بــــسم الله الرّحمن الرّحيــــم
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإبداع و اتّباع سبيل الأدباء ، و سعيُ المرء لأن يكون لحرفه رونق و نور ، أمر محمود مرغوب
لكن إذا انضبط ذلك بضوابط الشّرع و لزم حدود الأدب
أمّا أن يلج المرءُ مولجاً زلقا أو أن يرتقيَ مرتقىً حديدا ، كلُّ ذلك في سبيل أن يحوز لقبَ المبدع و صاحب الخيال الفيّاض و القلم المدرار
و كثير ممن يَسِمونه بهذه الألقاب و ينعتونه بهذه الأوصاف ، لم يجد جسرا يصلُ عبره إلى الظفر بها إلا الإرتقاء فوق المحظور و الجريُ وراء المحذور
كلُ ذلك ليُغرب في الوصف و ليُعجِب في الرّصف ، فتجدهم يتجرؤون على منازل الألوهية بل مقامات الرُّبوبية ، و إليك بعض أقوالهم ( نبرأ إلى الله من ذلك )
... فكان منظرا آسرا أخّاذا ، كأنّما أبدعته ريشة فنان ... ( تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا )
... و شاءت الأقدار أن يحصل ذلك ... ( و المشيئة بيد الله ، لا بيد الأقدار ، بل الأقدار تحت المشيئة )
... و تجلت العروس لبعلها ، كتجلي الرب للجبل ... ( و تشبيه الخالق بالمخلوق كفر )
إذا الشعب يوما أراد الحياة .............. فلا بدّ أن يستجيب القدر .... ( و القدر ليس تحت مشيئة الشعوب ... )
و هذا غيض من فيض
و هناك من انتهك الأخلاق و الآداب و المروءات و خلع جلابيب الحياء و راح يصف أجساد النّساء و مفاتنهن و يصور مشاهد الخلاعة و العهر و المجون في أرقى الصور و بأرق العبارات و أحلى الأساليب ، كلّ ذلك لنشر الرّذيلة و طويِ الفضيلة ، و هذا لن أدلِّل عليه فهو أشهر من الشمس في رابعة النهار
و هل يصحُّ في الأذهان شيء ........ إذا احتاج النهار إلى دليل
و قد لمست شيئا من ذلك في قسم الخواطر و الشعر و القصة و غيرها من أقسام الأدب و الإبداع
ألا فليتق الله امرؤ في نفسه ، و ليُجنِّبها مواطن الرّدى و كمائن العِدى
بقلم : المهاجر إلى الله
السُّلمي