بين التلميذ والمعلم:
سأل المعلم تلميذه في عملية حسابية على النحو الآتي : خرج شيخ أعمى في ليلة مظلمة تراكمت فيها الثلوج فكان يضع عصاه في الثلج وهو يمشي فتغوص ربع متر. وطول العصا متر واحد؟ فكم يبقى من العصا خارج الثلج ؟ فبقي الطفل ساكتا .فقال له المعلم تكلم فيم تفكر ؟ ( فقال التلميذ : إنني أفكر لماذا خرج هذا الشيخ الملعون الذي خرج في هذه الليلة الملعونة حتى أوقعنا في هذه المشكلة.
بين جحا والسلطان:
أراد السلطان أن ينعم على جحا فقال له: تمن علي يا جحا وأنا أحقق أمنيتك.
فقال جحا : لا أطلب يا مولاي إلا شيئا واحدا وهو أن تصدر أمرا بأن أخذ حمارا من كل رجل يخاف امرأته ، فأصدر السلطان أمرا بذلك. وبعد أيام رأى السلطان جحا ماشيا يسوق أمامه حميرا كثيرة، والغبار يملأ البلد من كثرتها، فأمر بإحضاره، وسأله عن حاله فقال:
إني كلما رأيت رجلا يخاف امرأته أخذت منه حمارا وذلك كما أمرت ، فهش السلطان وتعجب لأن أكثر الناس يخافون زوجاتهم، ثم قال جحا : وإني رأيت في إحدى البلاد المجاورة لنا فتاة جميلة كأنها القمر في ليلة تمامه، ولها قامة كأنها غصن بان، وشعر ذهبي، وعينان زرقاوان ساحرتان، وخد نضير، وشفتان كورقتي ورد، وأسنان كاللؤلؤ .... فقاطعه السلطان قائلا:
اخفض صوتك لئلا تسمعك زوجتي ، فإنها شديدة الغيرة ،قاسية علي وهي على مقربة من هذه الحجرة،وأخشى أن تسمعك.فهب جحا من مكانه ضاحكا وقال:
إذا كان لي أن آخذ حمارا من كل رجل من الشعب يخاف امرأته فهات أنت حمارين.
.
الجـاحظ يحدثك عن نفسه:
قال : ما أخجلني أحد إلا امرأتان، رأيت إحداهما في العسكر، وكانت طويلة القامة،وكنت على طعام فأردت أن أمازحها فقلت لها : انزلي كلي معنا. فقالت : اصعد أنت حتى ترى الدنيا ( والمعروف عن الجاحظ أنه يتميز بقصره الشديد).
وأما الأخرى فإنها أتتني وأنا على باب داري فقالت : لي إليك حاجة وأريد أن تمشي معي .فقمت معها إلى أن أتت بي إلى صائغ يهودي وقالت له : مثل هذا وانصرفت. فسألت الصائغ عن قولها فقال : انها أتت إلي بفص وأمرتني أن أنقش لها صورة شيطان. فقلت لها ما رأيت الشيطان. فأتت بك وقالت ما سمعت.