لكل مجتمع في عمومه فلسفة حياة لابد أن تكون معالمها واضحة لدي الغالبية -حتى لااقول كل الناس-،تمكنهم من العيش معا حاضرا ومستقبلا في اجيال لاحقة،مالاحظته أننا في جزائرنا الغالية فلسفة الحياة هذه اما غامضة --عن قصد أو دون قصد--وإما هي متناقضة لمن صرح بها ،فئة تتخذ من بيان أول نوفمبر (مع انه بيان كتبه وانتقاه فئة من الجزائريين المحبين حتما لوطنهم)مرجعيتها المقدسة ،وفئة أخرى تتخذ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحداثة الغربية مرجعية لها --باعتبارها اساس تقدم تلك الأمم فلابد من اتباع خطواتهم- وكل من حاد عنها اعتبر ....وفئة ثالثة تتخذ من السلف بداية من الصحابة والتابعين لهم المرجعية التي لايمكن الحياد عنها قيد أنملة ،،وكل اتجاه آخر هو تحويل للقبلة الى غير ماشرع الله.وفئات أخرى انزوت في مرجعية التاريخ القديم ومايحمله من عادات وتقاليد اعتبروها الأصالة العميقة للشعب الجزائري ماقبل دخول الحضارات الأخرى اليه ,,,,تناقض المرجعيات ،يولد تناقض الأهداف ومشاريع المجتمع ،وبالتالي العيش بين مختلف الفئات في حالة منافسة وصراع بل حرب باردة كل فئة تنظر الى الأخرى بأنها الخطر الأكبر على المجتمع الجزائري ،ربما البعض يتساءل ماذا أقصد بفسفة حياة ؟هي المنطلقات ،والأهداف ،أما طرق الوصول لتلك الأهداف فهي مجال الإبداع عندما تتوحد المنطلقات والغايات ،لكن في الجزائر تناقضت ؟؟؟
المخرج ما هو؟ليس اقصاء لأي مرجعية ومشروع مجتمع ،فلايوجد أحد يحتكر حب الوطن،وليس الدخول في حرب قائمة على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ،بل في عقد اجتماعي بين مختلف الفئات أساسه المجمع عليه حب الجزائر وطنا لنا جميعا،وغاييتنا الوصول بالجزائر الى مصاف الدول المستقطبة للعالم بماتبدعه وتنتجه وحاجة الناس اليها،وأن ذلك لايتحقق الا بالجميع في منافسة برامج محددة المدى ومتبوعة بالمحاسبة ،ويكون القانون فوق الجميع ويتحق ذلك عندما يتخلص العلماء والمفكرون والنخبة من عباءة الأحزاب السياسية والمذاهب الدينية والإنتماءات الجهوية ،واللغوية ،فيكونوا مثل حكماء اليونان والرومان وأهل الحل والعقد في تاريخ المسلمين ...لكن بشكل أرقى وأشمل دون اقصاء ....ما رايكم؟