سَلِي نــــفسَكِ ؟ -

[عاشق العفة]

- سَلِي نــــفسَكِ ؟ -

بسم الله الرحمان الرحيم :الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيّدنا وعبده محمّد وعلى آله من بعده أمّا بعدُ:
أخواتنا ..هذا العمل لكنّ فهل تمنحن له دقيقة من أوقاتكنّ؟! إن قلتـُنّ: لك ذلك
فلتسمعوا منّي النصيحة والعتاب **من مخلص في نصحكم يرجوا لكم حسن الثواب
يخشى على هذي الوجوه من الحميم من العذاب **أخواتنا لا تغضبن فالحق أولى أن يجاب
هذه أسئلة لـَكـُنَّ اسئلن بها أنفسكنّ ولتكن الإجابة نابعة من ذواتكنّ لا من أهوائكنّ وحاولن الإجابة عليها بصدق ثم احكمْنَ على أنفسكنّ كفى بأنفسكنّ شهيدات عليها واسئلن هاته النـّفس بصدق هل هي على هذا الصراط أم لا؟ هل ما أصابنا من هموم هو من جرّاء هذا أم لا؟
أخواتنا هاكنّ الأسئلة وحاولن الإجابة عليها وأَمِلي فيكنّ كبير أن تكنّ ولو مرّة واحدة في منتهى الصّدق مع الذات وفي الصفحات التي تلي هذه الصفحة تجدن الإجابة، لكن لا تنظرن إليها قبل أن تجبن بأنفسكنّ على الأسئلة :
- 1-هل خلقنا سدى ؟.................. ....................... -2- ما الهدف الذي خلقنا من أجله؟............................................. ....
-3-إذا كان هذا هو الهدف الذي خلقنا من أجله ما السبيل إلى تحقيقه ؟.....................
أكملي هذه الآية (قُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ........................ (سورة النور:31) بماذا ختم الله هذه الآية؟.............
أكملي أيضا هذه الآية وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ .....(سورة الأحزاب:53)
وقوله تعالى:يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ.............................. (سورة الأحزاب:59).
5-هل تؤمنين بالله ؟....................6-هل تؤمنين باليوم الآخر؟.................... 7-ماذا يلزم من الإيمان بذالك؟.........................
8-هل سنحاسب في اليوم الآخر على كل صغيرة وكبيرة؟ .................................................. .......................................
9-هل تؤمنين بالقرآن؟.................. 10-هل تعملين بأوامره ونواهيه أم تعملين بما يوافق هواكي؟ ......................................
11-من هي الأمّة التي تؤمن وتعمل بما يوافق هواها وما لا يوافق هواها لاتعمل ولا تؤمن به؟..............................................
12-هل تؤمنين بالآيات السابقة ؟ ........................13-هل عملت بها أم لا؟............................................... .................. 14-إن عملت بها: هل عندما وضعتي الحجاب كان امتثالا لله أم لمآرب أخرى؟............................................. ...................
15-هل زيّنت باطنك بالإيمان والتقوى كما زيّنت ظاهرك بالحجاب؟.......................................... ....................................
16- وإن لم تعملي بهاته الآيات هل ستحاسبين على ذلك ؟ ................... .................................................. ...................
17-هل عندما أمرك الله بذلك كان لمجرّد الهزل واللهو!أم أراد أن تمتثلي لأوامره؟.......................................... ...................
18- إن لم تمتثلي بأوامره هل ستحضين برضاه أم لا؟............................................... ................................................
19-إن لم تحضي برضاه ماذا سيكون؟............................................ .................................................. ....................
20-هل أنت أحسن أم نساء رسول الله r؟..................... .................................................. .....................................
21-ماذا أمر الله نساء النبيrفي سورة الأحزاب .................................................. ........................................
22-هل هذا الذي ترتدينه هو الحجاب الذي أمرك الله به؟............................................... .............................................
23-هل هو ساتر لزينتك عن الأجانب أم لا؟............................................... .................................................. ........
24-هل هذه الطرحة اللامعة التي تضعينها أو الخمار الذي يستر الشعر دون سائر الجسد هو حجاب شرعي؟.............................
25-إذن ما المقصود بالحجاب وما هي شروطه؟............................................ .................................................. .......
26-مادمت أصلي وأصوم هل يضُرّني عدم ارتدائه ؟ ..............................27- مالفائدة من ارتدائه؟................................
28- لماذا أظهر زينتي ولمن؟ .................................................. .................................................. .......................
29-هل هذا العمل صواب أو ليس بصواب؟............................................ .................................................. .............
30- هل زينتي وتبرّجي من أعمال الإسلام؟........................... 31- لمن أتزيّن إذا؟.......................................... ........... 32-لماذا أخضع بالقول وألين فيه للشباب؟..................... إن فعلتُ هذا ماذا سيحصل ؟................................................. ...
34-لماذا أضرب برجلي الأرض حينما أرتدي الكعب العالي؟ ما الغرض من ذلك؟هل هو سهوا أم عمدا؟.................................
35-أنهاني الله عن ذلك أم لا؟............................................... .................................................. ...........................
قال تعالىقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ......(سورة النور:31) ختم الله هذه الآية بقوله:(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) 36- هل هذه دعوة من الله إلى التوبة ؟........... .................................................. .................
37-هل سأتوب أم أبقى مُصِرّةً على المعاصي إلى أن يأتيني الأجل ولا أدري متى؟ لعلّه بعد لحظات ؟..................................
38-ذنوبي كثيرة ،إن تبت هل سيقبل الله توبتي ويمح عنّي سيّئاتي؟.......................................... ..................................

