[CENTER]
****************************
الروح في مصيدتها.
أفترضُ فضاءً و أدخلُ
أدخلُ احتمالَ المكان
المكانُ الذي لا يتَّسعُ لشجرةٍ
لطائرٍ
لراحةِ يد.
على الكرسيِّ نفسِهِ
كلَّ ليلةٍ
و العالمُ من أمامي عابرٌ.
الفأرةُ في كفِّي
الروحُ في مصيدتِها.
بلوحِ زجاجٍ
أبدَلْتُ حياتي
و الشمسَ التي لم تدُم طويلاً
بأيقوناتِ مريم.
كُلَّ ليلةٍ
و من الكرسيِّ ذاتِهِ
أغادرُ جسمي و صوتي و الذاكرة.
أبتكرُ مخلوقاتٍ ناعمةً
تبدِّدُ رتابةَ المربَّعات
تضيءُ في الزوايا عزلتَها:
زهرةَ حائطٍ
غزالةً من عينِ الدمعِ تشربُ
قريةً من ترابٍ و قناديل.
لا أحملُ
إلاَّ عينيَّ
لأرى،
لأتلمَّسَ في الظلامِ كائناتِهِ
أشعلُ قلبي
مصباحًا كفيفًا.
***************
الغريبة.
حملتُ
نعشَ طفولتي
على كتفي
و مشيتُ
في جنازةِ أحلامي
تبعني أطفالٌ
عصافيرُ
ظلّي
رافضًا أن يكونَ
ظلاًّ
لطفلة ميّتة
حملتُ النعشَ الصغيرَ
و مشيتُ
قابلتُ قلوبًا أعرفُها
وجوهًا لا أذكرُها
مشيتُ
لم يعرفني أحد
الفجرُ الشاحبُ
يشبهني
النهرُ الأخضرُ
يشبهُ ذبولَ عينيك
جرحُ الشمسِ
في الشروقِ
لا يشبهُ أحدا
تتشابهُ حقائبُ السفر
التذاكرُ
المطاراتُ
و ليالي الوحدةِ
في ظلِّ قمرٍ غريب
تتشابهُ بطاقاتُ الأصدقاء
أمطارُ الشتاء
المقاهي
المتاجرُ
وجوهُ الناسِ
في الزحام
وحدي أنا الغريبةُ
لا أشبهُ أحدا
***********
وجوه.
طرقوا نافذتَهُ
لكنّهُ أطبقَ أهدابَهُ
و اختبأ
من دموعهم
خلفَ نظَّارتيهِ
كم يخشى جرحَ المرايا
***********
إسم
ناديتني باسمي
...فأحببتُهُ
*************
كرسي من قش لا يشعله الحنين
وحيد
بقدر ما في البحر من زرقة و جثث
في الرمل يغرس أرجله
حالما بالجذور
ململمًا من حوله الأصداف
أصواتًا لا تخفت
يسمّونه الغريب
"لماذا لا يبني مثلنا القصور و يهدمها؟"
لو اقتربوا من صحراء قلبه قليلاً
لأدركوا أنّه طفل يشبههم
و سألوه عن اسمه
ألفته النوارس
بذراعيه استبدلت المراكب و ألسنة الصخر
هنا على الأقلّ
لن يرشّها الصغار بالماء
ستشاهد الغروب
بعينيه الفاضحتين ملحًا و أسماكًا
كان من الممكن أن يكون آخر
فزاع طيور في حقل ما
لكنّ اليد التي صنعته
فرضت هذه الهيئة
هذه الحياة
*************
الشعر
كنت أحلم بحب
بوطن
بأصدقاء
فكان الشعر
سوزان عليواني...الغريبة.
*************
[SIZE=6][B][FONT=andalus][COLOR=navy]