موضوع مميز كفوا عن الجدال - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام

القسم الاسلامي العام للمواضيع الإسلامية العامة كالآداب و الأخلاق الاسلامية ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

كفوا عن الجدال

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-01-23, 09:57   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










B11 كفوا عن الجدال

*بسم الله الرحمن الرحيم


الجدال يقصد به المحاجة أو المناظرة واستعراض الاراء المدعومة بالحجج والبراهين التى تدعم رأى أحد المتجادلين أو تدعم وجهة نظره على نظيره الاخر , وقد جاء ذكره فى القرآن الكريم تارة بلفظ الجدال وأخرى بلفظ التحاج وثالثة بلفظ المراء .
*
استخلف الله تعالى الانسان فى الارض وأناطه بعمارتها وكلفه بأمانتها , فزوده سبحانه بالقدرات والامكانات التى تمكنه من إيصال رسالته وتعينه على أداء مهمته , التى أبت من حملها المخلوقات , فأشفق الله منها فحملها الانسان , فهذه القدرات المميز بها الانسان عن نظائره من المخلوقات الاخرى , إنما هى إشفاقا من الله على هذا الانسان الظلوم الجهول .
*
*والانسان مدنى بطبعه لا يعيش الا داخل جماعة من بنى جنسه يتفاعل معهم , يؤثر فيهم ويتأثر بهم , ويأتى الجدال كمطلب من أهم متطلبات هذا التفاعل , وذلك لحكمة بالغة وغاية نبيلة فى استجلاب الحقوق ودفع المظالم , وإعلاء الحق بحق ودحض الباطل بلا باطل .
*
**ولهذه الحكمة السامية كان الانسان وما يزال أكثر شىء جدلاً , فى عموم المخلوقات , قال عنه ربه :" وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا " [1], , بيد أنه سبحانه دعاه الى الإيمان به واتباع شرعه , لضبط هذه الغرائز وتنظمها بعيداً عن القمع والكبت أو الإسراف وإطلاق العنان , وأما حينما ينزوى الانسان عن دائرة الايمان تتمكن منه غرائزة وتسيطر عليه سيطرة تامة , فتقيد عقله وتجعله فى مهمة إشباعها* وتهيمن على جوارحه , وتشغل قلبه* , فيصير أسير تلك الغرائز , وبذلك تفقد وظيفتها وتنحرف عن مهمتها من مجرد وسيلة ضرورية وإشفاقاً من الله تعالى على ذلك المخلوق لتحقيق غاية العمارة , الى غاية فى حد ذاتها , فيرتد الانسان من ذلك المخلوق المكرم الى درجة أحط من درجات البهيمية .
*
إذن الجدال ينطوى ضمن الغرائز المزود بها الإنسان خليفة الله فى الإرض لتعينه على حمل تلك الامانة , فما موقف الإسلام منه ؟ وكيف ضبط الإسلام تلك الغريزة ؟
*
والمتأمل لمصدرى التشريع الإسلامى يجد أن النصوص تتعامل معه تارة على أنه مباح ومحبوب وأخرى على أنه مذموم ومكروه , فلنأخذ كل نوع منهما بالتحليل :

