حجة الذئب - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات إنشغالات الأسرة التربوية > منتدى الانشغالات النقابية واقوال الصحف

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حجة الذئب

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-07-14, 14:24   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ابن الجزائر 65
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر 65
 

 

 
إحصائية العضو










Wink حجة الذئب

حجة الذئب
كان كل شيء في الغابة يدعو للتفاؤل والبهجة؛ شمس ساطعة، ونسيم جميل، وأشجار قد اكتست بزينتها، والأهم من ذلك أن ميثاق حقوق الحيوانات قد أُعلن، وأن الذئب ـ كبير الغابة بعد أن انقرض الأسد والنمر ـ أعلن أنه شخصياً مـعنيٌّ بالحفاظ على هذا الميـثاق وتطـبيقه، إذاً؛ ممَّ يخاف ذلك الكبش؟! لماذا لا يذهب إلى الغدير الكبير ليشرب؟! ولماذا لا يعلن رضاءه لكل الكائنات عن هذا القرار الحكيم؛ الذي جعل غدران الغابة كلها غديراً واحداً؟!

نعم؛ هو حرٌّ في قراره، ويمكنه أن يصبر أكثر، وأن يبحث عن الماء في المرتفعات؛ ليشرب بعيداً عن هذا الغدير الكبير الذي تشرب منه كل الحيوانات وكل الوحوش. ولكن؛ لمـاذا لا يجـرّب؟ سيـذهب اليـوم إلى الغدير ليشرب في وضـح النـهار، أمـام أعـين كـل الحـيوانات وكـل الطـيور، لا يمـكن ـ حينئذ ـ أن يغدر الذئب، وساعتها إن غدر سوف يعلم الجميع أنه كاذب، وسيهبّون لمقاومته، وسيسقط ميثاق حقوق الحيوانات.

أخيراً؛ ارتفع صوت الكبش بالثغاء.. ماء.. ماء..

أخذ يجري خارجاً من مكمنه إلى الغدير، لم يراعِ اتجاه الريح في جريانه كما كان يفعل من قبل، لم يعدْ يهتم أن تحمل الريح رائحته إلى الوحوش، هو كبش محترم، ملتزم بكل القوانين، وهو ذاهب ليشرب من غدير الحيوانات الجديد، ولكن؛ لماذا توقف كبشنا عن الثغاء وعن الجريان؟! لماذا انبهرت نفسه وارتعشت مفاصله وازدادت دقات قلبه؟! هل يكون هذا لأنه رأى الذئب نفسه يشرب من الغدير؟ نعم؛ هـذا هـو السـبب، الذئب يبدو جائعاً، ولا أحد بجانبه يشرب مـن كل الحيوانات، هل يعود أدراجه إلى حيث كان؟ لم يعدْ يفيد، لقد رآه الذئب وسمع صوته، لا بـد أن يذهب رابط الجـأش ويخفي كل مشاعره، لو جرى فسيعتبر الذئب ـ سيد الغابة الجديد ـ أن هذا سوء أدب منه، وسيعتبره مروّجاً للإشاعات التي تقول: إن الذئب لا يحترم وعوده وعهوده، ولا يحترم ميثاق الحيوانات الجديد، كما فعل من قبل مع تلك الغزلان التي لم تكن تملك نفسها حين تراه فتجري خائفة منه، لم يكن يُؤْويها عندئذ مكان، ولم يكن يساعدها حيوان، وفي النهاية تكون طعاماً للذئب؛ عقاباً لها على عدم تصديقها لوعود الذئب وإيمانه بالنظام الحيواني الجديد.

لا يدري هذا الكبش نفسه كيف قاوم مشاعر الخوف فيه؟ سيطر على كل جوارحه ومشى بخطى وئيدة، كان يرسم على وجهه ابتسامة كبيرة، ثم قال وهو ينطلق نحو الغدير: طاب صباحك يا سيد الغابة!

لم يردّ الذئب على تحية الكبش، نظر إليه فقط ثم أقبل على شـرب المياه وهو يقول في نفسه: (أيها الخروف! ستكون فطـوري اليوم لا محالة، سوف أجد حجة لآكلك بها، لو لم تكن هذه الطيور على هذه الأشجار تشهد ما يحدث لأكلـتك على الفـور، دون أن أكلِّـف نفسي عناء البحث عن حجة سخيفة، ولكني سأصبر، وسوف أجد الحجة السخيفة أو المقنعة لا فرق، وفي النهاية سآكلك.. ها.. ها.. ها... ).

