البكالوريا بين المقدس و المدنس
الواضح أن شهادة البكالوريا لم تفلت من سطوة الرداءة في هذا الزمن الرديء الذي نكاد نفقد فيه كجزائريين كل القيم الجميلة و الثمينة : العمل ، الانضباط ، الاتقان ، روح المسؤولية ، الوعي الجماعي ، النزاهة ، العدالة ، و انزال كل ذي منزلة منزلته
قد أقول إن بعضا من هذه القيم كان سائدا في زمننا : أيام كان المعلم ينزل منزلته ، يحترم و يكاد يبجل ، رغم أن المجتمع كان في غالبيته أميا ، إلا أنه كان مجتمعا واعيا يقدس العلم والمعلم و المتعلم ، و في هذه البيئة كانت للبكالوريا قدسيتها استمدتها من تعليم مقدس و معلم مبجل و برامج واضحة هادفة سلسة متدرجة ، متناغمة مع طموحات المجتمع ..
الوصول إلى المس بمصداقية البكالوريا لم يحصل دون مقدمات بل سبقه مساس بقدسية المدرسة بالهجوم المتواصل و الممنهج على المعلم حتى تنزع عنه قدسيته و بالتالي يفسح المجال للاجهاز على ما تبقى منها.
و تدنيس البكالوريا في بلادي في هذا الزمن الرديء ما هو إلا تحصيل حاصل لمدرسة فاشلة ، مريضة بمسؤولين يفتقدون إلى أدنى معايير الكفاءة .
توقيع : أستاذ أجبرته الرداءة على التقاعد المسبق