السُّخريَة هنا ليْسَت من السّخريَة، ولكن مِن السُّخْرة، أيْ لولا أنَّ إنسانًا مُعيَّنًا بِمَلكات مُعيَّنَة ما قبلَ عملاً، يُروَى أنّ ملِكًا كان يجوب ممْلكَتَهُ فدَخَل إلى بستانٍ، فرأى حِصانًا يدور على بئر، وقد عصب البستانيّ عَيْنيه ووضَع الخنجر في عنقه، فقال هذا الملك للبستاني: لِمَ عصَبتَ عَينَيه؟ فقال البستاني لأن لا يُصاب بالدُّوار، ولما وضَعت ذاك في عنقِه ؟ فقال: كي إذا وقف أعرف أنَّه وقف، فكَّر الملِك وقال: فإذا وقف وهزَّ رأسَهُ فقال: وهل له عقلٌ كَعَقلِك ؟! أحيانًا بعض الإخوة التُّجار يريدُ نم هذا الصانِع المبتدئ أن يكون في فهْمِهِ وذكائِهِ وحِكمتهِ ! لو كان يا أخي في فهمِكَ وذكائِك وحِكمتكَ ما قبِلَ أن يعمل عندك، ولَعَملتَ عنده أنت !! فهناك من له وسامة،وهناك من له ذكاء، وهناك من له حِدَّة في الذكاء، وآخر ذاكرة قوِيَّة، وإنسانٌ مهاراته حركِيَّة، وآخر مهاراتُه عَقليَّة، فهناك تنوّع وليس معنى هذا أنّ الأقلّ هو الأقلّ عند الله تعالى ! أبدًا قال تعالى: ليتَّخِذ بعضهم بعضًا سخريًّا.." كي تنتظِم الحياة، ولو أنَّ الناس جميعًا في مستوى عَقْليٍّ واحِدٍ ما خدم أحدٌ آخر، فالمرأة لو كانت بِعَقل الرَّجل لما رضِيَت أن تكون له زوْجة ! لكن طبيعتها وعَقْليَّتُها، ونفْسِيَّتها، وبُنيتُها مُهيَّأة لِتَكون زوجة ؛ تطبخ وتخدم وتكْنس، وتحبّ زوجها وأولادها، وتتفانى في خِدمتهم، فهذه الآية دقيقة جدًّا.
منقووووووووووووووووووووول