تظنني جننت
وعلى ضفاف الجنون اخترت الجلوس
والحب متكأ على قلبي خلاله يجوس
متجبر عنيد ينخر في وجداني كالسوس
يجوب أحلامي ظله بوجهه العبوس
في حرب لا سببها طائفة ولا البسوس
ولم يكن سما في شرابي مدسوس
إنما مضض الصِّبَا ترفض الجلوس
لا هي تغادرني بثوب أبيض عروس
ولا الأخرى ستفتح لها حضنها المحروس
وأعجب من كبرياءها يتداخل كالطقوس
شعوذة تلتهم نبض قلبي الممسوس
كالمدنف العاني آخر الأشجان علي تدوس
وهي أطلال بواسق لا تبصرها النفوس
و أنجم الجوزاء لاترفع في حضرتها الرؤوس
تردد يا أنت جننت
ما أشقاك يا هذا وحالك منه ميأوس
لا بظلي ستشفى وتبرد نارك الضروس
ولن تلامس ودي كما تلامس الأنامل الكؤوس
لا يستهويني جنون زانت به الطروس
ولن يطوقني سنا شغف ببسمتك مرصوص
وعزائي من الهوى الوَرِق وبريق ملموس
فلعلك أدركت!!!
بسمت وكنت أسلمت لها فؤادي بها المهووس
أستلينُ جفاها وشوك وسطها مغروس
وأتراشق أنا وفكري غصصا بداخلنا تغوص
فَخَلعتْ عن سرائرها وما عليها من لبوس
قمت أشدو مسرة فما بلغت غير دياجير البؤس
تهيل علي من بوحها علقما به تضج الرؤوس
وأدركت أخيراً لا العهود ستجدي ولا النصوص
فمن سيرثي كآبتي!؟
تراتيل المفجوعين أم غرور يأبى الطموس.