أولهما: المحبوب
*
وهذا اللون من الجدال قد جاء وصفه فى القرآ الكريم مرة بأنه أحسن : " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"[2], *وثانية بأنه عن علم :"هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"[3], وأخيرة بأنه ظاهر :" فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا"[4].
*
*والأصل فى الجدال أنه مذموم لورود أكثر الايات فى ذمه إلا فى الثلاثة السابقة , ومنها نستخلص سمات وشروط الجدال المباح وهى:
* أن يرجى من المجادل عدم العناد واتباع الهوى , بل تبدوا عليه أمارات التجرد وعلامات التعقل , أما المعاندين المكابرين فجدالهم مذموم محظور , " إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ " بعنادهم وإصرارهم على الباطل .
*
وإذا الخصمان لم يهتديا *** سُنَّةَ البحثِ عن الحق غبر
*
* أن يكون الجدال بالتى هى أحسن من الرفق ولين الجانب وعدم التعالى والغرور , وإلا كان مذموماً , لأنه سيؤل الى مفاسد عظيمة وأضرار بالغة .
*
* أن يكون عن علم وبصيرة بموضوع الجدال , وإلا كان ممقوتاً وكان شره مستطيراً , وسيأتى بيانه إن شاء الله , " فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ".
*
* أن يكون موضوعه ذو قيمة وأن يبتغى من طرحه للحوار جدوى وفائدة عامة , كدفع ضرر شديد أو استجلاب خير وفير , وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم"[5].
*
* أن يبحث فى جوهر الأمور* ولا يتطرق الى ثناياها , وأن يكون فى صلب الموضوع ولا يحيد الى النقاط الفرعية ," إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا" .
*
وهذا هو الحوار البناء الذى يخاطب العقل ويلتمس الإقناع, ويتمثل فى الدعوة الى الله وائتلاف قلوب العباد وترغيبهم فى الخير وفضائلة , وتنفيرهم من الشر وغوائله , والأمر بالمعروف بمعروف , والنهى عن المنكر بلا منكر , والحض على فعل الواجبات واجتناب المنهيات , قال تعالى:" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"[6].
*
ويشيع هذا النوع فى الأوساط العلمية , بين العلماء بعضهم البعض , وبين الدعاة وبين أهل الديان الأخرى , ويتخذ من المنهج المقارن أسلوباً له , وغالباً ما يكون فى المسائل العقدية والعلمية .
* ومن سمات هذا النوع أن صاحبه يبحث دائماً عن نقاط الاتفاق ويبنى عليها , ولا يركز على مواطن الخلاف ليقيم عليها , فتتسع الفجوة وتزداد الهوة وينشأ التنافر , بما يفضى فى النهاية الى الكراهية والخصام .
*
والأخير: المذموم
*
وهو الذى يغلب على أصحابه حب النفس واتباع الهوى من أجل إشباع عريزة الحاجة الى الظهور والتميز عن الاخرين , فيغلب عليهم التعصب الاعمى ويسيطر عليهم الغضب , مما يفضى فى النهاية الى المنازعة والمخاصمة , وربما ادى الى أسواء من ذلك .
*
ويشيع هذا النوع بين عامة الناس وبسطائهم الذين لم يحصّلوا قدرا كافيا من العلم والثقافة , فما أن يطرح أحدهم موضوعاً ما إلا ويسارع المحيطين بإدلاء آرائهم وطرح أفكارهم , وبنفس السرعة يتحول الحضور الى فريقين مؤيد ومعارض , ويسير الجدال فى مثل هذه الظروف فى عدة مراحل من السئ الى الاسوأ :
*
* يحاول كل طرف أن يثبت تفوقه وأن رأيه صواب لا يحتمل الخطأ وأن رأى الطرف الاخر خطأ لا يحتمل الصواب .
* إن كان فى الجلسة أكثر من اثنين تحول الامر الى فوضى , كما لو كانت سوقاً مملؤا بالصخب والضجيج , حيث يتسابق الجميع الى الكلام ومن ثم تعلوا الاصوات وتتداخل .
* إن لاح لأحد الطرفين أن نظيره أقوى حجة منه وأبين دليلا منه , سارع بالنيل من الاخر والتجريح فى شخصه والتقليل من شأنه بسخرية واستهزاء , محاولاً صرف الانظار بعيداً عن الموضع حتى يتسنى له الظهور عليه .
* أما الطرف المستهان به فلن يرضخ لمثل ذلك , فتراه تارة يدفع عن نفسه وأخرى يهاجم الاخر بمثل صنيعه .

