كانت جالسة في زاوية من زوايا المنزل الملئ بالوحشة والخوف كانت مرتدية فستانها الأبيض اللون متدلية خصلات شعرها من ورائها شاحبة الوجه كانت تبكي ... فكانت تردد كلمات مبعثرة ... نعم أحبه و لكنه تخلى عني فعرضت شريط حياتها فلم تجد فيه فرحة تجعلها تعيد نظرتها للحياة صرخت صرخة كادت جدران غرفتها أن تتشقق من حسرتها و حزنها الشديد ...ماذا فعلت ؟... و لماذا أنا؟.... يا رب لقد تحطم قلبي من لي في هاته الدنيا .. فالتفتت يمينها و شمالها و قالت لا أحد لم يعد لي أحد.. و لما أعيش .. برغم إيمانها القوي ...برغم صلواتها الدائمة و لكن اليأس بلغ منها مبلغه و قررت أن تجعل نهاية لهاته الحياة التعيسة فقامت و توجهت للقبلة وصلت ركعتين متمنية من الله أن يأخذ بيدها إلى بر الأمان فانتهت من صلاتها و أخذت سبحتها التي لا تفارقها أبدا بيدها اليمنى و زجاجة الدواء التي تنوي أن تشرب منها جرعات الموت ... و همت بالوقوف .. و ما إن قربت الزجاجة إلى فمها ... فجأة تفتح النافذة بسبب ريح قوي فيضرب يد الفتاة فتسقط الزجاجة و تنكسر و يختلط الدواء بالزجاج ... فاندهشت و بكت بكاءا فيه حسرة وألم .... و قالت .. لم تحن ساعتي بعد يا رب ارحمني و ساعدني و كن معي فجميعهم تخلوا عني و جميعهم يكرهونني ......؟ ؟؟