أبكيك الدهر أخي

[هبه الرحمن]

أبكيك الدهر أخي
أتى أكتوبر بالذكريات
فملأ قلبي بالاشتياق
كم أكرهك يا أكتوبر
كم أكرهك يا أكتوبر
منذ 4 سنين مضت كنت معي
و الآن وحيدة
أواجه قسوة الوداع
أبكيك الدهر أخي
من جانفي الى ديسمبر
ذكراك بقلبي
و صورتك بين عيني
لم تفارق أحلامي
فأنت رفيق مناماتي
و آخر نظارتك لي
قالت الوداع
و أنت هناك مستلق على سرير الموت
لم تفارق البسمة شفاهك
و كأنه اليوم أخي
لم أنساك بكل تفاصيلك
بأحزانك و بأفراحك
التمس السماح منك أخي
فلم استطع ان أفي بوعدك
فخطيبتك قد تناستها أيامي
كيف تطلب أخي مني المستحيل
كيف تطلبي مني ان اتخذ حبك صديقة
كيف
فكل نظرة منها تقتلني
لن استطيع الاقتراب أكثر منها
ألمحها من البعيد أخي
أخاف ان تنساك ذات يوم
و تبدلك بآخر
أعلم هي سنة الحياة
و لكن
قلبي لن يتحمل
لن يتحمل نسيانك
سأبقى بعيدة عنها ألمحها من البعيد
فسامحني أخي
لم استطع ان اوفي بآخر وعد لي لك
سامحني
أبكيك الدهر أخي
فحتى آخر ذكراك قبعت هناك في المنزل القديم
سامحني أخي
لم أستطع ان أعيش بعدك في ذلك المنزل
فكل حناياه لنا فيها ذكرى لك
لقد غادرت أخي ذلك المنزل
غيرت العناوين القديمة
علّى الجراح تبرى
سامحني أخي
فكيف لقلبي ان يعيش ببيتنا و انت لست هناك
سامحني أخي
فقد هربت
هربت من الماضي بكل آلامه
هربت من قسوة الذكرى
تائهة كنت هناك
سامحني
فليس باليد حيلة
فكلما دق الباب اركض انتظر لقياك
لن يتحمل عقلي الكثير
سامحني أخي
سامحني أخي
فحتى هروبي من الماضي
لم يمحي ذكراك بقلبي
أبكيك الدهر أخي
أبكيك الدهر أخي

بقلمي المشتاق لحضن أعز الأحباب

اللهم أغفر له وأرحمه وأغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا
كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
وأجمعني به في جنات عدن في مقصد صدق عند مليك مقتدر..