الأجوبة الصادقة مع الذات: - 1-هل خلقنا سدى ؟ لا، قال تعالى:) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (المؤمنون:116) ، وقال تعالى أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى(40) القيامة.فالله تعالى لم يخلقنا عبثا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسلا لتحقيق غاية عظيمة خلقنا من أجلها.
-2- ما الهدف الذي خلقنا من أجله؟خُلِقنا من أجل عبادة الله عزّ وجلّ، قال تعالى:(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات، ومعنى يعبدون أي :يُوحّدُون فالعبادة هي توحيد الله ومن لوازمه امتثال أوامره واجتناب نواهيه.
-3-إذا كان هذا هو الهدف الذي خلقنا من أجله ما السبيل إلى تحقيقه ؟ هو العلم والعمل فمن عرف الله حق المعرفة بأسمائه وصفاته ووحّده في الألوهية والرّبوبية كان من أهل التوحيد وحقّق الغاية التي من أجلها خُلِقَ العبيد قال تعالى:) فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ)سورة محمد:19،فبدأ بالعلم قبل القول والعمل فالاستغفار قول باللّسان وعملٌ بالقلب.
4- إكمال الآية (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) (سورة النور:31) بماذا ختم الله هذه الآية؟ختمها بقوله تعالى:(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) إكمال الآيةوَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ (سورة الأحزاب:53)
وقوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) (سورة الأحزاب:59).
5-هل تؤمنين بالله ؟: نعم ،6-هل تؤمنين باليوم الآخر؟ نعم ،7- ماذا يلزم من الإيمان بذلك؟ يلزم من الإيمان بالله واليوم الآخر طاعة الله ورسوله-التي هي من طاعة الله- بامتثال أوامره واجتناب نواهيه ولهذا كثيرا ما يقول r :من كان يُومن بالله واليوم الآخر فليفعل كذا أو فليترك كذا وكذا.
8-هل سنحاسب في اليوم الآخر على كل صغيرة وكبيرة؟ بلى سنحاسب على كل صغيرة وكبيرة قال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)-الحجر وقال تعالى: وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)الكهف
9-هل تؤمنين بالقرآن؟نعم .
10- هل تعملين بأوامره ونواهيه أم تعملين بما يوافق هواكِ؟ نعم،أعمل بأوامره ونواهيه.


