حي بلعالية القصديري بحجوط.. مخدرات وخمور وجرائم قتل في وضح النهار

[blsam]

الثلاثاء, 06 أكتوبر 2009 16:14 يعدُّ حي بلعالية من أقدم الأحياء القصديرية الكائنة ببلدية حجوط ولاية تيبازة الغارق في مظاهر الفقر والإدمان والإجرام وهو يجاور أحد أرقى أحيائها، حيث يظل 13 ألف ساكن من سكان 80 بيتا قصديريا على الأقل يعانون الأمراض ويتعرضون إلى المساومات وجشع تجار الخمور ومروِّجي المخدرات في ظل صمت مطبق من قبل السلطات المحلية والجهات الأمنية التي لا تبعد كثيرا عن الحي، بينما يبقى رؤساء البلديات يرفضون استقبالهم وقد بلغت مأساتهم 50 سنة·
إنه حي لا يشبه باقي الأحياء القصديرية؛ فالحديث عنه يعطي لك انطباعا آخر عن الحياة القاسية والصعبة إلى أبعد الحدود·
أول ما يصادفك وأنت متأهب لدخول هذا الحي هو انتشار قوارير خمر مكسورة أو سليمة وتتكدَّس في مناطق أخرى، شرب الخمر ليس أمرا جديدا على شبان الحي، وليس من الطابوهات هناك وربما حتى في الشهر الفضيل الخمر هو أكبر شيء يشتريه الشباب في حي بلعالية القصديري بحجوط ويمكنهم ذلك دون تخطي عتبة الحي، تساءلنا عن ذلك فقيل لنا هناك مواطناً غنيا صاحب محلات وفيلا في الحي الراقي المحاذي وهو الذي يقوم بتسويق قوارير الخمر والبيرة داخل الحي بكل حرية ودون أن يوقفه أحد، هذا المواطن صاحب الفيلا اتخذ من أحد البيوت القصديرية مخزنا لسلعته وهو مبني بطريقة يصعب معه اختراقه أو التسلل إليه، وتتكدس فيه حسب شهادات الشباب المدمن وغير المدمن- قوارير البيرة بكثرة، هؤلاء المراهقون وحتى الأطفال المدمنين على الكحول يشترون هذه القوارير ويتجهون بها إلى المكان المجاور “القصب” وهناك يشربون بكل حرية ويتبادلون الكلام البذيء ويتشاجرون أحياناً، أمَّا عن المخدِّرات فحدث ولا حرج، حيث أكد لنا سكان الحي أن شابين مراهقين قُتلا بعد تعاطي جرعات من المخدرات حيث نشب بينهما خصامٌ حاد أدى بهما إلى فقدان توازنهما حيث شتم أحدهما الآخر ثم دخلا في عراك بالخناجر والنهاية كانت مؤسفة وهذا أسبوع قبل حلول رمضان·
كما أكد لنا ذات المصدر أن بائعي المخدرات في هذا الحي معروفون، وهم يعملون لحساب شخص لا يعرفه أحد، وقد أكدوا أن موزع المخدرات الذي يتكفل بتزويد الباعة بهذه السموم قد وقع في قبضة الشرطة، غير أن عملية التزويد والترويج لاتزال مستمرة، كون رأس العصابة المدبر حر طليق لا تطاله الشرطة، وهكذا تأتي دوريات الأمن في كل مرة وتبدأ تحرياتها وتجمع معلوماتها، وتعلن أنهاألقت القبض على اثنين من مروجي المخدرات بحي بلعالية لكن الواقع أنهم يقبضون على جماعة لتحل محلها في وقت وجيز جدا جماعة أخرى، والشيء الذي يدعو للاستغراب هو أن شباب حي بلعالية يعترفون ولا يبالون ويردون ذلك إلى “القضاء والقدر” والظروف المعيشية المتردِّية لكنهم يعترفون قائلين: “هناك كل شيء كيف·· كاشيات، حشيش وغراء وأقراص” ويقول الشاب الهادي: بسبب هذه السموم والإدمان عرف الإجرام طريقه إلى شباب الحي وكهوله بسرعة إذ يشهد هذا الأخير عراكات وشجارات تنتهي في أكثرها إلى استلال السيوف والخناجر وهدر الدماء، وهنا يتذكرون الحادثة التي وقعت قبل حلول شهر رمضان بأسبوع، حيث لقي شابَّان مصرَعهما وجُرح المتدخلون الذين أرادوا فض الشجار·
وقد أشار ذات المتحدث أن كل المشاكل بسبب السموم المروَّجة بين فئة المراهقين والأطفال·
ويقول السكان إن هذا حال أكثرية الشباب المدمن الذي لا يجدمتنفساً في هذا الحي الذي لا يصلح حتى للحيوانات غير الحشيش والعراك·
الوضعية المزرية للحي القصديري وغياب الأمن فيه هو ما شجع مروِّجي الخمر والمخدرات على تسميم شبابه، ورغم كل هذا يؤكد سكان الحي أن رئيس البلدية السابق كان لا يستقبل أحدا من حي بلعالية القصديري رغم محاولاتهم الاتصال به وشرح مدى معاناتهم غير أن رده كان الرفض دائما -سامحه الله- مثله مثل المتعاقبين على البلدية الذين كانوا يعدون بترحيلهم، ويؤكد أحد السكان أنهم استعلموا كثيرا عن قائمة السكان المستفيدين الجدد من الحصة الأخيرة وتحصلوا عن وعود قبلية بإدراجهم ضمنها هذه المرة لكنهم فُوجئوا بآخرين بدلا عنهم ولم تجدِ احتجاجاتهم نفعا·
وختم هذا المتحدث كلامه قائلا “كأننا في أحد أحياء كولومبيا ولسنا في حي جزائري لما عرفه حيُّنا هذا من إدمان على المخدرات والإجرام وحتى الدعارة وغيرها من التجاوزات”·
وفي الأخير، يرفع سكان الحي نداءَهم إلى السلطات العليا في البلاد وعلى رأسهم رئيس الجمهورية أن ينقذهم من الضياع والحياة الصعبة والمؤسفة التي يعيشونها في ظل أدنى ظروف الحياة الطبيعية·