الأعـــــــــرابي السائــــــــــــــــل

[جليس صالح_2]

الأعرابي السائل

وقف أعرابي يسألُ، فعبث به فتى، وقال: مّن أنت؟

فقال الأعرابي: من بني عامر بن صعْعصعة. قال: من أيّهم؟

قال: إن كنتَ أردتَ عاطفة القرابة فليكفك هذا المقدارُ من المعرفة، ليس مقامي مقام مجادلة ولا مفاخرة.

و أنا أقول: فإن لم أكن من هاماتهم فلست من أعجاوٍهم.

فقال الفتى: ما رويت عن فضيلتك إلا النقص.

فامتعض الأعرابي لذلك، فجعل الفتى يعتذرُ، و يخلطُ الهزْلَ والدُّعابة باعتذاره، و أطال الكلام،

فقال له الأعرابي : يا هذا ! إنك منذ اليوم أدّبتني بمزحك، وقطعتني عن مسألتي بكلامك و اعتذارك،

وإنك لتكشِف من جهلك بكلامك ما كان السكوت يستره من أمرك، ويحَكَ، إن الجاهل إن مزَح أسخط و إن اعتذر أفرط، إن حدّث أسقطْ، و إن قدَرَ تسلط، وإن عزم على أمر تورَّط، و إن جلس مجلس الوقار تبسَّط، أعوذ منك و من حالٍ اضطرّتني إلى احتمال مثلك.

في القصّة درس وعبرة

تحيّتي،،،،،،،،،،،،