وقد ذكر الإمام النووى بعض صور الجدال المذموم التى ربما تغيب عن أذهان البعض , حيث قال : فإن قلت : لا بد للانسان من الخصومة لاستبقاء حقوقه.
فالجواب ما أجاب به الإمام الغزالي : أن الذم المتأكد إنما هو لمن خاصم بالباطل أو بغير علم ، ****ل القاضي ، فإنه يتوكل في الخصومة قبل أن يعرف أن الحق في أي جانب هو فيخاصم بغير علم.
**** ويدخل في الذم أيضا من يطلب حقه ، لكنه لا يقتصر على قدر الحاجة ، بل يظهر اللدد والكذب للايذاء والتسليط على خصمه ، وكذلك من خلط بالخصومة كلمات تؤذي ، وليس له إليها حاجة في تحصيل حقه ، وكذلك من يحمله على الخصومة محض العناد لقهر الخصم وكسره ، فهذا هو المذموم ، وأما المظلوم الذي ينصر حجته بطريق الشرع من غير لدد وإسراف وزيادة لجاج على الحاجة من غير قصد عناد ولا إيذاء ، ففعله هذا ليس حراما ، ولكن الأولى تركه ما وجد إليه سبيلا ، لان ضبط اللسان في الخصومة على حد الاعتدال متعذر ، والخصومة توغر الصدور ، وتهيج الغضب ، وإذا هاج الغضب حصل الحقد بينهما ، حتى يفرح كل واحد بمساءة الآخر ، ويحزن بمسرته ، ويطلق اللسان في عرضه ، فمن خاصم فقد تعرض لهذه الآفات ، وأقل ما فيه اشتغال القلب حتى إنه يكون في صلاته وخاطره معلق بالمحاجة والخصومة فلا يبقى حاله على الاستقامة , أ .ه [7].
*
ومن ثم فإن الجدال على النحو مجلبة للعداوة وذريعة للكذب وباباً من أبواب الفتنة واتباع الهوى وسبباً من اسباب التفكك الإجتماعى من جراء التعصب الذى يؤل الى التنابز والتنافر وتنامى الحقد والكراهية .
ومن آثاره أيضاً تغليف القلب بالقسوة ونزوع الخشية , وكراهية الحق فى جانب المغلوب , وتنامى الغرور والكبر فى جانب الغالب , فضلاً عما يجلبه للنفس من هم وغم , من حيث أنه شهوة للنفس إذا ثارت لابد من إشباعها , وإلا أصابت صاحبها بالتوتر والقلق اللذان يؤلان الى الكدر والحزن .
*
قال النووى - رحمه الله- : قال بعضهم : ما رأيت شيئاً أذهب للدين , ولا أنقصَ للمروءة , ولا أضيع لِلَّذة , ولا أثقل للقلب من الخصومة .
وقال عبدالله بن حسين بن علي - رضي الله عنهم - : ( المراء رائد الغضب ،فأخزى الله عقلاً يأتيك بالغضب )
*
*والان يلوح فى الافق سؤالا هو ثمرة البحث , كيف تعامل الإسلام مع هذه الظاهرة ؟ لعلنا قد أشرنا أعلاه الى ضوابط المباح , وان الأصل فيه الذم وهو ما عليه أكثر النصوص , لذلك فقد حذرت النصوص القرآنية منه أيما تحذير , ونفرت منه أشد تنفير , ودعت كذلك لمجانبة أهل الأهواء وعدم الخوض معهم فى جدال لا يرجى منه خير .
*
وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم الجدال علامة الضلال بعد الهداية , ومؤشر الإنحراف عن الجادة , لما يترتب عليه من آثار موبقة ونتائج مهلكة , فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ» . ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ:" مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ" [8]
*
وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن ذلك الرجل التى لا تهدأ عنده غريزة الجدال , بل تظل ثائرة لأتفه الأمور و يشتد في خصومته, ويجادل حتى يجدل خصمه ويقهره بأنه والعياذ بالله الأبغض الى الله , فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ :«إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلدّ الْخِصَم»[9].
*
** وقد توعد النبى صلى الله عليه وسلم ذلك الصنف الذى يصر على الجدال فى الباطل رغم علمه به , قال صلى الله عليه وسلم: "ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع"[10], ويدخل فى الوعيد المحامى الذى ينوب عن المبطل وهو يعلم أنه مبطل .
*
إن ما سبق من نصوص يتعلق بالنوع المحظور , أما النوع المباح الذى يشيع بين العامة فقد رغب النبى صلى الله عليه وسلم فى تركه , لانه من دواعى الفطرة فيثقل على النفس تركه , كذلك جاء الترغيب فى تركه من باب درء المفاسد مقدم على جلب المصالح , ولأنه يعلم أنه صنو الضلال والإنحراف* , قال صلى الله عليه وسلم "أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا"[11], قدم النبى صلى الله عليه وسلم الوقاية على العلاج , واستأصل الداء قبل نشؤه , وحل المشكلة قبل وقوعها .
*
ولما كان هذا هو شأن الجدال والمراء , فقد تجنب السلف الخوض فيه , وحذروا منه , وورد عنهم آثار كثيرة فيه , نذكر بعضاً منها :
*
* قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : ( كفى بك ظلماً ألا تزال مخاصماً, وكفى بك إثماً ألا تزال ممارياً )
* وقال ابن عباس لمعاوية -رضي الله عنهما - : هل لك في المناظرة فيما زعمت أنك خاصمت فيه أصحابي ؟ قال : وما تصنع بذلك ؟ أَشْغَبُ بك وتشغب بي , فيبقى في قلبك ما لا ينفعك , ويبقى في قلبي ما يضرك )
* قال الحسن - إذ سمع قوماً يتجادلون - (هؤلاء ملوا العبادة , وخف عليهم القول , وقل ورعهم فتكلموا )
* وقال ابن أبي الزناد : ( ما أقام الجدلُ شيئاً إلا كسره جدلٌ مثله )
* وقال الأوزاعي : ( إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ، ومنعهم العمل )
* وقال الصمعي : ( سمعت أعرابياً يقول : من لاحى الرجال وماراهم قلَّتْ كرامته ، ومن أكثر من شيء عُرِف به )
* وأخرج الآجُرِيُّ بسنده عن مسلم بن يسار - رحمه الله - أنه قال : ( إياكم والمراءَ ، فإنه ساعةُ جهلٍ العالم ، وبها يبتغي الشيطان زلته )
* وأخرج أن عمر بن عبدالعزيز - رحمه الله - قال : ( من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل )
* كان أبو قلابة يقول : لا تجالسوا أهل الأهواء ، ولا تجادلوهم ؟ فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة ، أو يلبسوا عليكم في الدين بعض ما لبس عليهم .
* جاء رجل إلى الحسن فقال : يا أبا سعيد ، تعال حتى أخاصمك في الدين ، فقال الحسن : (أما أنا فقد أبصرت ديني ، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه ).
* كان عمران القصير يقول : إياكم والمنازعة والخصومة ، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون : أرأيت أرأبت .
* دخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء ، فقالا : يا أبا بكر ، نحدثك بحديث ؟ قال : لا ، قال : فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل ؟ قال : لا ، لتقومن عني أو لأقومنه .
*
وصلى الله وسلم على نبينا محمد!
محمد سلامة الغنيمى


