السنة = السلفية
لما نقول: السلفية نقصد السنة التي كان عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.
لما تقول: أنك ترفض السلفية، معنى ذلك أنك ترفض السنة.
والمشكلة جاءت من أن هذا اللقب (السلفية) لما كان بهذا المعنى أصبحت كل جماعة تدّعيه!
فداعش تدعي أنها سلفية.
القاعدة تقول: إنها سلفية.
وجماعات أخرى تدعية.
وصارت ممارسات كل جماعة وطائفة تدعي أنها سلفية؛ تحسب على السلفيين الحق!
وصارت هذه من طرق تشويه السلفية الحقة، في عيون الناس!
ودعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب في نجد، دعوة سلفية حقة، وبسبب هذه المشاكل صارت توجه إليها سهام الطعن والقدح؛
فداعش تدعي أنها سلفية وتعتمد على كلام لأئمة الدعوة النجدية في مسائل، وبناء عليه عند هؤلاء فإن داعش هي نتيجة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب!
وهذا من الظلم؛ فإن أهل الباطل يستدلون في كلامهم بآيات وأحاديث فهل يقال: إن الباطل هو نتيجة الأخذ بالقرآن والسنة؟!
فلا داعش بمجرد نقلها لكلام أئمة الدعوة النجدية وهابية.
ولا أهل البدع بمجرد استدلالهم بآيات وأحاديث صاروا من أهل السنة.
ولا الوهابية تقرر ما تفعله داعش.
فهما نقيضان!
والإقصاء الذي يمارس في حق السلفية إقصاء مبني على الهوى لا على اتباع الدليل؛
لأن السلفيين لما يقولون عن كل من يخالف ما عليه الرسول وأصحابه: ليس من الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، إنما يقولون ذلك اعتمادا على قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "كلها في النار إلا واحدة". قيل: "من هي يا رسول الله؟". قال: "ما أنا عليه وأصحابي".
طبعاً قوله: "كلها في النار" هذا عند أهل السنة والجماعة من نصوص الوعيد، يعني هذا عذابهم إذا شاء الله أن يعذبهم، و إلا هم في مشيئة الله إن شاء غفر لهم وإن شاء عذبهم، كما قال تعالى: {إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَظ°لِكَ لِمَن يَشَاءُ}.
المقصود: أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو الذي حكم بخروج أهل التفرق والاختلاف عن الصراط المستقيم، فلم يدخلهم في وصف الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، فلم يمارس السلفيون أي إقصاء إنما طبقوا حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وليس بيد أحد أن يدخل في وصف أهل السنة والجماعة من يشاء أو يخرج منهم بهواه من يشاء.
ونور الحق يكشف زيف الباطل بإذن الله،
أنتم تدعون أنكم أهل السنة والجماعة، من دون السلفيين الحق،
فلنعرض اعتقادنا وأقوالنا وأعمالنا نحن وإياكم على ميزان قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "الجماعة"، و"ما أنا عليه وأصحابي". وميزان {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىظ° وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىظ° وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ غ– وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، وميزان: "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور"؛ فأينا كان موافقاً ومتبعاً كان أسعد بلقب أهل السنة والجماعة، وباتباع السلف الصالح!
وعلى كل مسلم أن يجعل معياره وميزانه هو ذلك الميزان فكل من يدعي أنه سلفي، يعرض حاله وأمره وشأنه على ذلك الميزان، فإذا شالت كفته فليعلم أنه ليس بسلفي، مهما ادعى ذلك.
ومن إنصاف علماء السنة والجماعة؛ لما تكلموا في بعض الجماعات والفرق والمذاهب، ممن خالف أهل السنة، ولم يخرج بخلافه عن الإسلام، فهم من أهل قبلتنا ويأكلون ذبيحتنا؛ قالوا:
هم من أهل السنة فيما وافقوا فيه أهل السنة.
وليسوا من أهل السنة فيما خالفوا فيه أهل السنة.
فلم يعمموا، ولم يطلقوا، ولكن فصلوا وبينوا، وهذا شأن أهل العدل والحق!
************************************************** **********************
السلفية: هي أن يحرص المسلم على أن يكون على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه.
وليست السلفية ألقاب وأسماء بلا معاني، فلا ينفع أن تقول: أنا سلفي، أو أنا فلان بن فلان السلفي الأثري، وأخلاقك وتعاملك على خلاف ما كان عليه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا تهتدي فيه بما كان عليه الصحابة من الإقتداء به -صلى الله عليه وسلم-
وقد يوجد شخص ظاهره موافق لهدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكنه في اعتقاده وتصرفاته مخالف لما كان عليه الرسول -صلى الله عليه سلم-، فقد تجده يطيل اللحية ولا يسبل الثوب، ولكنه يكفر المسلمين ويستبيح أموالهم، كالخوارج والدواعش مثلا.
وقد يوجد آخر يحلق اللحية ويسبل الثوب، ولكنه يحرص ما استطاع على اتباع هدي الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه مقصر في هذه الناحية، أعني حلق اللحية وإسبال الثوب، فهذا سلفيته فيها نقص وتقصير، ندعو الله أن يتمم له هدايته، لكن لا نخرجه عن أنه سلفي لكن مقصر، مثل الصحابي الذي جلد على الخمر مراراً فلما سبه أحد الصحابة قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: « ما علمته إلا محباً لله ولرسوله ».
أخرج البخاري تحت رقم 6780 عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، أَنَّ رَجُلًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: اللَّهُمَّ العَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ».
والمشكلة ليست هنا ... إنما المشكلة فيمن كان مظهره على خلاف سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -. ومخبره على خلاف سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم- ومع ذلك يريدون منا أن نحكم بسلفيته، وأنه إمام داعية، فإنا لله وإنا إليه راجعون!
منقول من مدونة الشيخ بازمول حفظه الله