يروى عن الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه أنه قال حلمت في ليلة من الليالي انني اصلي بالمسجد ولما فرغت من صلاتي خرجت وإذا بامرأة أمام باب المسجد وبيدها وهي تحمل بين يديها طبق فيه تمر نادتني وقالت لي خذ هذا الطبق واعطيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت وقدمته للحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه فأخذ حبة وقدمها لي فلما وضعتها في فمي أحسست بحلاوتها فلت زيدن يارسول الله وقبل ان يجبني أفقت من نومي وإذا بأذان الفجر ينادي للصلاة فذهبت إلى المسجد فصليت الفجر وبعد خروجي من المسجد وإذا بي أجد امراة تحمل طبقا من التمر فنادتني وقالت لي أعط هذا الطبق لأمير المؤمنين عمر فأخذته وقدمته للخليفة عمر فأخذ حبة وقدمها لي فلماوضعتها في فمي احسست بطعمها وحلاوتها فقلت له زدن يا أمير المؤمنين فقال لي لو زادك النبي صلى الله عليه وسلم لزدتك . انظروا زملائي الكرام إلى هؤلاء الذين كانت قلوبهم معلقة بحب الله فزادهم حبهم لبعضهم البعض أكثر واكثر فما قاله الخليفة عمر لعلي لم يكن بمحض الصدفة وإنما تعلقهم وحبهم لنبيهم وصفاء وطهارة قلوبهم من الحقد والكراهية والغل والبغضاء ولم يكن تعلقهم بأمور دنيوية أو تقديس لأشياء زائلة هي وسيلة لتحقيق غايات لأكثر ولا اقل فأين نحن من هؤلاء يامن أصبحنا نسب بعضنا ونشتم بعضنا البعض لنرضي انفسنا او لنرضي غيرنا كون اننا على العهد باقون وأي عهد ماعدا عهد الله ورضى الله .