----------------------------------------
[1] [الكهف :45]
[2] [العنكبوت : 46]
[3] [آل عمران : 66]
[4] [الكهف : 22]
[5] [رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ والدارمي , وصححه الألبانى فى المشكاة ]
[6] [النحل : 125]
[7] [الأذكار , النووى , ص :371 ]
[8] [رَوَاهُ أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه , وصححه الالبلنى]
[9] [متفق عليه ]
[10] [أبو داود وصححه الأباني]
[11] [أبو داود وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة]
*
منقول للفائدة العلمية








 


آخر تعديل ابو اكرام فتحون 2016-01-23 في 12:30.
رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 12:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابو اكرام فتحون
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ابو اكرام فتحون
 

 

 
الأوسمة
أحسن مشرف العضو المميز 1 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا اخي الفاضل
وشكرا على هذا النقل الطيب و المفيد بإذن الله










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 16:04   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو اكرام فتحون مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرا اخي الفاضل
وشكرا على هذا النقل الطيب و المفيد بإذن الله

و إياك ، أبا إكرام
بارك الله فيك ، جزاء نزولِك ساحَتنا و تنويرِك مساحَتنا










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 17:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الربيع ب
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية الربيع ب
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي الفاضل السلمي وجزاك عنا خيرا
وكأني أراك تفكر فيما أفكر فيه ، وقد سبقتني إلى هذا الموضوع وكنت أعد له
فالحمد لله أن القلوب تحابت في الله واجتمعت فيه وله وعليه ولأجله
وكم أشرت إلى مثل هذا في هكذا مواضيع تطرح هنا وهناك ، حيث رأينا فيها كل ما جاء في المذموم مما ذكرت وأكثر
حتى تظنك تقرأ لغير المسلمين مما تجده من ألفاظ يترفع المسلم عن التلفظ بها أو وسم أخيه بها ...
والله المستعان .
وكنت علقت في بعضها بهذا :


