حكم الإعجاز العلمي في القرآن الكريم | مجموعة من فتاوى أهل العلم
« … بل بلغ الأمر ببعضهم أن يفسر القرآن بالنظريات الحديثة ومنجزات الَّتقنية المعاصرة ويعتبر هذا فخراً للقرآن حيث وافق في رأيه هذه النظريات ويسمي هذا ” الإعجاز العلمي ” وهذا خطأ كبير لأنه لا يجوز تفسير القرآن بمثل هذه النظريات والأفكار لأنها تتغير و تتناقض ويكذب بعضها بعضا والقرآن حق ومعانيه حق لا تناقض فيه ولا تغير في معانيه مع مرور الزمن أما أفكار البشر ومعلوماتهم فهي قابلة للخطأ والصواب، وخطؤها أكثر من صوابها وكم من نظرية مسلمة اليوم تحدث نظرية تكذبها غدا فلا يجوز أن تربط القرآن بنظريات البشر وعلومهم الظنية والوهمية المتضاربة المتناقضة.»
– فضيلة الشيخ صالح الفوزن –
• فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين في حكم الإعجاز العلمي في القرآن
تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛ أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك، لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر، يقول الله ـ عز وجل: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ} [الرحمن:33 ] لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال: إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها. ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد قوله تعالى: :{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام* فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرحمن الآيات 26 -28]
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟ الجواب: لا، والله يقول: {إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض}
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟ والجواب: لا. إذن فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
– محمد بن صالح العثيمين، كتاب العلم –
• فتوى اللجنة الدائمة في حكم الإعجاز العلمي في القرآن
السؤال: ماحكم الشرع في التفاسير التي تسمى بالتفاسير العلمية؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية فقد كثر الجدل حول هذه المسائل ؟
الجواب : إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى: {أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي} بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءً منها ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حاراً وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس – إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى: {وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب} على دوران الأرض وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه وتخضع القران الكريم لما يسمونه نظريات علمية وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة لما فيها من القول على الله بلا علم.
و بالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم.
– فتاوى اللجنة الدائمة 145/4 –
• فتوى الشيخ صالح الفوزان في حكم الإعجاز العلمي في القرآن
السؤال: ما حكم ما يسمونه بالإعجاز العلمي في القرآن أو ما يسمى بالإعجاز العددي ، وهل لهذا أصل ؟
الجواب: الإعــجاز العلمي الذي يقولون الآن هذا تفسير للقرآن بغير عـلم , بغير قواعـد التفسير المعروفة التي هي تفسير القرآن بالقرآن , أو تفسير القرآن بالسنة , أو تفسير القرآن بأقوال الصحابة أو تفسير القرآن بأقوال التابعين أو تفسير القرآن بقواعــد اللغة التــي نــزل بها , هذه زيادة الآن زادوهـا الإعــجاز العلمي يريدون بهــا النـــظريات, نـــظريات الطــب والفلك و غــير ذلك هذه تــخرصات بشـــر , تـخطئ وتصــيب فلا تُــجعَل تـفسيرا للقـــرآن , ويــقال هذا مــراد الله عــز وجــل ثــم بعـــدين يقولون لا النظرية مــا هي بصحيح ويصـير تلاعــب في كلام الله عــز وجل لا النظريات ما تجعل تـفسيرا للقـرآن , ما تــجعل تـفسيرا للقرآن أبدا ,وهذا من القول على الله بلا علم , وهي مــحل للنــقض ومــحل للإبـــطال ولذلك تــجدهــم يثبتون اليوم شيء وبعد يوم ينــفونه تبين لهم خــلافه لأنــها نــظريات بشرية.
الشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله -
سؤال:
يقول علم الإعجاز العلمي ، ماحكم تعلمه و تعليمه؟
الجواب:
والله التَّكلُف ، يعني الذي أُبتلي به بعض الناس ،ما ينبغي للإنسان أن يُشغل نفسه فيه ،وإنّما على الناس أن يتعلموا الأحكام ،وأن يعرفوا الأحكام ،وأن ينفذوها ،ويطبقوها ،وأما التَّكلُف و تحميل النصوص ما لم تتحمل مثل ما حصل من بعض المغاربة الذي هو أحمد بن الصديق الغماري ،ألف كتابا سماه (مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية) ثم أتى بكل ، يعني شيء من الوسائل الجديدة و الحديثة و ذكر مطابقتها لما أخبر به الرسول صلى الله عليه و سلم ،وأتى بأشياء تتعلق بذلك ، لا شك أن هذا من التكلف فالاشتغال بالإعجاز العلمي و كون النصوص تُلوى أعناقها إلى أن تُخضع لمثل هذا مثل ما أشرت إلى الذي قال بترول العراق لما جاء ذكر الحديث عنون له فقال بترول العراق ثم ذكر تحته هذا الحديث هذا من جنس التكلف. و كذلك ، يعني مثل ما ذكر من أن ليلة القدر هي ليلة سبع و عشرين و أن هذا مأخوذ من القرآن :<< إنا أنزلناه في ليلة القدر >> ،قالوا ليلة القدر جاءت ثلاث مرات في هذه السورة ،وهي مكونة من تسعة حروف ،و إذا ضربنا ثلاثة في تسعة طلعت سبع و عشرين ، إذا ليلة القدر ليلة سبع و عشرين ،لأن ليلة القدر جاءت ثلاث مرات في سورة القدر و هي مكونة من تسعة حروف و إذا ضربنا ثلاثة في تسعة طلعت سبع و عشرين إذا ليلة القدر سبع و عشرين هذا أيضا من الاستنباط الذي ليس له وجه (1).
تفريغ مع تصرف يسير: أبو عيسى لطفي الجزائري
(1) من شرح سنن الترمذي ، كتاب صفة الجنة ، الدرس رقم 277.
منقول من منتديات الآجري