الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب رسول الله
وبعد ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أشك في أن هناك الكثير من المواضيع التي تحدثت وتتحدث عن زيت الزيتون وفوائده المعجزة التي لا تحصى
ولا يزال العلماء والباحثون إلى يوم الناس هذا وإلى غدهم - إن كان للناس في الحياة بقية - ، لا يزالون في شغل فوائد هذه الشجرة المباركة وثمارها وزيتها .. وحتى أوراقها ...
فهلم بنا كي نتعرف على بعض من تلكم الفوائد الجمة
أمران لطيفان معجزان من رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( كلوا الزيت، وادهنوا به، فإنه من شجرة مباركة )) (رواه الترمذي). كيف يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تناول زيت الزيتون وهو دهن خالص؟ والدهون في عصرنا الحديث ليست من الأغذية التي ينصح بها الأطباء !
فحتى عام 1985 لم يأبه أحد من الباحثين الأمريكيين والأوربيين بزيت الزيتون ، بل إن كافة المراجع الطبية حتى ذلك الحين ، كانت تحذّر المصابين بارتفاع الكولسترول أو بمرض شرايين القلب من تناول زيت الزيتون ، حيث كان من المعتقد أنه يزيد من الكولسترول ويرفع دهون الدم .
وما أن طلع علينا الدكتور "غرندي" في دراسته الشهيرة التي ظهرت عام 1985 والتي أثبت فيها أن زيت الزيتون يخفض كولسترول الدم، حتى توالت الدراسات والأبحاث تركز اهتمامها حول فوائد زيت الزيتون ، وتستكشف يومًا بعد يوم المزيد من أسرار هذا الزيت المبارك الذي أتى من شجرة مباركة .
وكيف لا تكون الشجرة مباركة وقد أقسم الله تعالى بها أو بأرضها -على اختلاف بين المفسرين- في قوله تعالى : " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ * لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ " (التين:1-4).
وكيف لا تكون مباركة وقد شبّه الله تعالى نوره بالنور الصادر عن زيتها حين قال في القرآن الكريم: " اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقِيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "(النور:35).
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول : (( ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة )) (رواه ابن ماجة) .
فالشجرة مباركة.. والزيت مبارك.. ولكن كثيرًا من الناس عنه غافلون .
فزيت الزيتون هبة رب السماء للإنسان ، عرف القدماء بعضًا من فوائده ، وأدرك الطب الحديث - منذ سنوات معدودات - بعضًا آخر .
والطريف أن يأتي عنوان مقال نشر في مجلة "Dermatol Clin " -وهي من أشهر المجلات العالمية في أمراض الجلد - في شهر أبريل 2009: " Virgin Olive Oil As A Fundamental Nutritional Component And Skin Protector" ومعناه بالعربية : [ زيت الزيتون البكر كعنصر غذائي أساسي وكواقٍٍ للجلد ].
أليس هذا ما جاء في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام قبل أكثر من 1400 عام ؟
يتبع إن شاء الله تعالى .