هموم طالب دكتوراه في الجزائر

[mahboubi73]

لا أزال أذكر حديث صديقي عندما أخبرته أنني قررت أن أستأنف الدراسة بمرحلة الدكتوراه في إحدى الجامعات الجزائرية. قال: "أحيّيك على شجاعة قرارك!". استغربت في تلك اللحظة إجابته رغم سماعي سابقًا ببعض الصعوبات التي يعيشها طلبة الدكتوراه والباحثون وخاصّة منهم أصحاب الاختصاص العلمي، وأنا منهم. لكنّ استغرابي اليوم، بعد بداية التجربة، قد تبدّد وأظنّني أحيّي بدوري كل من اختار المضي في دروب البحث العلمي الوعرة، في الجزائر.
في الجزائر، لا أفق أمام الطالب الجامعي إلّا أن يرتقي في سلّم التعليم لعلّه يظفر بوظيفة تُنسيه تعب الدراسة وتُنسي أهله كدّهم، عند رؤيته عنصرًا ناجحًا فعّالًا في مجتمعه. فآفاق الشغل تقريبًا مغلقة حتى أمام من كلّلوا حياتهم الجامعيّة بالنجاح والتفوّق. لهذا لا حلّ أمام من راهنوا على دراستهم إلّا المواصلة إلى آخر المشوار.
من المرجّح أن أسبابًا سياسية كانت وراء تهميش قطاع التعليم، فالمؤسسات التعليمية، انطلاقًا من مدارس الابتدائي ووصولًا إلى الجامعات تفتقر لأبسط التجهيزات التي تضمن صيرورة الدروس بنجاح. ولن أفصّل الحديث أكثر حول مشاكل قطاع التعليم في الجزائر.
لا يتمتع الطالب الباحث في الجزائر بحوافز ماديّة، ولا معنويّة تدعم عوده الغض، فطالب الدكتوراه يتحصل على منحة سنويّة بسيطة. ويضطر الطلبة القادمون من المناطق الداخلية إلى دفع مبالغ كبيرة لكي يستطيعوا الالتحاق بإحدى جامعات العاصمة أو المدن الكبيرة الساحلية خاصة، فهم مضطرون إلى اكتراء منزل وتدبير مصاريف المعيشة يوميًا ومصاريف الدراسة.
لا يتمتع الطالب الباحث في الجزائر بحوافز ماديّة، ولا معنويّة تدعم عوده الغض
لا أحد من عائلة الطالب الباحث ولا من مجتمعه يعي ما يلقاه وسط مخبر البحث من مشاكل ناتجة عن شح مستلزمات بحثه وعطب تلك الآلة وتوقف الآلة الأخرى عن العمل منذ سنين دون إصلاح أو مراقبة. لا أحد له الجرأة للحديث عن الأستاذ المؤطّر الذي في كثير من الأحيان، فلا سبيل للتعميم، لا يملك من صفة التأطير إلا الاسم، فهو مشغول بأموره الخاصة ولا يفرغ لطلبته إلا في أوقات شحيحة فيُعطّل بذلك سيرهم إذ افتقدوا لتوجيهاته. وفي ذات السياق، نجد مدير المخبر الذي يتصرف وحده في كل شيء فلا تربّص خارجيّ يتمتّع به الطالب الطموح إلا بعد موافقته مثلًا وهو يمسك ميزانية المخبر بيديه الحديديّتين ويقسّمها بحكمته لكن أي حكمة؟
في أفياء هذه الظروف، طالب الدكتوراه في الجزائر مطالب بإنتاج أعمال علمية تُنافس البحوث العالمية. فمشواره لن يثمّن إلا بتلك المقالات العلمية التي تُنشر في المجلات العلمية العالمية. نعم، هو مطالب أن يُسابق الأوروبي والياباني بما أتيح له من تجهيزات وظروف. هو مطالب أيضًا أن يعطي من روحه وأعصابه ووقت راحته ليكتمل بحثه فتكتمل مكانته في المجتمع بشهادة الدكتوراه.. أمّا ذاته فتكتمل أم تُبتَر لا ضير!
ما يعيشه الباحث الشاب في الجزائر من ازدراء يجعله حتمًا يفكّر في الفرار بأحلامه وطموحاته نحو دول الغرب، أين يُقدَّر العِلمُ وتُهيّؤ الظروف لطلّابه. ما يعيشه طالب الدكتوراه في الجزائر يُغذّي حنقه إزاء وطنٍ يزداد ضيقًا يومًا بعد يوم. إنّ إصلاحًا حاسمًا وجريئًا وعاجلًا لمنظومة التعليم يجب أن يكون أولى أولويّات أصحاب القرار وإلا فإن عقودًا عجافًا أخرى تنتظرنا..

[tassnim5]

و المفارقة الغريبة أن طالب الدكتوراه يعي كل هذا و لا يتجرأ على المطالبة بحقوقه كضمان التوظيف مثلا ! فأين الخلل يا ترى ؟

[bibi fares]

انتم حملة الجزائر انتم المستقبل اتمنى ان تتجاوز النقائص وتمر عبر طريق النجاح لتصل الى هدفك .صدقني انا لا اعرفك لكن اتمنى لك النجاح من كل اعماق قلبي.انا احترمك اريد ان اكون متلك

[nour42]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tassnim5

و المفارقة الغريبة أن طالب الدكتوراه يعي كل هذا و لا يتجرأ على المطالبة بحقوقه كضمان التوظيف مثلا ! فأين الخلل يا ترى ؟

ضمان التوظييف ليس بحق

[tassnim5]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour42

ضمان التوظييف ليس بحق

و ماذا يمثل اذن ؟
اذا لم تستطع الدولة ضمان التوظيف للدكاترة بعد تخرجهم فلماذا تكونهم و ماذا ستستفيد منهم؟

[aekader]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tassnim5

و ماذا يمثل اذن ؟
اذا لم تستطع الدولة ضمان التوظيف للدكاترة بعد تخرجهم فلماذا تكونهم و ماذا ستستفيد منهم؟

معك حق، يجب أت تتوافق الدراسات العليا مع احتياجات سوق العمل. كي لا نجد دكاترة بطالين.

[houari02]

إذن فلتوقف الماستر و اللسانس و دراسة الطب و الهندسة و الصيدلة لأنها تجد صعوبة في توظيفهم،

ما هكذا تورد الجمال

[aekader]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة houari02

إذن فلتوقف الماستر و اللسانس و دراسة الطب و الهندسة و الصيدلة لأنها تجد صعوبة في توظيفهم،

ما هكذا تورد الجمال

على الدولة الانتقال من الكم إلى الكيف، الآن ملايين يدخلون الجامعة ويخرجون منها بسبب أن البكالوريا صار للجميع. يجب أن تتم الغربلة في كل المراحل بدءا

بالبكالوريا فالليسانس فالماستر حتى لا تتفاقم الأعداد ونصير في مشكل كيفية التعامل مع هذه المخرجات.

[mahboubi73]

لست متشاؤما لى كن للاسف بدأت تظهر مقولة دكتوراه بطال للاسف فأعرف من هم حاصلين على شهادة الدكتوراه يعانون البطالة منذ سنتين صدقني لدي صديق بطال منذ سنتين أصبح يكتأب يوما فيوما بسبب التهميش و اللامبلاة

[nour42]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tassnim5

و ماذا يمثل اذن ؟
اذا لم تستطع الدولة ضمان التوظيف للدكاترة بعد تخرجهم فلماذا تكونهم و ماذا ستستفيد منهم؟

اذا اردنا ان نتقدم كمجتمع يجب علينا ان ندعم المنافسة في جميع المجلات خصوصا مجال العلم والبحث العلمي فغياب المنافسة يقتل روح الابداع و التطور و اكبر مثال لنا هو الولايات المتحدة الامريكية.

[tassnim5]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour42

اذا اردنا ان نتقدم كمجتمع يجب علينا ان ندعم المنافسة في جميع المجلات خصوصا مجال العلم والبحث العلمي فغياب المنافسة يقتل روح الابداع و التطور و اكبر مثال لنا هو الولايات المتحدة الامريكية.

يا لأخي الدكتور قبل ان يصير دكتورا نافس الالاف و نال شهادة البكالوريا ثم نافس المئات و نجح في مسابقة الماجستير ثم كرس جهده لانهاء المذكرة ثم سجل الدكتوراه بعد أن توفرت فيه شروط التسجيل وبعدها حبس أنفاسه طويلا في انتظار قبول المقال الذي نافس فيه الباحثين الدوليين ( عن الدكتور الحقيقي أتحدث ) و كل هذا كان بجيوب فارغة أفما آن له الآن أن يتوقف و يلتفت الى وضعه حتى يتسنى له استئناف البحث في ظروف أفضل.

[tassnim5]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة houari02

إذن فلتوقف الماستر و اللسانس و دراسة الطب و الهندسة و الصيدلة لأنها تجد صعوبة في توظيفهم،

ما هكذا تورد الجمال

و ماذا سنفعل بهم ان لم يتوظفوا ؟ ماذا سنستفيد من صيدلي ان لم نستطع فتح صيدلية له ؟ و ماذا سنفعل بماستر الفيزياء ان لم نشغله في التدريس او البحث ؟ هؤلاء سيصابون بالامراض العضوية و النفسية ان بقوا عاطلين مدة طويلة عن العمل أو سيضطرون الى العمل في مجال خارج تخصصهم. و في المقابل العمال المهنيون و الحرفيون في طريقهم الى الزوال نظرا لتسييس الباكلوريا و الجامعة , الكل يريدون الدراسة في الجامعة مع علمهم أن ايجاد عمل بالشهادة الجامعية صعب و لهذا انقلبت الموازين و اصبحت الشهادات الجامعية بدون قيمة.

[aekader]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tassnim5

و ماذا سنفعل بهم ان لم يتوظفوا ؟ ماذا سنستفيد من صيدلي ان لم نستطع فتح صيدلية له ؟ و ماذا سنفعل بماستر الفيزياء ان لم نشغله في التدريس او البحث ؟ هؤلاء سيصابون بالامراض العضوية و النفسية ان بقوا عاطلين مدة طويلة عن العمل أو سيضطرون الى العمل في مجال خارج تخصصهم. و في المقابل العمال المهنيون و الحرفيون في طريقهم الى الزوال نظرا لتسييس الباكلوريا و الجامعة , الكل يريدون الدراسة في الجامعة مع علمهم أن ايجاد عمل بالشهادة الجامعية صعب و لهذا انقلبت الموازين و اصبحت الشهادات الجامعية بدون قيمة.

وهذا ما وصفته بسياسة الكم، فالشهادة الجامعية صارت تحصيل حاصل للجميع وبالتالي تفقد قيمتها تدريجيا، فضلا على اختفاء الحرف كما قلت فمن ذا الذي يحصل ليسانس أو ماستر ثم يتوجه للحرف. الأصل أن يتم غربلة المترشحين في جميع المراحل وبالأخص البكالوريا وليس اتباع نظام الكوطة أي أن الجامعة تستطيع استقبال 800 ألف طالب إذا عدد الناجحين في البكالوريا سيكون 800ألف طالب.

[radia04]

Je suis très touchée par ce post

Bon courage tu vas plus loin inchallah

tu a du niveau et tu ne dois pas baisser les bras

ce qui ne tue pas rend plus fort

[kmus]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mahboubi73

لا أزال أذكر حديث صديقي عندما أخبرته أنني قررت أن أستأنف الدراسة بمرحلة الدكتوراه في إحدى الجامعات الجزائرية. قال: "أحيّيك على شجاعة قرارك!". استغربت في تلك اللحظة إجابته رغم سماعي سابقًا ببعض الصعوبات التي يعيشها طلبة الدكتوراه والباحثون وخاصّة منهم أصحاب الاختصاص العلمي، وأنا منهم. لكنّ استغرابي اليوم، بعد بداية التجربة، قد تبدّد وأظنّني أحيّي بدوري كل من اختار المضي في دروب البحث العلمي الوعرة، في الجزائر.
في الجزائر، لا أفق أمام الطالب الجامعي إلّا أن يرتقي في سلّم التعليم لعلّه يظفر بوظيفة تُنسيه تعب الدراسة وتُنسي أهله كدّهم، عند رؤيته عنصرًا ناجحًا فعّالًا في مجتمعه. فآفاق الشغل تقريبًا مغلقة حتى أمام من كلّلوا حياتهم الجامعيّة بالنجاح والتفوّق. لهذا لا حلّ أمام من راهنوا على دراستهم إلّا المواصلة إلى آخر المشوار.
من المرجّح أن أسبابًا سياسية كانت وراء تهميش قطاع التعليم، فالمؤسسات التعليمية، انطلاقًا من مدارس الابتدائي ووصولًا إلى الجامعات تفتقر لأبسط التجهيزات التي تضمن صيرورة الدروس بنجاح. ولن أفصّل الحديث أكثر حول مشاكل قطاع التعليم في الجزائر.
لا يتمتع الطالب الباحث في الجزائر بحوافز ماديّة، ولا معنويّة تدعم عوده الغض، فطالب الدكتوراه يتحصل على منحة سنويّة بسيطة. ويضطر الطلبة القادمون من المناطق الداخلية إلى دفع مبالغ كبيرة لكي يستطيعوا الالتحاق بإحدى جامعات العاصمة أو المدن الكبيرة الساحلية خاصة، فهم مضطرون إلى اكتراء منزل وتدبير مصاريف المعيشة يوميًا ومصاريف الدراسة.
لا يتمتع الطالب الباحث في الجزائر بحوافز ماديّة، ولا معنويّة تدعم عوده الغض
لا أحد من عائلة الطالب الباحث ولا من مجتمعه يعي ما يلقاه وسط مخبر البحث من مشاكل ناتجة عن شح مستلزمات بحثه وعطب تلك الآلة وتوقف الآلة الأخرى عن العمل منذ سنين دون إصلاح أو مراقبة. لا أحد له الجرأة للحديث عن الأستاذ المؤطّر الذي في كثير من الأحيان، فلا سبيل للتعميم، لا يملك من صفة التأطير إلا الاسم، فهو مشغول بأموره الخاصة ولا يفرغ لطلبته إلا في أوقات شحيحة فيُعطّل بذلك سيرهم إذ افتقدوا لتوجيهاته. وفي ذات السياق، نجد مدير المخبر الذي يتصرف وحده في كل شيء فلا تربّص خارجيّ يتمتّع به الطالب الطموح إلا بعد موافقته مثلًا وهو يمسك ميزانية المخبر بيديه الحديديّتين ويقسّمها بحكمته لكن أي حكمة؟
في أفياء هذه الظروف، طالب الدكتوراه في الجزائر مطالب بإنتاج أعمال علمية تُنافس البحوث العالمية. فمشواره لن يثمّن إلا بتلك المقالات العلمية التي تُنشر في المجلات العلمية العالمية. نعم، هو مطالب أن يُسابق الأوروبي والياباني بما أتيح له من تجهيزات وظروف. هو مطالب أيضًا أن يعطي من روحه وأعصابه ووقت راحته ليكتمل بحثه فتكتمل مكانته في المجتمع بشهادة الدكتوراه.. أمّا ذاته فتكتمل أم تُبتَر لا ضير!
ما يعيشه الباحث الشاب في الجزائر من ازدراء يجعله حتمًا يفكّر في الفرار بأحلامه وطموحاته نحو دول الغرب، أين يُقدَّر العِلمُ وتُهيّؤ الظروف لطلّابه. ما يعيشه طالب الدكتوراه في الجزائر يُغذّي حنقه إزاء وطنٍ يزداد ضيقًا يومًا بعد يوم. إنّ إصلاحًا حاسمًا وجريئًا وعاجلًا لمنظومة التعليم يجب أن يكون أولى أولويّات أصحاب القرار وإلا فإن عقودًا عجافًا أخرى تنتظرنا..

الخبر السيئ قد ذكرته اما الخبر السار هو انك لست وحدك و انك ستستفيد علميا ادا لم تستفد اقتصاديا من الدكتورا و لما لا البحث عن عمل في الخارج ادا لم يساعفك الحظ في بلدك علي المدي القريب فالسفر فيه عدة فوايد خاصة للجزاييرين كون بلدناميت حضاريا و ثقافيا و علميا. الله يفرج لكن لا تفشل بسبب العقبات و الا فسوف لن تخرج بنتيجة.