11-من هي الأمّة التي تؤمن وتعمل بما يوافق هواها وما لا يوافق هواها لا تعمل ولا تؤمن به؟هم اليهود ولهذا قال تعالى عنهمأَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85) أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86)البقرة ،لذا أخيّتي احذري من أن تتشبّهي بهم بأن تعملي بما يُوافق هواك وتتركي ما سوى ذلك.
12-هل تؤمنين بالآيات السابقة ؟ نعم .13-هل عملت بها أم لا؟14- إن عملت بها: هل عندما وضعتي الحجاب كان امتثالا لله أم لمآرب أخرى؟بل امتثالا لأمر الله تعالى لأنه سيأجرني أجرا عظيما على ذلك والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
15-هل زيّنت باطنك بالإيمان والتقوى كما زيّنت ظاهرك بالحجاب؟نعم لقول الله تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)- الحجرات-فالله عليم ببواطننا خبير بما نصنع قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5)آل عمران.وجمال ظاهري بالحجاب علامة على باطني لقوله r:أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ-رواه البخاري-
16-وإن لم تعملي بهاته الآيات هل ستحاسبين على ذلك ؟ أجل قال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)-الحجر
17-هل عندما أمرك الله بذلك كان لمجرد الهزل واللهو!أم أراد أن تمتثلي لأوامره؟ما كان هذا الأمر للهزل قال تعالى :إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)-الطارق-و ما كان هذا الأمر لعبا ولا لهوا قال تعالى: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17) بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)- الأنبياء- بل أمَرَكِ أن تمتثلي لأوامره ليحيا قلبك وتلوذي بربك قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)-الأنفال-
18-إن لم تمتثلي بأوامره هل ستحضين برضاه أم لا؟ لا، لأنّك عصيت أوامره وقال تعالى في من يعصي أوامره: وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [الأحزاب : 36] ومن عصاه فقد فسق أي خرج عن أمره وهؤلاء قال تعالى فيهم إِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ [التوبة : 96]
19-إن لم تحضَي برضاه ماذا سيكون؟من لم يرض الله عنه فقد خاب وخسر وقال تعالى وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى [طه : 81] .20-هل أنت أحسن أم نساء رسول الله r؟ الجواب :بل نساء رسول الله r .
21-ماذا أمر الله نساء النبيrفي سورة الأحزاب؟أمرهنّ أن يحتجبن ويدنين عليهنّ من جلابيبهنّ وأمرهنّ لا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وأمرهنّ أن يقرن ويقعدن في بيوتهنّ ولا يتبرجن تبرّج الجاهليّة الأولى وأمرهنّ أن يقمن الصلاة ويؤتين الزكاة ويطعن الله ورسوله وأن يذكرن ما يُتلى عليهنّ من الكتاب والسنة ( أنظري الآية:32-36 الأحزاب)
22-هل هذا الذي ترتدينه هو الحجاب الذي أمرك الله به؟ كلا والله لأنّه لا تنطبقُ عليه شروط الحجاب التي ستأتي قريبًا.
23-هل هو ساتر لزينتك عن الأجانب أم لا؟ لا، وهذا تعرفينه أنت قبل أن يعرفه غيرك إلاّ إذا تعاميت عليه وخدعت نفسك،لأن الحجاب في اللغة هو الذي يحول بينك بين شئ آخر تقولين حجبت الغيوم عنّي الشمس أي أنها حالت بينك وبينها فلم تريها وكذلك الحجاب يحول بين زينتك وأعين الناس من أن يروها وقد قرأت سابقا الآيات الآمرة بارتداء الحجاب.
24-هل هذه الطرحة اللامعة التي تضعينها أو الخمار الذي يستر الشعر دون سائر الجسد هو حجاب شرعي؟ لا
25-إذن ما المقصود بالحجاب وما هي شروطه؟ المقصود بالحجاب ما تطرقنا إليه في الجواب السابق وشروطه التي حدّدها الشارع نذكرها مع أدلتها:
الشرط الأول: استيعاب جميع البدن إلا ما استُثني-الوجه والكفين إن شاءت-: قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59) (سورة الأحزاب:59).
الشرط الثاني (أن لا يكون زينة في نفسه ): قال تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ )(سورة النور:31) فالمقصود من الأمر بالحجاب كما علمت إنما هو ستر زينة المرأة.
الشرط الثالث ( أن يكون صفيقا لا يشفُّ ) :لأن السّتر لا يتحقّق إلا به وأما الشفّاف فإنه يزيد المرأة فتنة وزينة وفي ذلك يقول r: ( سيكون في آخر أمّتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهنّ كأسنمة البخت العنوهن فإنهن ملعونات ) رواه الطبراني في الصغير وأصله في مسلم.
زاد في حديث آخر : ( لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا ) رواه مسلم.
قال ابن عبد البر : ( أراد صلى الله عليه وسلم النساء اللّواتي يلبسن من الثّياب الشّيء الخفيف الذي يصفّ ولا يستر، فهنّ كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة ) .
وعن أم علقمة بن أبي علقمة قالت : ( رأيت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها فشقته عائشة عليها وقالت : أما تعلمين ما أنزل الله في سورة النور ؟ ثم دعت بخمار فكستها ) صححه الألباني في:جلباب المرأة المسلمة .