واصل الكبش سيره، لم يستطع أن يسير كثيراً، هو خائف ومرتعد، وهو يبذل قصارى جهده للسيطرة على نفسه، كان يريد أن يبتعد أكثر وأكثر لكنه لم يستطع، وقف ليشرب، فجأة صكَّ سمع كبشنا صوت الذئب يقول: أيها الخروف! ألم تكن تستطيع أن تنتظر حتى أنتهي أنا من شربي؟ ألا تعلم أنك بصنيعك هذا قد عكرت عليَّ الماء؟

تسـمَّر الكـبش مـكانه، وازداد خفـقان قلبه، اقترب الذئب وعــيناه ترسـلان شـواظاً وبريقاً، ولكن الكبش قال: يا سيد الحيوانات! إن الماء يجري من ناحيتك، فكيف أعكّره أنا عليك؟

من فوق الأشجار ارتفع صوت عدد من الطيور؛ ترفرف وتقول: نعم أيها الذئب؛ كلام الخروف صحيح، لو كان هناك تعكير للماء فيجب أن يكون منك أنت؛ لا منه هو!

رغماً عنه توقف الذئب، نظر إلى أعلى الأشجار فوجد الأطيار واقفة تترقب، نظر إليها وضحك، ترك الكبش وأقعى مكانه، ينظر للكبش وهو يشرب ويقول في نفسه: (أنا معجب جـداً بشجاعتك ـ أيها الخروف ـ وبثبات فؤادك، وهـذا يزيـدني رغـبة في التهام لحمك، الذي يبدو ألذّ من لحم كل الخراف التي أكلتها، لا بأس؛ سأجد حجة أخرى آكلك بها... ).

وقتها؛ كان الكبش قد شرب وقرَّر الرجوع، لم يكن قد روى ظمأه تماماً، ولكنه رأى أن يبتعد عن الذئب. لم يتركه الذئب يمشي، أمسكه وهو يقول: ألستَ الذي شتمتني العام قبل الماضي؛ دون إساءة مني إليك؟ سأقتلك وأجعلك عبرة لكل من تسوّل له نفسه إهانة الناس بدون ذنب.

ثانـيةً ضـحك الكـبش وهـو يقول: إن عمري أيها الذئب لا يتجاوز العام إلا قليلاً؛ فلا يمكن أبداً أن يكون الذي شتمك هو أنا.

لم يترك الذئب الخروف من يده، ظل ممسكاً به ولكنه كان سـاهماً يفكر (نعم أيها الخروف الشجاع؛ غلبتني هـذه المرة أيضاً، كل مـن يراك يعرف أنك صغير السن، لماذا تسرعت أنا وقلت أن ذلك كان العام قبل الماضي؟ ولكن الحجج لا تفنى، وسآكلك!)

قال الذئب بصوت يُسْمع الأطيار فوق الأشجار: كلامك صحيح أيها الخروف؛ فأنت صغير السن، ولكن إذا لم تكن أنت الذي شتمتني فلا بد أنه أحد أقاربك؛ لأن شكله يشبهك تماماً؛ له قرون، وعلى ظهره صوف.

لم يستطع الكبش حينئذ إلا أن يجمع قوته في ساقَيْه الأماميتين، ثم يضرب بكل خوفه وجه الذئب وهو يقول: سأموت بكرامة أيها الذئب!

كانت المفـاجـأة على الذئب شـديدة، ظل برهة مدهوشاً لا يصدق، كسر الكبش له سنّاً وجرحه في وجهه، وكانت الأطيار واقفة فوق الأشجار منقسمة على نفسها؛ فريق يرى الحق مع الذئب، وفريق يرى الكبش هو صاحب الحق، وفي النهاية مات الكبش، وحمله الذئب ومشى.









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-07-14, 14:37   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ابن الجزائر 65
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر 65
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ربما القصة لم تعجب الاخوة..........ربما هي غير مسلية...










رد مع اقتباس
قديم 2016-07-14, 14:48   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
Hiba 2016
عضو جديد
 
الصورة الرمزية Hiba 2016
 

 

 
إحصائية العضو










17

Merci pour l'histoire ma chérie je t'aime fort merci autrefois ..










رد مع اقتباس
قديم 2016-07-14, 18:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
أبو فردوس كرومي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية أبو فردوس كرومي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاك الله كل خير،قصة معبرة...










رد مع اقتباس
قديم 2016-07-14, 19:00   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
الفتاة سالي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

احيانا الامور تسير بشريعة الغاب.










رد مع اقتباس
قديم 2016-07-14, 19:26   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ayache1212
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

احيانا الامور تسير بشريعة الغاب ...... قصة مشوقة و رائعة و مفيدة

بارك الله فيك وجزاك خيرا










رد مع اقتباس
قديم 2016-07-14, 21:15   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
هوني لخضر
عضو محترف
 
الصورة الرمزية هوني لخضر
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و الله قصة ذات مغزى لا يدرك معناها و مغزاها الا الذي يرى الامور على حقيقتها دون زخرفة فالجزائر للاسف تسير بقانون الذئب










رد مع اقتباس
قديم 2016-07-15, 14:21   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابن الجزائر 65
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر 65
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو فردوس كرومي مشاهدة المشاركة
جزاك الله كل خير،قصة معبرة...
بارك الله فيك أخي الكريم









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-15, 14:22   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابن الجزائر 65
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر 65
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفتاة سالي مشاهدة المشاركة
احيانا الامور تسير بشريعة الغاب.
حال بلادنا ..............الله يْجيب أهل الخير .









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-15, 14:24   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابن الجزائر 65
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر 65
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ayache1212 مشاهدة المشاركة
احيانا الامور تسير بشريعة الغاب ...... قصة مشوقة و رائعة و مفيدة

بارك الله فيك وجزاك خيرا
و فيك بارك الله أخي عياش........نتمنى أن تصلح أمور بلادنا .........









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-15, 14:25   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ابن الجزائر 65
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر 65
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هوني لخضر مشاهدة المشاركة
و الله قصة ذات مغزى لا يدرك معناها و مغزاها الا الذي يرى الامور على حقيقتها دون زخرفة فالجزائر للاسف تسير بقانون الذئب
و ما أدراك من الذئب................شكرا على المرور أخي لخضر.









رد مع اقتباس
قديم 2016-07-15, 15:27   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
ph7
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ph7
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

قصة مشوقة فيها عبر بليغة ... من بين العبر التي يمكن استخراجها من القصة ما يلي :

- عندما يؤول أمر العامة إلى الضعيف المخادع ينقلب العدل فيها إلى ظلم والأمن إلى خوف تماما كما حصل بعد انقراض اﻷسد والنمر ...
- الحاكم مهما كان ظالما مستبدا فهو يراعي نوعا ما الرأي العام الوطني وقد يضطر إلى التنازل عن بعض قراراته الجائرة حتى لا يؤلب العامة عليه تماما كما فعل الذئب خوفا من شهادة الطيور فعدل عن افتراس الكبش وراح يبحث عن حجة مقنعة لأكله ...
- الحاكم إذا نظر إلى أحد رعاياه بعين السخط نال منه ولو كانت حجته واهية ...
- المظلوم إذا اشتد الظلم عليه كسر أغلال الخوف وهانت حياته أمام كرامته كما فعل الكبش لما ضرب الذئب بساقيه وكسر له نابه ...

لا شك أن في القصة عبرا وتوجيهات غابت عنا وتجلت لغيرنا ... شكرا لتونتونيتلا على قصته الهادفة










رد مع اقتباس
قديم 2016-07-15, 16:48   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
youssef12
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

تمنيت عدم موت الكبش










رد مع اقتباس
قديم 2016-07-15, 16:49   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
youssef12
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

زدنا.....قصص










رد مع اقتباس
قديم 2016-07-15, 18:43   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
ابن الجزائر 65
عضو برونزي
 
الصورة الرمزية ابن الجزائر 65
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ph7 مشاهدة المشاركة
قصة مشوقة فيها عبر بليغة ... من بين العبر التي يمكن استخراجها من القصة ما يلي :

- عندما يؤول أمر العامة إلى الضعيف المخادع ينقلب العدل فيها إلى ظلم والأمن إلى خوف تماما كما حصل بعد انقراض اﻷسد والنمر ...
- الحاكم مهما كان ظالما مستبدا فهو يراعي نوعا ما الرأي العام الوطني وقد يضطر إلى التنازل عن بعض قراراته الجائرة حتى لا يؤلب العامة عليه تماما كما فعل الذئب خوفا من شهادة الطيور فعدل عن افتراس الكبش وراح يبحث عن حجة مقنعة لأكله ...
- الحاكم إذا نظر إلى أحد رعاياه بعين السخط نال منه ولو كانت حجته واهية ...
- المظلوم إذا اشتد الظلم عليه كسر أغلال الخوف وهانت حياته أمام كرامته كما فعل الكبش لما ضرب الذئب بساقيه وكسر له نابه ...

لا شك أن في القصة عبرا وتوجيهات غابت عنا وتجلت لغيرنا ... شكرا لتونتونيتلا على قصته الهادفة
بارك الله فيك أخي الكريم وأكثر من أمثالك









رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:20

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc