فن الردود المفحمة
كان رجل يكره الثرثرة جالسا في حانوت الحلاقة و الحلاق يسرد أخبار المجتمع والسياسة،
وعندما جاء دوره سأله الحلاق
كيف تريد أن يحلق شعرك
رد عليه : في صمت
..........۔
و كثيرا ما يتساءل المرء لماذا لا يمكن تعلم الردود المفحمة؟
إن آلافا منا يومض الرد المفحم في وجدانهم قبل النوم بقليل أو بعد أن يختفي الخصم
فكيف نتمكن من تحريض سرعة البديهة وتحفيز الخاطرة في الوقت المناسب؟
كذلك الرجل الذي كان يكيل المديح لأحدهم فقيل له ،
جميل منك أن تقول مثل هذه الأشياء عن فلان في حين أنه يقول عنك دائما أشياء سيئة ،
رد صاحبنا في رقة : لعل كلانا مخطئ.
...........۔
الإجابة :
يقوم الرد المفحم الجيد على عدة ميزات أساسية :
1 - أن يكون مرحا .
2 - أن يكون مفاجئا.
3 - ألا يكون معتادا .
4 – أن يكون مفهوما۔
إن الرد يفقد قيمته إذا كان متشابكا ،
و كان التعبير عنه رديئا.
فلو فكرت في هذه العناصر و أمعنت ذاكرتك في حصيلتك من المفردات،
و أصررت على إيجاد الرد المرح و المفاجئ والغير معتاد مع شخص تعرف أنه بعيد عن الغباء
عندها تكون قد وصلت لمبتغاك.
...........۔
إن عبارات مثل
ماذا ؟
آه ، هل هذا صحيح ؟
إنك لن تخدعني ،
يا سلام !!،
ماذا تقول ؟
هي مجموعة عتيقة استنفذت أغراضها في طلاوة الحديث،
والصمت ابلغ منها وأقوي أثرا.
...........۔
عليك التحوّط من مستوى استيعاب المتلقي
كما أن إساءة تفسير ملاحظة أي شخص أو استعمال سرعة بديهتك في ملاحظة تسيء لأي شخص هو أمر متحف بالمخاطرة،
مثل ذلك الرجل الذي كان يجادل أحد هم في حشد من الناس
فسأله من باب الإساءة،
هل فعلا كنت طبيبا بيطريا ؟
فرد عليه الأسرع بداهة قائلا :
نعم سيدي فهل أنت مريض ؟
..........۔
والآن اختبر سرعتك في الرد المفحم الذي يحوي الميزات أعلاه :
بينما كان أحدهم يهبط سلما مزدحما،
صدمه آخر بكتفه ،
فما كان منه إلا أن صاح به : غبي
ما هو الرد السريع و المفحم الذي يمكن أن يرد به المتلقي عليه؟؟
في انتظاركم