أكدت دراسة للنقابة الوطنية لعمال التربية، أن الموظف في القطاع، يعمل 8 سنوات عمل "إضافية" في مشواره المهني، أي ما يعادل 40 سنة عمل عوض 32 سنة فعلية، على اعتبار أن كل ساعة عمل يقدمها الأستاذ في القسم تعادل حسب منظمة "اليونيسكو" ساعة وربع إضافية، وهو يؤكد مشروعية إدراج "مهنة التعليم" ضمن المهن الشاقة من دون المساس بحق "التقاعد المسبق".
وأضافت الدراسة التي تحوز "الشروق" نسخة منها، حول مشروعية مطلب عدم المساس بالتقاعد النسبي والتقاعد من دون شرط السن في قطاع التربية وإدراج مهنة التدريس ضمن "المهن الشاقة"، أن الأستاذ يعمل 5 ساعات "زائدة" عن نصاب الموظف في قطاع الوظيفة العمومية أسبوعيا، و20 ساعة شهريا و240 ساعة سنويا.
وعليه وبحسب دراسات منظمة "اليونيسكو" يكون الموظف في قطاع التربية قد عمل 8 سنوات إضافية خلال مساره المهني، لتصبح 40 سنة عمل كاملة، وهي تدخل في خصوصية المهنة ومشاقها، مقارنة بموظف آخر في الوظيفة العمومية يعمل 32 سنة خدمة فعلية.
وأوضحت الدراسة نفسها أن مدرسي التعليم الابتدائي يقدمون 30 ساعة عمل، 22 ساعة يقدمها مدرسو التعليم المتوسط و18 ساعة يقدمها أساتذة الثانوي، بل تفوقها في أغلب الأحيان، علما أن المدرس عالميا مطالب قانونيا بـ18 ساعة، مشيرة إلى أن جهد المدرس يشمل التدريس داخل القسم بالإضافة إلى إعداد الدروس وإنجاز الفروض وتصحيحها إلى جانب المشاركة في مجالس الأقسام ومجالس التوجيه.
كما أكدت منظمة "اليونيسكو" أن كل ساعة تدريس يقدمها المدرس داخل قسمه تعادل ساعة وربع الساعة إضافية، كما تطرقت إلى "الساعات الإضافية" بحيث يقع إثقال كاهل الأستاذ في معظم الأحيان إن لم نقل دائما بساعات زائدة لا يختارها طواعية بل تفرض عليه ضمن جدول أوقاته الأسبوع وذلك من ساعتين إلى 4 ساعات، إذ تصبح القاعدة العامة للتدريس هي 20 ساعة تتركب من 18 ساعة في القسم أي 40 ساعة عمل أسبوعيا، إضافة إلى 4 ساعات إضافية، وبذلك يصبح المجموع 45 ساعة عمل فعلية.
وشددت نفس الدراسة على أن الساعات الإضافية تعكس سلبا على ساعات العمل الفعلية للمدرس، وعلى حياته المهنية، بحيث تعتبر هذه الساعات تمديدا في سنوات العمل بسبب الجهد الإضافي الذي ينجر عن ذلك، خاصة في ظل الحديث عن ظاهرة "الاكتظاظ" بالأقسام، مشيرة إلى أن الأساتذة هم أكبر فئة تخرج في عطل مرضية حقيقية وغير مزيفة، طويلة المدى تصل إلى 3 سنوات حسب صندوق الضمان الاجتماعي والمجلس الطبي، بسبب الأمراض المستعصية كالقلب والشرايين وأمراض العظام والعمود الفقري والحنجرة والحساسية والأمراض الجلدية.