حصار غزة:قراءة في القانون الدولي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الأخبار و الشؤون السياسية > صوت فلسطين ... طوفان الأقصى

صوت فلسطين ... طوفان الأقصى خاص بدعم فلسطين المجاهدة، و كذا أخبار و صور لعملية طوفان الأقصى، طوفان التحرير، لنصرة الأقصى الشريف أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفين ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حصار غزة:قراءة في القانون الدولي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-09-26, 18:23   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
هاشمي غزلان
عضو جديد
 
إحصائية العضو










B2 حصار غزة:قراءة في القانون الدولي

نقف خلال هذه الأيام على عتبة الحيرة إزاء الصراع العربي /الإسرائيلي ،و إزاء الموقف الرسمي العربي من مذابح غزة ،هذه الحيرة التي حدت بنا إلى البحث عن صيغ قانونية أدرجها المجتمع المتمدن كشعارات بل علامات للتقدم والتطور ،ولأجل ذلك سخر لها ترسانة مفاهيمية من أمثال :الديمقراطيةـ الحريةـ السلام ـ حقوق الإنسان…..إلخ .وعلى ضوء هذه المفاهيم سنحاول تدارس الوضع الراهن، وتوضيح مدى خرق دولة إسرائيل لأهم القرارات و القوانين التي أقرها المجتمع الدولي.
إن المجتمع الدولي بما هو مجموع الكيانات و الأشخاص التي تتمتع بالتمييز و الاستقلال في دائرة القانون الدولي العامٌ. /1/ ـ يضعنا أمام حقيقة تاريخية وواقعية بالدرجة الأولى ،ألا و هي قضية التفاوت فيما تتمتع به هذه الدول من حقوق وحريات و سلطات ،تحتمها مراكزها القانونية في المجتمع ، و على هذا الأساس تحددت سماته ـ أي المجتمع الدولي ـ كمايلي :
1. سمة تكوينية من حيث هو يتكون من كيانات و هويات متمايزة
2.سمة العالمية:فأطرافه كيانات دولية تتمتع بالسيادة
3.التمتع بالحقوق و الالتزامات التي يؤيدها القانون الدولي حفاظا على الإستقرار .
4.أنه مجتمع فوضوي فبين أعضائه دائما صراع مستمر .
و لأجل السمات خاصة الثلاث الأخيرة أوجد المجتمع الدولي آليات قانونية للحفاظ على الإستقرار الدولي و حماية الحريات العامة.
استند مفهوم ٌحقوق الإنسان ٌإلى مفهوم الحرية ـ إ ذ لا يمكن الحديث عن حق من حقوق الأفراد إلا في ظل كيانات سياسية تسودها الحرية و الوعي بنتائجها و امتيازاتها الأساسية ،فبعد ظهور الصراعات و الحروب العالمية و النزعات الاستعمارية وما خلفته من انتهاك سافر للحقوق و الحريات و كذا ما مارسته الدول أو التكوينات السلطوية القديمة من قمع للأفراد و ما زامنه من قمع ديني مارسته الكنيسة ظهرت الحاجة إلى وضع أطر قانونية يسير عليها الإنسان و يؤطر وجوده وفقها ،هذا بعد جملة ثورات شهدها التاريخ و سلسلة من الدماء سالت في سبيل تحقيق هذه الحرية و الحفاظ على هذه الحقوق ،من هنا تجنبا لتصادم الدول فيما بينها اصطنعت هيئات وعقدت مؤتمرات دولية كانت نتيجتها صيغا قانونية ملزمة لأفراد المجتمع الدولي ،فميثاق الأمم المتحدة مثلا تحقيقا لهذه الغاية نص في المادة 55 ـ الفقرة ج ـ على مايلي :[أن يشيع في العالم احترام حقوق الإنسان و الحريات الأساسية للجميع بلا تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين ،و لا تفريق بين الرجال والنساء و مراعاة تلك الحقوق و الحريات فعلا.]
أعلن حصار غزة عن إفلاس الترسانة القانونية ، ووقوف العقل العالمي عاجزا إزاء الواقع الراهن ،فما كان علامة من علامات التمدن أصبح الحديث عنها من قبيل الطوباويات ، وما كان علامة من علامات الوحشية و التخلف أصبح دليلا على الحكمة السياسية و من قبيل الدفاع الشرعي والتقدم العالمي.هذا عكسته الرؤية الأمريكية /الإسرائيلية ومن حالفهم من حكام العرب ،حماس اليوم التي تقف على عقيدة ثابتة و أرضية صلبة في دفاعها المستميت عن الأرض والشعب ،هي في أنظار حماة السلام و دعاته ومن والاهم منظمة إرهابية يجب أن تزاح من الطريق ،بينما تقتيل الأبرياء و تهديم البيوت …..الخ وكل تلك المشاهد المروعة من قبيل الدفاع المشروع عن رعايا إسرائيل.
لقد خرقت إسرائيل /الو.م.أ أهم الأعراف والقوانين الدولية ،إذ لم تحترم إرادة الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه ،فاتخذت حجة واهية على هذا العدوان الدموي ألا وهي :حماية نفسها من إرهاب هي الأولى التي صنعته ، وبالتالي لم تراع المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي نصت على أن لكل فرد الحق في الحياة والحرية و سلامة شخصهو المادة الخامسة على أنه لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة ،وكذا المادة الأولى من العهد
الدولي بشأن الحقوق المدنية والسياسية التي تنص فقرتها الأولى على أنه لكافة الشعوب الحق في تقرير مصيرها، ولها استنادا لهذا الحق، أن تقرر بحرية كيانها السياسي وأن تواصل بحرية نموها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي .
وقف مجلس الأمن عاجزا إزاء هذا الوضع لتعامله مع نصوص قانونية لا مع واقع مفروض ، إذ الواقع أثبت صراعا عقائديا إيديولوجيا طفت على إثره الثنائية التقليدية الأنا/الآخر ،أي بين حضارتين متباينتين في الرؤى و التوجهات تحاول كل واحدة إثبات شرعية المقام و أحقية الوجود.هذا الصراع موجود منذ الأزل ولكن حديثنا الآن عن هذه الهيئات التي أنيطت إليها مسؤولية الدفاع عن الحريات والحقوق و هذه الهيئات نفسها هي الموجودة معظمها على أرض الو.م.أ و التي احتضنتها في سبيل نشر السلام و إذ بها أول من خرقتها في سبيل إدارة الصراع السياسي و الاقتصادي ، وهذا ما يجعلنا نعيد القول عن أن الأمر بات ينم عن حرب لا بين دول و تنظيمات سياسية متباينة بقدر ما هي حرب عقائدية بين حضارات و أديان و رؤى ووجهات نظر ترى كل واحدة منها أنها الأحق بامتلاك الحقيقة فإسرائيل في امتهانها للقوانين الدولية قد أرادت أن تعلن عن حقيقة أنه لا وجود للحقائق بل حقيقة واحدة اسمها إسرائيل و حليفها الو.م .أ، ، وكل ما تبجح به المجتمع الدولي من شعارات الحرية والسلام وعلى رأسه الو.م.أ أصبح اليوم أرضية للخرق والتدمير.
رغم هذا نقول أن حصار غزة أوقع إسرائيل / الو.م.أ في مأزق حضاري كبير يقف فيه التاريخ شاهدا و محاكما من جهتين :
ـ أما من الجهة الأولى.أي من ناحية إسرائيل و التي اتخذت حادثة المحرقة طعما استجلبت به الاستكانة والتعاطف الدولي ،فاحتضن الغرب حلمها الواهي بالأرض الموعودة على حساب فلسطين وعلى حساب حقوقهم و حرياتهم للتخلص من الشعور بالذنب إزائها ـ أي إسرائيل ـ فقد بان الموقف عن تشتت و فقدان لما استثمرته طوال العقود الماضية ،إذ مع حصار غزة سقط قناعها و تعرت حقيقتها أمام الرأي العام الدولي الذي تعامل بثنائية النبذ / الإقصاء إزاء الذات الإسرائيلية عندما انكشف خطابها الدموي عن عنفوية الهدف ووحشية الوسيلة ،و بالتالي ساهمت في إسقاط كل القناعات و تبرأ عدد من الدول عن مساندتها و فقدت ما كانت تسعى إليه من محاولة كسب الشرعية و إضفائها على ما تقوم به ، وما موقف كثير من دول الغرب حكومات و شعوب إلا دليلا على هذا الموقف الرافض و الباغض لإسرائيل ،بل أن موقف بعضها كان مشرفا على غرار مواقف بعض الحكومات العربية كموقف فنزويلا و تركيا .
ومن الجهة الثانية يبرز موقف الو.م.أ التي كانت دائما حليفة لإسرائيل ، فلقد كانت كل القيم التي نادى بها عصر الأنوار وتبنتها أمريكا قيما من قبيل المدينة الفاضلة ،حيث أصبح اليوم الإيمان بأن العدل تصنعه القوة العظمى ،و لذا تتحكم هذه القوة في جل المفاهيم و الآليات ،وهنا صار الحديث عن الحرية من قبيل الحديث عن الإرهاب و الاعتداء على الغير من قبيل الدفاع عن النفس.
و لكن مع اتجاه خارطة العالم نحو التوحد والانصهار وحلم الو.م.أ في امتلاك الحقيقة أو امتلاك العالم وضعها أمام محاكمة دولية ستفقدها هذه الزعامة السياسية مع الوقت، بل وستجلب عليها الكثير من مظاهر العنف و الإرهاب ترجمة لهذا الموقف المتآمر.
حقيقة أن هذا المأزق الذي وقعت فيه الو.م.أ /إسرائيل وما تبعه من مساءلة تاريخية جعلتهما تعيشان حالة القلق والهلع فالفشل يلوح من بعيد، لكن حفاظا على الكرامة الدولية خاصة مع ازدياد عدد المظاهرات في العالم أعجزهما عن التوقف فوجدتا خيارا واحدا و هو إتمام المهمة ومحاولة إيهام شعبيهما بالنجاح إذ النجاح هو قرين القداسة ،أي لتكون الحرب العقائدية مقدسة وهذا الدين صحيح يجب أن تنجح في إبادة الآخر.

لقد حاولت الو.م.أ/ إسرائيل أن تثبت أن الإسلام محور الشر، وأن حماس وحزب الله تنظيمات إرهابية لا تقوم للعالم المتمدن قائمة إلا بإزاحتها، لكن الرسائل التي قدمها المشهد العالمي اليوم من خروج الملايين من المنددين أثبتت حقيقتين:
ـ فشل الو.م.أ و حليفتها إسرائيل في قيادة العالم و تأطيره وفق رؤيتها الأيديولوجية.
ـ فشل القيادات العربية في الانخراط في المشهد العالمي خوفا على المراكز والامتيازات.

هاشمي غزلان









 


رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 11:48

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc