بسم الله الرحمن الرحيم
قال معلّى بن الفضل (رحمه الله) :
(كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ! ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم !).
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : " كَانَ رَجُلَانِ مِنْ بَلي حي مِنْ قُضَاعَةَ أَسْلَمَا مَعَ رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ،
وَاسْتُشْهِدَ أَحَدُهُمَا ، وَأُخِّرَ الْآخَرُ سَنَةً ، قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ : فَأُرِيتُ الْجَنَّةَ ، فَرَأَيْتُ فِيهَا الْمُؤَخَّرَ مِنْهُمَا أُدْخِلَ قَبْلَ الشَّهِيدِ ،
فَعَجِبْتُ لِذَلِكَ ، فَأَصْبَحْتُ ، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ للنبي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ ذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَيْسَ قَدْ صَامَ بَعْدَهُ رَمَضَانَ وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ أَوْ كَذَا وَكَذَا رَكْعَةً صَلَاةَ السَّنَةِ "
بحساب بسيط للستة أشهر ، وعندما نحسب فنحن لا نبتدع شيء ولكن من باب رفع الهمة والتنافس في الطاعات ،
وما ... ذكره من الحديث يبين ذلك (وَصَلَّى سِتَّةَ آلَافِ رَكْعَةٍ) من قول النبي صلى الله عليه وسلم 0
ستة أشهر بالأرقام :
1- الصلوات الخمس : 900 صلاة فريضة ، لوكانت في جماعة ،
تفضل بـ 24،300 درجة ، المسجد الحرام ( 90،000،000) صلاة ، المسجد النبوي (900،000) صلاة 0
2- الصيام : 48 يوما ( الأثنين والخميس ) و 18 يوما ( الأيام البيض )0
3 الاستغفار : ألف مرة في اليوم ، في ستة أشهر ( 180،000) مرة 0
4- قيام الليل : 11 ركعة في الليلة ، في ستة أشهر ( 1980) ركعة 0
5- صلاة الضحى : 360 ركعة 0
6- قراءة القرآن : إذا كنت تقرأ في كل يوم جزء ، يعني أنك تختم القرآن ( 6) مرات قبل رمضان 0
أما إذا كنت تختم في ثلاث ، فهذا يعني أنك تختم القرآن (60 ) مرة قبل رمضان 0
إذا كنت تقرأ سورة البقرة يوميا ، فتعدل (180) مرة 0
إذا كنت تقرأ سورة الإخلاص 100 مرة في اليوم مثلا ، ففي ستة أشهر تكون قد قرأتها ( 18،000) مرة
وتعدل ختم القرآن 6000مرة 0
7- الدعاء : 24 دعوة ( يوم الجمعة ) ، 900 صلاة ، بين الأذان والإقامة وفي السجود وعقب الصلاة ،
180 دعوة في السحر ، وفي كل وقت ، هل تتوقع أن يرد دعاؤك وترجع خائبا بعد بذل كل تلك الدعوات ؟!
هذه الاحصائيات لا ترتبط بشيء ، وإنما لرفع الهمة وفضل الله واسع ولا يحد ،
فكلنا يعرف حديث جويرية رضي الله عنها قالت :
أَتَى عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غُدْوَةً وَأَنَا أُسَبِّحُ ثُمَّ انْطَلَقَ لِحَاجَةٍ ثُمَّ رَجَعَ قَرِيبًا مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ
فَقَالَ مَا زِلْتِ قَاعِدَةً قُلْتُ نَعَمْ فَقَالَ أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ لَوْ عُدِلْنَ بِهِنَّ عَدَلَتْهُنَّ أَوْ لَوْ وُزِنَّ بِهِنَّ وَزَنَتْهُنَّ
يَعْنِي بِجَمِيعِ مَا سَبَّحَتْ سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ زِنَةَ عَرْشِهِ
ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ رِضَا نَفْسِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ سُبْحَانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِمَاتِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "
فانظر إلى فضل الله الواسع ، والذي يفوق كل وصف ،
وانظر إلى حرص أم المؤمنين جويرية - رضي الله عنها - على الذكر والهمة في استغلال الوقت ،
وبماذا كافأها الله سبحان وتعالى على حرصها ونيتها الصالحة ،
فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها كلمات أقل وفضل أعظم ،
فضلا عن كونها روت هذا الحديث الذي يصب في ميزان حسناتها إلى يوم القيامة ،
فالنية الصالحة تفتح لك الآفاق وتجعلك من مفاتيح الخير ..