة منها، والحاملة للرقم «2016/tox /1051»، فإنّ الخبرة التي أجريت على «rhb» المصنّف كمكمل غذائي «سجّلت عدم المطابقة». وشملت «عدم المطابقة» حسب الوثيقة غياب مختلف مكونات هذا المكمل، ووجود مواد معدنية ومركب فيتاميني غير معروف وبروتينات طبيعية معدومة الأصل في محتوى غير معروف أو معرّف، كما أشارت النتيجة الثانية إلى الغياب التّام لتحديد الجرعات الخاصة بمختلف المكونات باستثناء 8 من المائة فقط من المادة الأساسية، ووضعت نتيجة التحليل علامة استفهام أمام نسبة المكوّن الأساسي الذّي لا يعرف ما هو، وأضافت أنّ كمية المحتوى وكذا المادة الأساسية غير معيّنين وغير مشار إليهما.

وخلصت النتيجة الثالثة إلى مفاجأة كبيرة، حيث وصفت ما تمّ التّوصل إليه بالقول إنّ «التّوجيه العلاجي غير مطابق مع خاصية مكمّل»، وأوردت نتائج التحاليل فقرة أعطت من خلالها تعريف للمكمل الحقيقي وليس كما يدّعي صاحب «rhb»، وقالت إنه «مواد غذائية لها هدف تكملة نظام غذائي عادي، والذي يتكوّن من مصدر مركّز من المواد الغذائية أو مواد أخرى لها نفس المفعول الغذائي والفيزيولوجي»، وأضافت أنّ «المواد التي تكوّن مكملات غذائية ليس لها مفعول علاجي وليس لها مفعول للوقاية أو علاج مرض».

وأشارت نتائج التحاليل في هذه النقطة إلى أنّ صاحب المكمل خالف كلّ ما سبق، حيث تضمنت نشرية المكمل الغذائي المسمى «رحمة ربي» أنه «يخفّض من المضاعفات الجانبية لمرض السكري»، وأضافت التحاليل أن ما أراد صاحب النشرية التّصريح به هو مزاعم بأنّ rhb «له قدرة علاج الأمراض الثانوية لدى مريض السكري بمفعول فوماكولوجيك»، أي «صيدلاني أو علاجي»، أي أنّ ما صرّح به صاحب «rhb» يتعلق بدواء وليس مكملا غذائيا.

وأفادت النتائج بأنّ مكونات غير عادية أخرى عرفتها النشرية الخاصة بهذا المكمل الغذائي المسمى «رحمة ربي»، وأضافت أنّ ما قام به صاحب «rhb»، «يمكن له أن يودي بالمريض إلى الوقوع في الخطأ وخطر التّعرض إلى صدمة علاجية»، وأشارت التحاليل إلى ما جاء من قبل صاحب المنتج في نشرية المكمل «إذا لاحظتم توازنا أحسن من قبل المريض استشيروا طبيبكم من أجل تعديل العلاج»، وأكّدت التحاليل تكذيبا لهذا التّصريح بالقول إنّ «المكمل الغذائي لا يمكن أن يكون في أيّ حالة معالج».

وأمّا النتيجة الرّابعة التي خرج بها مخبر بحث السموم، فإنه ومن الناحية القانونية كان ينبغي أن تحتوي علبة أيّ دواء أو مكمل غذائي على «معلومات حول الشركة المنتجة وليس اسم المخترع»، وهو ما لم يلتزم به صاحب المكمل الغذائي محل الخبرة.

وأوضحت النتيجة الخامسة، أن البطاقة التقنية للمراقبة التي قدّمها صاحب المكمل محل الخبرة «لا تتوافق مع أيّ معيار للممارسات الجيّدة للمخابر»، وذلك بسبب «غياب النتائج، ولأنّ المحتويات غير مصادق عليها لغياب وحدات قياس كل كمية من كلّ مكون بهذا المكمل، وأشارت إلى غياب الوحدات فما يخص «السكريات والبروتينات وغيرها».

وأشارت أيضا إلى أنّ ph أو مؤشر الحموضة غير محدد بدرجة مؤشر «سيلسوس» الحراري، وأنّ الزنك والنحاس ليسا معدنين، كما أن التحاليل تبين وجود مادة قلوية غير معروفة، كون إمكانيات مخبر السموم بالمستشفى لا يتوفر على الكواشف اللازمة لذك، حيث من الممكن أن تكون هذه المادة خطيرة.



وتضمن التقرير أن المخبر يقوم في الوقت الحالي باختبار المكمل الغذائي على الأرانب لتحديد إمكانية وجود سموم أو تأثيرات دوائية، ليخلص إلى عدم مطابقته للمعايير مع وجود خطر التعرض لصدمة علاجية، في ظل غياب معطيات علمية حول تلك المادة القلوية التي حددت بالمادة x وأخطارها الدوائية، بالإضافة إلى التداخلات مع عقاقير أخرى ومضادات العلاج في حال تعاطي مرضى السكري لأدوية تخص أمراضا أخرى.