في ظلال السنة النبوية
الاقتصاد في العبادة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حبل ممدود بين الساريتين فقال: ''ما هو الحبل؟!
قالوا: هذا حبل لزينب فإذا فترت تعلّقت·· فقال النبي صلى الله عليه وسلم ''لا، حلوه، ليصلّ أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد''·
يؤخذ من الحديث:
- الحث على الاقتصاد في العبادة واجتناب التعمّق، قال النووي: وليس ذلك مختصا بالصلاة بل هو عام في جميع أعمال البر· - شفقته صلى الله عليه وسلم ورأفته بأمته، لأنه أرشدهم إلى ما يصلحهم، وهو ما يمكنهم الدوام عليه بلا مشقة ولا ضرر، فتكون النفس أنشط والقلب منشرحا، فتتم العبادة بإحسان وروح، بخلاف من تعاطى من الأعمال ما يشق عليه، فإنه بصدد أن يتركه أو يترك بعضه أو يفعله بكلفة وبغير انشراح القلب، فيفوته خير عظيم، وقد ذم الله تعالى من اعتاد عبادة ثم فرّط، فقال ''ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعَوها حق رعايتها''·· وقد ندم عبد الله بن عمرو بن العاص على ترك قبول رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تخفيف العبادة ومجانية التشدد، قاله النووي·
- الحث على النشاط في العبادة وأنه إذا فتر قعد حتى يذهب الفتور·
- وإزالة المنكر باليد لمن تمكن منه وكان تحت ولايته وسلطانه·
- وجواز تنفّل المرأة في المسجد، فإنها كانت تصلي النافلة فيه، فلم ينكر عليها· - استدل به بعضهم من قوله ''فليقعد'' على جواز الافتتاح بالصلاة قائما والقعود في أثنائها وفيه خلاف، وفي الاستدلال بالحديث نظر·
- كذلك استدل به بعضهم على جواز قطع النافلة بعد الدخول فيها، وهو استدلال مردود·
- واستدل به على كراهة التعلّق بالحبل في الصلاة لتكلّف طول القيام في النافلة، واختلف في الاستناد على عصا ونحوها·
عن المنهل الحديث