اقتباس:
وهذه نصيحتي ألقى الله بها وأشهده عليها وهو أعلم بمن بلغته ممن لم يطلع عليها ، ولا يحملن أحد مقالتي على ‏غير ما أردت بها من ابتغاء وجه الله أولا ، ثم اجتماع الكلمة ووحدة الصف ولم الشمل بضرب أمثال لمن يقتدى ‏بهم وتقتفى آثارهم من الرعيل الأول ، وإنما أضرب المثل عل فيه عبرة ومستخلصا لدرس يكون فيه نفع عام ‏وتحقيق غاية مرجوة – فليفهم القارئ مغزى القول والمثل – رحمكم الله وغفر لنا ولكم وألف بين قلوبنا هو ولي ‏ذلك :‏
" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "‏
‏" وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ "
اقتباس:
هذا وأعوذ بالله أن أجهل على أحد ممن لا أعرف حاله ، فأحكم عليه بمقالته وهو عند الله خير مني ، وأقرب ‏منزلة ، وأعلى درجة ، وأتقى لله وأعبد .‏
ولا ينشغلن أحد بهذا عن ما هو أجود ، وإن الشيطان ليأتي أحدنا في الصلاة فيذكره ما دار هنا وهناك ويزين له ‏القول ، ويعلمه الرد فيشغله عن الله وهو بين يديه ليحرر ردا على عباده من المسلمين والمؤمنين .









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 17:59   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو عاصم مصطفى السُّلمي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عاصم مصطفى السُّلمي
 

 

 
الأوسمة
موضوع مميز أحسن عضو 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الربيع ب مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخي الفاضل السلمي وجزاك عنا خيرا
وكأني أراك تفكر فيما أفكر فيه ، وقد سبقتني إلى هذا الموضوع وكنت أعد له
فالحمد لله أن القلوب تحابت في الله واجتمعت فيه وله وعليه ولأجله
وكم أشرت إلى مثل هذا في هكذا مواضيع تطرح هنا وهناك ، حيث رأينا فيها كل ما جاء في المذموم مما ذكرت وأكثر
حتى تظنك تقرأ لغير المسلمين مما تجده من ألفاظ يترفع المسلم عن التلفظ بها أو وسم أخيه بها ...
والله المستعان .
وكنت علقت في بعضها بهذا :




و فيك بارك الله أيّها الأخ الحبيب الطيب
الحمد لله وحده على هذه المحبة في الله
و الأرواح جنود مجنّدة









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 18:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله خيرا .

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

(( المجادلة إذا كان المقصود بها إثبات الحق وإبطال الباطل فهي خير، وتعودها وتعلمها خير لا سيما في وقتنا هذا، فإنه كثُرَ فيه الجدال والمراء، حتى إن الشيء يكون ثابتًا وظاهرًا في القرآن والسنة فيورد عليه إشكالات.

وهنا مسألة : وهي أن بعض الناس يتحرج من المجادلة حتى وإن كانت حقًّا استدلالا بحديث
وأنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا "

فيترك هذا الفعل !!!

فالجواب: من ترك المراء في دين الله فليس بمحقٍّ إطلاقًا؛ لأن هذا هزيمة للحق !

لكن قد يكون محقًّا إذا كان تخاصُمه هو وصاحبه في شيء ليس له علاقة بالدين أصلاً :

قال: رأيت فلانًا في السوق، ويقول الآخر: بل رأيته في المسجد، ويحصل بينهما جدال وخصام فهذه هي المجادلة المذكورة في الحديث !

أما من ترك المجادلة في نصرة الحق فليس بمحق إطلاقًا فلا يدخل في الحديث ))

من كتاب العلم (303)

و قال أيضا رحمه الله تعالى :

في قوله تعالى : { الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ }

فيه : (( تحريم الجدال؛ لقوله تعالى: { ولا جدال في الحج }.
والجدال إن كان لإثبات الحق، أو لإبطال الباطل فإنه واجب !
وعلى هذا فيكون مستثنًى من هذا العموم؛ لقوله تعالى: { وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } !
وأما الجدال لغير هذا الغرض فإنه محرم حال الإحرام .
فإن قلت: أليس محرماً في هذا، وفي غيره ؛ لما يترتب عليه من العداوة، والبغضاء، وتشويش الفكر؟
فالجواب: أنه في حال الإحرام أوكد )) انتهى .

