قصتي مع البرميل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الحياة اليومية > أرشيف منتدى الحياة اليومية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصتي مع البرميل

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-11-13, 22:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الحرف الأسمر
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










B1 قصتي مع البرميل

قصتي مع البرميل

البرميل هذا الوعاء الجميل صديق الأطفال في رسوماتهم، كم كنت في الصغر أحب رسمه ، ربما لأنه سهل أن يرسم ، لبساطة شكله ، أو ربّما لحركاته الغريبة و هو يتدحرج ، لا تتركوا براملكم دون حراسة ، فإنها تتدحرج بمفردها اذا ما وجدت انحدارا ، كم كنت أفرح و أنا طفل عندما تبعثني أمي (رحمة الله عليها) لشراء قارورة الغاز ، كانَتْ في كثير من المرّات تمتنع عن ارسالي لشرائها عندما يكون أحد اخوتي الكبار في البيت . تقول لي : لا تستطيع هي ثقيلة و قد تسبب لك ضررا ، فأقول لا و الله الحانوت ليس ببعيد ، قد أجد من يساعدني في الطريق على ذلك و أنا في قرارة نفسي أقول : الدحرجة الدحرجة هذا ما يليق بالبراميل و أشباهها .
البرميل كذلك صادَقْتُه مدّة طويلة في الطفولة ، كنّا نذهب سويا إلى العين (منبع الماء) لجلب الماء و الرحلة كانت تطول في بعض الأحيان ، أضرب على ظهره و أغني و نحن فوق عربة من خشب .
على فكرة : البراميل البلاستيكية لم أكن أميل إليها كثيرا و رغم ذلك أجْبَرَتْني على مرافقتها و مصاحبتها و حتى تبادل رسائل الغرام بيننا ، و لكن ما كان هذا ليحصل لولا الماء الذي لم يكن يزورنا إلا يوما في الأسبوع أواخر السبعينات ،
الماء هو الذي وطّد علاقتي بالبراميل ، كنت أقسم وقتي بين المراجعة و مخالطة البراميل ، حتى أن أفكاري أصبحت تتبرمل كلما قالت لي أمي : لا يوجد ماء للغسيل في البيت اليوم !.
كنت أحب مشاهدة براميل الخشب ، شكلها البرميلي المفلطح من الجانبين ، بطنها المنتفخ قليلا ، القطع الخشبية المتراصة المحدودبة قليلا ، ذات اللون الأصفر الداكن المائل إلى السواد جعلتني أراها أقرب إلى الطبيعة . فكثيرا ما حدثت نفسي كيف لا تتسرب السوائل منها و هي مليئة بالشقوق ، قررت في نفسي و أنا صغير ألا أبحث كثيرا في هذا الأمر: البراميل الخشبية هي هكذا ، شقوقها لا تُسرِّب الماء قلت في نفسي .
أشاهدها كصور حقيقية ، أوعلى الرسومات المتحركة ، أرسمها كلما أتيحت لي فسحة للرسم .
لكن حدث ما جعلني أكره هذه البراميل و أمتنع عن رسمها : ذات يوم كنت أتابع شريطا على قناة فرنسية ، قال أحد خبرائهم : إننا نحفظ الخمرة الجيّدة في البراميل الخشبية لمدد طويلة و كلما طال زمن الخمرة في البرميل الخشبي حَلاَ مذاقها و غلا ثمنها ، نزلت كامرة المصور قبوا فأرتني آلاف البراميل الخشبية المتراصة في صفوف عمودية و أفقية جعلتني أقول في قرارة نفسي : لا حول و لا قوة إلا بالله ، أيّها البرميل الخشبي الملعون ! اكتشفت الآن أعمالك ، من الآن فصاعدا ، لا أنت تعرفني و لا أنا أعرفك .
في إحد الأيام حكيت لأحد الأصدقاء قصتي مع البراميل و قلت له : الآن استرحت من البراميل بكل متاعبها ، الماء في حنفية المطبخ و الغاز كذلك و رغم ذلك لم تكن أيامي مع البراميل كلها سوداء.
فردّ علي ساخرا أصحيح أنك استرحت من البراميل ، لا و الله فهي الآن اتخذت أشكالا أخرى و لا زالت تلازمك و ستلازمك في البيت و حتى في السيارة .
نعم ما قاله لي صديقي صدَّقَتْه التجربة ، رغم سني الآن و ما فعلته فيَّ الأيام
وجدت نفسي في أشد ارتباط مع البرميل ، بمجرد ما يذكر اسمه على الشاشة تتجمد فيَّ الحركة و يزداد قلبي نبضا و تجحظ عيناي و أتحول إلى أذن كبيرة من رجلي إلى رأسي لا لشيء إلا لخوفي من أن يتدحرج البرميل و لا يجد من يوقفه ، فنتدحرج معه نحن إلى حفرة لا قرار لها .
نصيحتي عَامِلُوا البراميل بلطف فقد تكون سبب هلاكنا و نحن نعيش ارهاسات الأزمة الاقتصادية و ما سنوات العشرية الحمراء ببعيدة عنّا
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
التوقيع : الأستاذ ب نورالدين








 


 

الكلمات الدلالية (Tags)
الترميم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 16:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc