قام مرعوبا ،وهو يلتفت حوله، لايدري من اين يأتي هذا الصوت
الذي يزلزل كيانه الصغير، كانت نافذة غرفته تصدر ازيزا ، كأن هناك احد ما يريد فتحها عنوة
اغمض عينيه، بخوف شديد وهو يمسك قميص بيجامته ؛ يحاول ان يغطي صدره العاري،
فلقد تمزق بفعل قدمه وطارت كل الازرار تقريبا،كان على هذه الحال حين فتحت ابواب نافذة غرفته ليظهر له ان في الخارج ريح عاتية
تزيد من كآبة المدينة والليل ...
قام من على سريره ، وهو يحاول ان يقاوم البرد والخوف واحكم غلق النافذة ، فانسل من على القميص آخر زر
ليلتفت نحو الضوء الذي يؤنسه ،امي اما آن لك ان تعودي ،
قميصي لم يعد يقيني برد الشتاء القاسي ،
تآكلته الأيام كوعد بات مهمشا
امي عودي لكي تبتسم لي الحياة ولكي ارى قميصي ناصع البياض وعليه ازرار
لها لون عينيك وحنانك
لامسه الضوء بحنان واغمض عينيه فأحس بأن والدته قربه تمسح على رأسه وتجيب
لاتبتأس ياطفلي الصغير
سأرسل لك مع نسائم الصبح ،عصفورا صغيرا ،يداعب وجنتيك الجميلتين
ويساعدك في تركيب الأزرار، لقميصك
لاتبك ياقرة عيني،انا الآن معك اراك لكني لا استطيع ان البي حاجياتك
استكان الصغير لذلك الصوت الآتي من بعيد وغفا وهو يمني نفسه بنقرة على نافذة حجرته
حين تشرق شمس الصباح ......