من مجموع مؤلفاته وفتاواه (9/336)









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 18:26   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
أسد الرمال1
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية أسد الرمال1
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مشكور على هذا الموضوع لأن أغلب الحوار جدال و أغلبه لا فائدة منه










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 19:23   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الجدال منه ما هو محمود ومنه ماهو مذموم

قال النووي: واعلم أن الجدال قد يكون بحقّ، وقد يكون بباطل، قال اللّه تعالى : { وَلا تُجادِلُوا أهْلَ الكِتابِ إِلاَّ بالَّتِي هِيَ أحْسَنُ } [ العنكبوت : 41 ] وقال تعالى : { وَجادِلْهُمْ بالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ] وقال تعالى : { ما يُجادِلُ في آياتِ اللَّهِ إلاَّ الَّذِينَ كَفَروا } [ غافر : 4 ] فإن كان الجدالُ للوقوفِ على الحقّ وتقريرِه كان محموداً، وإن كان في مدافعة الحقّ أو كان جدالاً بغير علم كان مذموماً، وعلى هذا التفصيل تنزيلُ النصوص الواردة في إباحته وذمّه، والمجادلة والجدال بمعنى، وقد أوضحتُ ذلك مبسوطاً في تهذيب الأسماء واللغات .الاذكار للنووي ص 469









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 19:27   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال شيخ الاسلام ابن تيمية : فَمَنْ كَانَ قَصْدُهُ الْحَقَّ وَإِظْهَارَ الصَّوَابِ اكْتَفَى بِمَا قَدَّمْنَاهُ وَمَنْ كَانَ قَصْدُهُ الْجِدَالَ وَالْقِيلَ وَالْقَالَ وَالْمُكَابَرَةَ لَمْ يَزِدْهُ التَّطْوِيلُ إلَّا خُرُوجًا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ وَاَللَّهُ الْمُوَفِّقُ .{ المجموع، ج4 ص7}.

و قال أيضا : وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ آفَاتِ الْجِدَالِ فِي الدِّينِ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوْ بِغَيْرِ الْحَقِّ . وَهُوَ الْكَلَامُ الَّذِي ذَمَّهُ السَّلَفُ فَإِنَّ صَاحِبَهُ يَرُدُّ بَاطِلًا بِبَاطِلِ وَبِدْعَةً بِبِدْعَةِ. المجموع، 16/241










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 19:32   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ حمود التويجري:

وقوله: "والمراء والجدال في الدين بدعة". نعم، إذا كان هذا الجدال وهذا المراء يقصد منه التعنت والانتصار للباطل نعم والانتصار للنفس فهذا مذموم، وهذا ما ورد عن السلف في ذم الجدال والمراء يحمل على هذا النوع، النقاش الذي يسمى بلغة اليوم "الجدال البيزنطي"، الذي لا ينتهي صاحبه إلى نتيجة، أو يكون الحامل على هذا النقاش الهوى وحب الانتصار للنفس، لكن إذا كان هذا الجدال لأجل إحقاق الحق وإظهار الحق فهذا أمر محمود بل أمر مطلوب شرعا؛ لأنه من باب إنكار المنكر، ومن باب التعاون على البر، ومن باب نشر العلم الشرعي، نعم.


شرح الفتوى الحموية.










رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 19:36   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي:
نرى اليوم مشاهد في كثيرٍ من إخواننا وأبنائنا طلبة العلم للأسف! وإذا نهيتهم عن مجالسة أهل الأهواء وأهل التحزبات السياسية، والدعوات البدعية الماكرة تذرَّع المسكين بأن عنده علم، وتذرَّع المسكين بأنه يُجالسهم ليُناظرهم، وما يعلم المسكين إلا وقد تحول في صفهم أو أمرضوه فأصبح متزلزلًا مضطربًا شاكًا فيما عند شيوخ أهل السنة مترددًا في ذلك؛ لأنه أسلم سمعه الذي هو الطريق إلى قلبه أسلمه لأصحاب الخصومات فشككوه فيما عليه أهل السنة؛ فأصبح في حيرة بعد أن كان مستبينًا هذا الأمر، على يقينٍ وثباتٍ فيه.
وهذه والله بئست الثمرة, والسلف الصالح رحمهم الله كانوا يخافون على أنفسهم مع رسوخهم في العلم, فكيف بهؤلاء المساكين؟! ولهذا نحن نقول لأبنائنا اقرأوا هذه الكتب فإن لكم فيها الأسوة، وبأصحابها بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة, فلقد كانوا على كشف الشبه أقوى، وهم بمعرفة عوارها أولى؛ ولكنهم كانوا يصونون دينهم عن هذا كله لأنهم يعلمون أن القلوب ضعيفة, والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن فهي أشد تقلبًا من القدر استجمعت غليانه.

شرح الابانة الصغرى، الدرس 2.









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 20:08   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عمار مشاهدة المشاركة
قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي:
نرى اليوم مشاهد في كثيرٍ من إخواننا وأبنائنا طلبة العلم للأسف! وإذا نهيتهم عن مجالسة أهل الأهواء وأهل التحزبات السياسية، والدعوات البدعية الماكرة تذرَّع المسكين بأن عنده علم، وتذرَّع المسكين بأنه يُجالسهم ليُناظرهم، وما يعلم المسكين إلا وقد تحول في صفهم أو أمرضوه فأصبح متزلزلًا مضطربًا شاكًا فيما عند شيوخ أهل السنة مترددًا في ذلك؛ لأنه أسلم سمعه الذي هو الطريق إلى قلبه أسلمه لأصحاب الخصومات فشككوه فيما عليه أهل السنة؛ فأصبح في حيرة بعد أن كان مستبينًا هذا الأمر، على يقينٍ وثباتٍ فيه.
وهذه والله بئست الثمرة, والسلف الصالح رحمهم الله كانوا يخافون على أنفسهم مع رسوخهم في العلم, فكيف بهؤلاء المساكين؟! ولهذا نحن نقول لأبنائنا اقرأوا هذه الكتب فإن لكم فيها الأسوة، وبأصحابها بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة, فلقد كانوا على كشف الشبه أقوى، وهم بمعرفة عوارها أولى؛ ولكنهم كانوا يصونون دينهم عن هذا كله لأنهم يعلمون أن القلوب ضعيفة, والقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن فهي أشد تقلبًا من القدر استجمعت غليانه.

شرح الابانة الصغرى، الدرس 2.
بارك الله فيك أخونا الفاضل أبو عمار على نقولاتك القيّمة والنافعة ,, وجزى الله خيرا صاحب الموضوع









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 20:49   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريـاض مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك أخونا الفاضل أبو عمار على نقولاتك القيّمة والنافعة ,, وجزى الله خيرا صاحب الموضوع

و فيك بارك الله أخي الفاضل رياض و أحسن إليك و أثابك الفردوس الأعلى

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في فقه قصة وفد نصارى نجران : " ومنها جواز مجادلة أهل الكتاب ومناظرتهم بل استحباب ذلك بل وجوبه إذا ظهرت مصلحته من إسلام من يرجى إسلامه منهم وإقامة الحجة عليهم ولا يهرب من مجادلتهم إلا عاجز عن إقامة الحجة فليول ذلك إلى أهله وليخل بين المطي وحاديها والقوس وباريها "

زاد المعاد، 3/ 42.









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 20:55   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

قد جاء النهي عن الاستمرار في المناظرة إذا كان الآخر معانداً مع ظهور الحق له :

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله :

" وقد ينهى عنها إذا كان المناظر معانداً يظهر له الحق فلا يقبله وهو السوفسطائي فإن الأمم كلهم متفقون على أن المناظرة إذا انتهت إلى مقدمات معروفة بينة بنفسها ضرورية وجحدها الخصم كان سوفسطائياً ولم يؤمر بمناظرته بعد ذلك بل إن كان فاسد العقل داووه وإن كان عاجزا عن معرفة الحق ولا مضرة فيه تركوه وإن كان مستحقاً للعقاب عاقبوه مع القدرة إما بالتعزير وإما بالقتل وغالب الخلق لا ينقادون للحق إلا بالقهر"


تعارض العقل والنقل 7/ 174









رد مع اقتباس
قديم 2016-01-23, 21:47   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
أبو عمار
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

باب أدب الجدل

* ينبغي للمجادل أن يقدم على جداله تقوى الله تعالى لقوله سبحانه ( { فاتقوا الله ما استطعتم } ) [ التغابن : 61 ] ولقوله ( { ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } [ النحل : 821 ] .

* ويخلص النية في جداله بأن يبتغي به وجه الله تعالى .

* وليكن قصده في نظره إيضاح الحق وتثبيته دون المغالبة للخصم .

* ويبني أمره على النصيحة لدين الله والذي يجادله لأنه أخوه في الدين مع أن النصيحة واجبة لجميع المسلمين .

* وليرغب إلى الله في توفيقه لطلب الحق فإنه تعالى يقول ( { والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين } ) [ العنكبوت : 56 ]

* ويستشعر في مجلسه الوقار ويستعمل الهدى وحسن السمت وطول الصمت إلا عند الحاجة إلى الكلام .

* وإن بدرت من خصمه في جداله كلمة كرهها أغضى عليها ولم يجازيه بمثلها فإن الله تعالى يقول
{ ادفع بالتي هي أحسن السيئة } ) [ المؤمنون : 69 ] وقال تعالى ( { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً } ) [ الفرقان : 36 ] .

* وينبغي أن لا يتكلم بحضرة من يشهد لخصمه بالزور أو عند من إذا وضحت لديه الحجة دفنها ولم يتمكن من إقامتها فإنه لا يقدر على نصرة الحق إلا مع الانصاف وترك التعنت والاجحاف .

* ويكون كلامه يسيراً جامعاً بليغاً فإن التحفظ من الزلل مع الاقلال دون الاكثار وفي الاكثار أيضاً ما يخفي الفائدة ، ويضيع المقصود ويورث الحاضرين الملل .

* ولا يرفع صوته في كلامه عالياً فيشق حلقه ويحمي صدره ويقطعه وذلك من دواعي الغضب ،

* ولا يخفي صوته اخفاء لا يسمعه الحاضرون فلا يفيد شيئاً بل يكون مقتصداً بين ذلك .

* ويجب عليه الاصلاح من منطقه وتجنب اللحن في كلامه والافصاح عن بيانه فإن ذلك عون له في مناظرته ألا ترى إلى استعانة موسى بأخيه عليه السلام حيث يقول
( { وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردءاً يصدقني } ) [ القصص : 43 ] وقوله عليه السلام ( { وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي } )
[ طه : 72 ] .

* وينبغي له أن يواظب على مطالعة كتبه عند وحدته ، ورياضة نفسه في خلوته بذكر السؤال والجواب وحكاية الخطأ والصواب لئلا ينحصر في مجالس النظر إذا رمقته أبصار من حضر .

* وينبغي أن لا يكون معجباً بكلامه مفتوناً بجداله فإن الاعجاب ضد الصواب ومنه تقع العصبية ، وهو رأس كل بلية .

* وإذا وقع له شيء في أول كلام الخصم فلا يعجل بالحكم به فربما كان في آخره ما يبين أن الغرض بخلاف الواقع له فينبغي أن يتثبت إلى أن ينقضي الكلام . وبهذا أدّب الله تعالى نبيه في قوله تعالى ( { ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما } ) [ طه : 411 ]

* ويكون نطقه بعلم وانصاته بحلم ، ولا يعجل إلى جواب ، ولا يهجم على سؤال ، ويحفظ لسانه من إطلاقه بما لا يعلم ، ومن مناظرته فيما لا يفهمه فإنه ربما أخرجه ذلك إلى الخجل والانقطاع فكانه فيه نقصه وسقوط منزلته عند من كان ينظر إليه بعين العلم والفضل ويجدره بالمعرفة والعقل ، والعرب تقول : عيي صامت خير من غبي ناطق .

انتهى من كتاب الفقيه والمتفقه/ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بتصرف (ج2) .

منقول
.









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:42

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc