التطفُّل في حياة الاخرين

[الأزرق الملكيّ]

لا تخلو الحياة من المتطفلين و الذين ينشغلون بأمور الناس و يتدخلون في شؤون غيرهم ، هؤلاء قد تكون أنت واحد منهم ،
هذه الظاهرة المرضية التي باتت متفشية في جذور هذا المجتمع قد أنتجت فكر منشغل بحياة الاخريين لا بحياتهم
فتجد ذلك الشخص ملم بكل صغيرة وكبيرة عن أصدقائه و جرانه زملائه في العمل وينبش ويريد ان يعرف
اكثر عن حياتهم الخاصة وهذا ما يسمي شغال في اللغة العامة
وتجد تلك المرأة تراقب صديقتها وجرانها و الاقارب لتعرف ما يدور في حياتهم الخاصة و يطلق عليها بالوقابة .
هذا هو المستنقع المرير الذي نعيش فيه أناس يحشرون انوفهم في مالا يعنهم حتى بات الغريب يعرف عنك وأنت لا تعرفه .
اين سنخبئ خصوصياتنا بينهم و اين نضع اسرارنا ونحن نتضايق من أسئلتهم المحرجة والمتعمدة ،
فعندما تغيب يسالون اين كنت ... لماذا ذهبت ... متى تبدأ حتى راتبك يحسبون له وأين تصريفه .
عندما يسجن احدهم يشع خبره وعندما تطلق امرأة يسمع الكل هذه بعض الامثلة الصغيرة . أليس من الافضل لو يتركونهم وشانهم .
أصبحنا نتحدث عن بعضنا اكثر من الأشياء الاخرى ، حيث لا تخلو جلسة من الحديث عن الاخريين والتطرق الى خصوصياتهم.
متى نستفيق من ذلك لننشغل بأمورنا لا بأمور غيرنا .
حقيقة ان نصف العالم يعيش الحياة والنصف الآخر يعيش لمراقبتهم .
بقلم الأزرق