من منّا لا يحتاج إلى صديق يحادثه ويبثّه خلجات النفس المختلفة ، من منّا لا يتوق إلى لقاء أحبّة فارقت الأيّام بينهم ومضى كلّ في دربه شاقّا لنفسه طريقا في هذا العالم الفسيح .
قد تكون بين الأصدقاء إتّصالات وسؤال عن الأحوال بين الحين والآخر ، ولكن مايحزّ في النّفس ويوجع في القلب أن يكون هذا الإتّصال من طرف واحد فقط ، فتبقى حائرا هل أنا من لايزال متمسّكا ببقايا شيء إسمه صداقة أم أنّه لايعدو عن كونه وهما في مخيلتي فقط .
هذا الصّباح حملت هاتفي الذّي ضاع منّي قبل عام تقريبا ، والذّي شاء الله تعالى أن أجده مؤخّرا ، بحثت في قائمة الأسماء فوجدت إسم صديقة لي من أيّام الثّانويّة ، إتّصلت بها وبعد أخذ وردّ في الكلام وسؤال عن الصحّة والأحوال ، عرفت أنّها لم تحاول حتّى أن تتصل بي طيلة الفترة الماضية ، لا أنكر حزنت قليلا أو لنقل خاب ظنّي فلسذاجتي ولفرط طيبتي ، ظننت أنّها قد تكون حاولت مرات ومرات دون جدوى ، ولكن تبيّن أنّه العكس
لا أعلم إن كنتم أحسستم بموقفي ، صحيح أنّي فرحت لسماعي صوتها ، وأني لست غاضبة منها وألتمس لها الأعذار ، ولكنّي شعرت بغصّة في النفس .
هل ياترى صادفتم موقفا مماثلا لموقفي هذا وكيف كانت ردة فعلكم حينها ؟
هل قطعتم الإتّصال بهذا الصديق أم بقيتم على عهدكم وصداقتكم له حتّى وإن كان الإتّصال دوما من طرفكم فقط ؟