معاشر المسلمين انتهي رمضان . أتصدقون ؟! أم أنكم مثلي تتعجبون ؟! ولكن هذه طبيعة الأيام , وسنة الله في كونه .
يقول الشاعر أبو البقاء الرندي
لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ *** فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إِنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ *** مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ
وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ *** وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ
يُـمَزِّقُ الـدَهرُ حَـتماً كُلَّ سابِغَةٍ *** إِذا نَـبَت مَـشرَفِيّات وَخـرصانُ
لِـمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ *** إِن كـانَ فـي القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ
بالأمس القريب استقبلنا شهر رمضان وها نحن نودعه وقلوبنا مملوءة بالشوق والحنين وعيوننا مملوءة بالدموع ولا ندري هل لنا معه عودة
قلوب المتقين إلي هذا الشهر تحن ومن ألم فراقه تئن
وكيف لا تجري للمؤمن علي فراقه دموع وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع !!
رمضان مسابقة في سوق الرحمة والغفران والعتق من النيران سوق انتصب ثم انفض ربح فيه الرابحون الصائمون القائمون الذاكرون السابقون بالخيرات , وخسر فيه الغافلون والساهون اللاهون .
فهنيئاً لمن صابر وصبر وصلى لله وشكر، هنيئاً لمن تلا كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، وناجاه واستغفره بالأسحار، هنيئاً لمن رجاه ودعاه مستحضراً قوله سبحانه وتعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} (البقرة:186)، معاشر الصائمين القائمين الشاكرين الذاكرين المكبرين , إخوتاه يا من صمتم وقمتم , وخشعتم ودعوتم , هنيئا لكم , هنيئا لمن صام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه , هنيئا لمن قام رمضان إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه , هنيئا لمن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا فغفر له ما تقدم من ذنبه ، هنيئاً لمن فطَّر فيه صائماً وأطعم جائعاً وأعطى سائلاً، هنيئاً لمن أحسن إلى يتيم وأدخل الفرحة إلى قلب أسير وأحيى كبد مسكين، هنيئاً لمن أتم فريضته وختم عبادته، هنيئاً لمن تقبله الله في رمضان .
روى أن عليا ابن أبي طالب رضي الله عنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان : يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ماذا فات من فاته الخير في رمضان وأي شيء أدرك من أدركه فيه الحرمان