وعن هشام بن عروة : ( أنّ المنذر بن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهية رقاق عتاق بعدما كفَّ بصرُها قال : فلمستها بيدها ثم قالت : أفٍّ ردوا عليه كسوته قال : فشقّ ذلك عليه وقال : يا أمّه إنه لا يشفُّ . قالت إنها إن لم تشف فإنها تصف ) صححه الألباني في:جلباب المرأة المسلمة .
الشرط الرابع ( أن يكون فضفاضا غير ضيق فيصف شيئا من جسمها ): لأنّ الغرض من الثّوب إنّما هو رفع الفتنة ولا يحصل ذلك إلا بالفضفاض الواسع وأما الضيق فإنه وإن ستر لون البشرة فإنه يصف حجم جسمها أو بعضه ويصوّره في أعين الرجال وفي ذلك من الفساد والدعوة إليه ما لا يخفى.
الشرط الخامس ( أن لا يكون مبخرا مطيّبا ): لأحاديث كثيرة تنهى النساء عن التطيب إذا خرجن من بيوتهنّ ونحن نسوق الآن بين يديك ما صح سنده منها :
1-عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أيّما امرأة استعطرت فمرّت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية ) رواه النسائي وأبو داود وحسّن إسناده الألباني في :جلباب المرأة المسلمة .
2-عن زينب الثقفية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا خرجت إحداكنّ إلى المسجد فلا تقربنَّ طِـيبًا ) رواه النسائي و صححه الألباني في:جلباب المرأة المسلمة .
ووجه الاستدلال بهذه الأحاديث على ما ذكرنا العموم الذي فيها . فإن الاستعطار والتطيب كما يستعمل في البدن يستعمل في الثوب أيضا ، وسبب المنع منه واضح وهو ما فيه من تحريك داعية الشهوة وقد ألحق به العلماء ما في معناه كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال ،وقال ابن دقيق العيد رحمه الله: ( وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال ) .
قال الألباني رحمه الله : فإذا كان ذلك حراما على مريدة المسجد فماذا يكون الحكم على مريدة السوق والأزقّة والشّوارع ؟ لا شكّ أنّه أشدُّ حرمة وأكبر إثمًا .
الشرط السادس ( أن لا يشبه لباس الرجل ): لما ورد من الأحاديث الصحيحة في لعن المرأة التي تتشبه بالرجل في اللّباس أو غيره منها :عن أبي هريرة قال : ( لعن رسول الله rالرجل يلبس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل )رواه أبو داود و صححه الألباني في:جلباب المرأة المسلمة .
عن عبد الله بن عمرو قال : سمعت رسول الله r يقول : ( ليس منّا من تشبّه بالرّجال من النّساء ولا من تشبّه بالنّساء من الرِّجال )رواه أحمد في مسنده و صححه الألباني في:جلباب المرأة المسلمة .
وفي هذه الأحاديث دلالة واضحة على تحريم تشبه النساء بالرجال ،وقد أورد الذهبي تشبُّه المرأة بالرجال وتشبه الرجال بالنساء في ( الكبائر ) ( ص 129 ) وأورد بعض الأحاديث المتقدمة ثم قال : ( فإذا لبست المرأة زيّ الرجال من المقالب والفرج والأكمام الضيقة فقد شابهت الرجال في لبسهم فتلحقها لعنة الله ورسوله ولزوجها إذا أمكنها من ذلك أو رضي به ولم ينهها لأنه مأمور بتقويمها على طاعة الله ونهيها عن المعصية لقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ [التحريم : 6]
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته الرجل راع في أهله ومسؤول عنهم يوم القيامة ) متفق عليه- وهو مخرج في ( غاية المرام ) ( 269 )- انتهى كلامه.
الشرط السابع أن لا يشبه لباس الكافرات: قال تعالىوَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد : 16] قال ابن كثير رحمه الله:ولهذا نهى الله أن يتشبّهوا بهم في الأمور الأصلية والفرعية.
الشرط الثامن:أن لا يكون لباس شهرة: قال رسول اللهr من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلّة يوم القيامة ثمّ ألهب فيه ناراً)رواه أبو داود وابن ماجه وحسّنه الألباني في:جلباب المرأة المسلمة .وإلى هنا تنتهي شروط الحجاب الشرعي وللاستزادة انظري كتاب: جلباب المرأة المسلمة لمحمد ناصر الدين الألباني فإنّه رحمه الله شفى وكفى وردّ كلّ شبهة .
26-مادمت أصلي وأصوم هل يضُرّني عدم ارتدائه ؟ أجل يضُرّكِ ذلك، لأن الإسلام دين واحد متكامل لا ينفعنا أن نأخذ ما يُوافق أهوائنا وندع ما لا يُوافقها وهذا بعينه صنيع اليهود-كما ذكرت لكي آنفا- الذي أخبرنا الله عنهم وحذّرنا منه(أنظري جواب السؤال:11).
27- مالفائدة من ارتدائه؟فوائد ارتدائه لاتعدُّ ولا تُحصَى ولو لم يكن منها إلاّ طاعة الله ورسوله لكان يكفي لأنّ هذا هو المغنم الأعظم والفوز الأكبر قال تعالى تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [النساء : 13] وقال تعالىوَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً [النساء : 69]
ومن فوائده:أنّه يصونك من الأعين الآثمة ومن الذين في قلوبهم مرض والذئاب البشرية......وهنا قد يقول لك قائلٌ أو تقولين:إنّ الحجاب كبت للنّفس وما الحاجة إلى المبالغة في السّتر وأنّ هذا تضييق على المرأة ..وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلاّ كذباً،فنقول لكِ أتعارضين حكمَ الله بشبهاتكِ وشهواتك التي اتخذتيها إلاهًا تعبدينها وتسيرين سيرها حتى عميت عن الحق وكابرت الشرع والحسّ والعقل وقد قال تعالى في أمثالكأَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ [الجاثية : 23] فالله ما أراد بهذا الحكم إلا كما قال وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً *يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً [النساء : 28- 27] وأما قولكِ أنّه كبتٌ فالواقع يكذبّهُ وانظري إلى الغرب كيف أنهم يعانون من الانحلال الخلقي والفساد وهذا لا يخفى على أحد وأمّا قولك أنّ هذا مبالغة في السِّتر فنحنُ نقول لك أليس السِّترُ عزّة لكي صائنٌ لكرامتك عن كل رذيلٍ كما قال الشاعر في أمثالك:
عِزُّ الفتاةِ هي الصيانةُ وحدها وكمالها بالسِّتر لاالتهتيكِ
وتمسّكي بِحِمًى الحجابِ على المدى وسلي الإله هدايةً لبنيكِ
ثم َّ أنا هنا أسألك لو كانت عندك جواهر ثمينة أين تضعينها ؟ألا تضعينها في مكانٍ آمَنِ وتُحكِمي عليها الإغلاق ولا يفتح عنها أحدٌ إلا أنت،كذلك المرأة هي كالدرّة في صدفتها،صانها الشرع فلا يكشف عنها إلا صاحبها وأحبّ الناس إليها وهو زوجها، فيا سبحان الله انظروا حتّى إلى الطبيعة أين نجد الدرّة وهي من أغلى الجواهر في العالم ؟ألسنا نجدها في الصدفة بعيدة عن الأيادي التي تفسد رونقها فحالك بالحجابِ أختاه كما قال الشاعر:
حورٌ حرائرٌ ما هَمَمْنَ بريـبةٍ كظباءِ مكَّةَ صيدُهُنَّ حرامُ
متحجِّباتٌ في الخُدُورِ أوانسُ يصُدُّهُنَّ عن الخنا الإسلامُ
فسبحان من أحاط بكل شيء علما وشرّع لنا من الأحكام ما فيه مصالحنا سبحانه لا نحصي ثناءً عليه وبالله التوفيق.
28- لماذا أظهر زينتي ولمن؟ ليراها الناس ويتلذّذُون بها، 29-هل هذا العمل صواب أو ليس بصواب؟ ليس بصواب بل أمرك الله أن لا تبدي زينتكِ إلا لمحارمكِ ووفق الأطر الشرعية قال تعالى: (وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ )(سورة النور:31)
30- هل زينتي وتبرجي من أعمال الإسلام؟.ليس من أعمال الإسلام بل هو من أعمال الجاهلية قال تعالى: (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى (سورة الأحزاب: 33) .
31- لمن أتزيّن إذا؟ تزيّني لزوجك ،هذا هو المطلوب منك.
32-لماذا أخضع بالقول وألين فيه للشباب؟ لأغويهم وأفتنهم وأفتن نفسي معهم.
33-إن فعلتُ هذا ماذا سيحصل ؟ له مفاسد لا تُعدُّ و لاتحصى على نفسك وعلى مجتمعك ،تفتنين نفسك وتتعرضين لمضايقات الناس والأعظم من هذا كله تتعرضين لسخط الجبّار جلّ جلاله لمخالفتك أمره، أما بالنسبة لمجتمعك فتنشرين الفساد وتهلكين بذلك العباد لأن الفاحشة ما عمّت في قوم إلاّ أهلكوا.
34-لماذا أضرب برجلي الأرض حينما أرتدي الكعب العالي؟ ما الغرض من ذلك؟هل هو سهوا أم عمدا؟ لألفت الأنظار إلى زينتي. 35-أنهاني الله عن ذلك أم لا؟ نعم نهاك الله عن ذلك، قال تعالىوَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)( النور:31)
- قال تعالىَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ .. (سورة النور:31) ختم الله هذه الآية بقوله:(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ).
36- هل هذه دعوة من الله إلى التوبة ؟نعم .
37-هل سأتوب أم أبقى مصرة على المعاصي إلى أن يأتيني الأجل ولا أدري متى؟ لعله بعد لحظات ؟ أجل سأتوب الآن قبل غدٍ لكن هناك شيءٌ يقلقني وهُوَ:
37-ذنوبي كثيرة ،إن تبت هل سيقبل الله توبتي ويمح عنّي سيّئاتي؟أجل قال تعالى قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) –الزمر:53-
وقال تعالىيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) التحريم:8 ،وقال تعالى قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ)(الأنفال:38) فقد عرض الله على الكفّار التوبة ووعدهم بأن يغفر لهم كل ما قد سلف فما بالك أنت أختي المسلمة فإن تبتي ولجأتي إلى ربّكي غفر لكي وليس هذا فحسب بل يبدّل سيّئاتك حسنات بفضله ورحمته قال تعالى وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا )( الفرقان:70).
فالله يفرح بتوبتك ويقبلها ففي حديث أنس بن مالكٍ الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله في أرضٍ فلاةٍ) متفقٌ عليه.
والأحاديث في قبول التوبة والحث عليها كثيرة نذكر منها:
1-عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي r قال: (إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها) رواه مسلم.
2-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه)رواه مسلم.
3-وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي r قال: إنّ الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِرْ) رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب3143 ومعنى يُغَرْغِرْ:الاحتضار.
- فيا أُخيّتي أقبلي على التوبة فإنّها هي السعادة الحقيقية و لا تعيي نفسك بالبحث عنها وهي أمام عينيك لا تفوّتي على نفسك الفرصة وهي بين يديك أقبلي إليها وخذيها قبل فوات الأجل وانصرام الليالي والأيام.

أخيَّتي هذا الطَّريقُ لاتُخدَعِي بسنَا البريقِ
كم سابحٌ أمسى غريقاً في ظُلمة البحْرِ العميقِ

مـن غفلـة النَّـوم الطويل لا بـد يـوماً نستفيـق
قال تعالى:( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ [54]وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ [55] أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ [56]أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [57]أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ[58]بَلَى قَدْجَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ [59]وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر]
فلا تتكبري على التوبة وسارعي إليها قيل أن يُحال بينك وبينها
-أُخيَّيتي قبل الرَّحيل عودي إلى الربِّ الجليلِ

* وكتبه الفقير إلى عفو ربه: عاشق العفة

الجلفة :11/2/1430 للهجرة 9 /2/2009 م.

ملاحظة:ساهم في نشرها ليعمّ النفع العباد والبلاد مأجورين إن شاء الله وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربّ العالمين .

[محــــــ النقاب بــــة]

جزاك الله خيرا على الموضوع القيم

[•~ندية الجوري~•]

بارك الله فيك

و جازاك الجنةعلى هذه التذكرة الطيبة

[جوهر052]

سلي نفسكي
اين جواب السؤال رقم 20
جزاك الله خيرا كما ندعوا للمولى عز وجل وجل ان يهدي ويحفظ كل بنات المسلمين .
بالتوفيق

[عاشق العفة]

[quote=ترانيم;1725461]بارك الله فيك

وفيكم بارك الله و شكرا على متابعة مواضيعي والتعليق عليها فهذا والله إنه لتشجيع لي على العطاء