هو العيد كما هو،،،لا كما نحب ان يكون،،،فمعذرة لكم ان أثقلت عليه فليس بيدي،،انما ما املاه الواقع وما خطه القلم…تقبلوا مني كل الحب
جاءَ العيدُ وذهب العيدُُ؟؟!!
فآتى العيدُ الآخر يتلوه العيد الأول ْ
ذهب العيدُ الأولُ فالثاني فالعاشرُ فالستونْ
واطلَ برأسه…
عيدٌ آخر تتوالى الأعياد ولكنْ !!!
تتهالك تتشظى كل الأحلامْ
تتقاطع فينا ظلمات مصائرنا…وهزائمنا
ودموع الآهات تفيضُ
حيث وجدنا
في الصحراءِ وفي البيدرْ
يستوحش فينا الموتْ
في اليابس يأكلنا حتى في الأخضر!!!
حيث وجدنا….لا بل في كل أماكننا
كان العيد الراحل يوصي العيد القادمْ
يُلغي العيد القادم همس العيد الأولْ
ينصت هذا العيد ويحفظ…ما أوصاه به العيد الأكبرْ
يذهب هذا العيد فيتلوه الأصغر فالأكبرْ
فيعود يطل برأسهْ
تتداخل كل الأشياء
تنزع من أطفال الحب براءتهم
فالعيد هنا مثل الغولْ
لا يفرحُ إن لم يلتهم الأطفالْ
والعيد الأكبر مثل الحوتْ
لا يملأ ُ معدته غير الأبطالْ
****
نصطفُّ ونقرأ ُ فاتحة الموتْ
ويعودُ العيدُ يطلُ برأسه
فيزيدُ الصف ويمتد الطابور طويلا
ويأخذ ذاك الطاعن في السنِ مكانهْ
يقضي يوما … ً
إذ يقرأ فاتحة الموتْ
تغيبُ الشمسْ
يتكيءُ على عكازهِ…ويعودُ
ويباغتُ عينيه النومْ
يذهبُ في اليوم ِ التالي لقراءة فاجعة ِ الموتْ
يستغرب طفل ٌ يتساءل…يا جديْ
أراك تواظبُ يا جدي بقراءةِ فاتحةِ الموتْ
هل كل الموتى أحفادك َ يا جدي؟؟
هل كلُّ الأمةِ من صلبِك يا جدي؟؟!!
يتأوهُ جدي …آه ٍ يا ولديْ
أنا منذ الأمد الراحلْ
وأنا مثل الهم المتأصل ِ في أحداق ِالعينْ
جدي مات غريبا في اسطنبولْ
عمي مات غريقا في رمل الصحراءْ
خالي انتحر وحيدا بين الجند الآريينْ
وأبي امتشق الموت على أيدي السجانْ
وأنا اقرأ فاتحة الموت على أرملتي
فاجأها الموت ُ الغادرْ
أرملتي ماتت عند البيدرْ
أرملتي….ماتت وأنا فوق السفح أراقبْ
في تلك اللحظة كنت الحي لا بل كنت الميت…كنتُ أراقبْ؟!
دخلاء غرباء وجهابذة الموتْ
قفزوا فوق الصمت بل وامتهنوا القومْ
"شتيرن" قافلة الموت بل اسم الغرباءْ
"هاجانا" رمز السادية
هم رائحة الموت ِ وفحيح البغضاءْ
أفعى تلتهم صغار الطير
ومجنزرة تأكل رأس الطفل هنالك في بيروتْ
وتكمل في تل الزعتر مأساة عباد الله
في يوم العيد تكمم أفواه ملائكة الله
إبراهيم نبي الله …كان عدوا للأصنامْ
أما "باروخ" فانتقم لفعلةِ إبراهيم وكان العيدْ …!!!
لا ادري يا ولدي
هل فطرة هذا القوم…تنحدر من الأصنامْ ؟؟!!
فلنقرأ فاتحة الموت ْ
أين امرأتي … ماتت ْ؟؟!!
وصوتُ الناي يعزفُ أغنيةَ الحزنْ
أحسست بصوت…خاطبني الصوتْ….
نبرة ُ أنثى فيها رائحة البيدرْ
همسٌ فيهْ رائحةُ المسكِ وفيهِ العنبرْ
يطلبُ مني أن اقرأ فاتحة الموت على نفسي
توصيني أن اقرأ فاتحة الموت على القومْ
أرقني…ما طلبته ُ امرأتي ْ
فانا عاجز والقوم حطام كالمقعدْ!!
أرقني صوت صراخ الطفل الرابض في الأحشاءْ…أحمدْ
كان على وشك الإصغاء…
والشوقُ لصوت مخاض يخرجه للنورِ وللدنيا
كان الصوت الخافت عند البيدر….احمد لم يخرج للنورْ
فرائحة البارود تسيطر ومخاض الغرباءْ
أتظن بني؟؟؟
أن لا أتلو امرأتيْ وطنًا ابكيهِ بفاتحة ِالموتْ ؟؟؟!!!
وجنين امرأتي بل أرملتي _أحمدْ
هو كل الأطفالِ وكل القومْ
آهٍ…يا جدي كم كنت مُحقا
من حقكَ أن تتساءل منذُ البيدرْ
أرهقنا كنهُ الدهماءْ …وحناجر قِبلتُها المنبرْ
منْ يفلحُ في إيقافِ الريح ِالغادرْ؟؟؟!!
هل يفلح أن يجد جوابا ؟؟
كي لا يقرأ فاتحة الموتْ
لن يجدَ جوابًا …كيْ ينسابَ النومُ بعينيهِ فاكبرْ!!!