صاحب "إسطبل" فوضوي يقتل نائب رئيس بلدية بالطّارف

[aouadi1ilyas]

قُتل، صباح أمس، نائب رئيس بلدية البسباس بولاية الطارف، منصوري يزيد، بطعنة خنجر في القلب، وجهّها إليه صاحب إسطبل تمّ إنجازه بطريقة غير شرعية على مستوى حيّ سيدي بوزيد الواقع بإقليم البلدية، عندما كان الضحية يشرف رفقة عناصر القوة العموميّة ولجنة مكونة من عدة جهات، ومصالح تعمل بالتنسيق مع البلدية فيما يخص محاربة البناءات الفوضوية.


الضحية، البالغ من العمر 64 عاما، ينتمي إلى جبهة التحرير الوطني، ويشغل منصب نائب مكلف بالتعمير في البلدية، وله خبرة تفوق ربع قرن، تلقى تهديدات لفظية من طرف المتهم بعين المكان، سرعان ما نفذها المتهم على أرض الواقع، حينما استلّ خنجرا، مباغتا به الضحية في الصدر والقلب ليرديه قتيلا بعين المكان، ولم تنجح محاولات إسعافه ونقله على جناح السّرعة إلى مستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة. المتّهم لم يتوقف عند نائب رئيس البلدية بل قام بمهاجمة سيدة أخرى، ووجّه إليها طعنات في أنحاء متفرقة من جسدها، حوّلت بموجبها على مصلحة الاستعجالات بمستشفى الذرعان لولاية الطارف، ومن ثمّ على مصلحة العناية المركزّة لمستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة، أين توجد في حالة حرجة للغاية، ووصفت حالتها بالخطيرة. كما علمنا بنقل زوجة الضحية النائب إلى المستشفى بعد انهيارها وهي التي فقدت والدها منذ بضعة أيام فقط .

المتهم، البالغ من العمر 31 عاما، وهو المدعو "ز. ف"، المكنى بقيرة، يشتغل في مجال الفلاحة وتربية الأبقار، كان قد شيّد إسطبلا بطريقة فوضوية ودون رخصة من مصالح البلدية، على مستوى الحي المذكور، قصد تربية الأبقار، ولأن الأرضية كانت محلّ اختيار لإنجاز مشروع يتعلق بسكنات ريفية لصالح سكان البلدية، كما أن جزءا منها ملكية للسيدة التي كانت عرضة للاعتداء في هذه الجريمة، ورفض المعني كل محاولات الصلح والنداءات الموجهة إليه من قبل الجهات المعنية، التي دعته إلى التخلي عن الأرضية وهدم مسكنه بالتي هي أحسن، دون اللجوء إلى طرق قانونية، غير أن المتهم تمادى ورفض الاستماع إلى مصالح البلدية والسيدة المعنية، ليصدر أمر قضائي من قبل الجهات القضائية، مرفوقا بقرار هدم من مصالح البلدية ضدّ إسطبل المتهم، كان سينفذ نهار أمس الخميس، بحضور محضر قضائي وعناصر من القوة العمومية وأعوان البلدية، غير أن المتهم اعترض سبيل اللجنة المكلفة بالعملية، وراح يوجه إليهم سيلا من السباب والشتائم والتهديدات، ولأن مثل هذه التصرفات تعوّد عليها الأميار ونوابهم في عمليات الهدم الخاصة بالسّكنات والمباني الفوضوية، فإن نائب رئيس البلدية لم يلق بالا لتهديدات المتهم، وراح يوجّه أعوانه للقيام بالمهمة، قبل أن يباغته المعني بطعنات خنجر غادرة أردته قتيلا، بعد سنوات أفناها الضحية في خدمة سكّان البلدية.

مصالح الدرك الوطني، للفرقة الإقليمية للبسباس بولاية الطارف، قامت بملاحقة المتهم الرئيسي الفاعل في هذه الجريمة البشعة، ونجحت في توقيفه بعد أقل من نصف ساعة من ارتكابه هذه الجريمة الشنيعة السابقة والفريدة من نوعها، وأبدى سكان المنطقة استياء كبيرا مما حدث لنائب رئيس البلدية، الذي قتل غدرا وهو يقوم بتنفيذ مهام مسندة إليه.

وقال عدد من المنتخبين لـ "الشروق" من ولاية الطارف، لماذا يبقى الأميار والمنتخبون في الصفّ الأمامي أمام الغضب الشعبي المتزايد منذ سنوات، ومؤخرا أصدرت مصالح وزارة الداخلية والجماعات المحلية، تعليمة إلى رؤساء البلديات عن طريق ولاة الجمهورية، تجبرهم فيها على القضاء على كلّ أشكال وأصناف البنايات الفوضوية، بما فيها السكنات المشيدة بطريقة غير قانونية، والحظائر العشوائية الخاصة ببيع مواد البناء وغيرها، والإسطبلات والمستودعات وغيرها، وهي هياكل ظلت موجودة منذ نحو عشر سنوات، وتزايدت بشكل رهيب في السنتين الأخيرتين، بفعل رغبة الكثيرين في إنجاز مساكن فوضوية والاستفادة من القانون 15/08 المتعلق بتسوية وضعية البنايات الفوضوية، الذي ستنتهي آجال العمل به بتاريخ جوان 2016، ومنذ نحو شهرين فقط، تعرض رائد بالدرك الوطني يشغل منصب قائد الكتيبة الإقليمية للدرك بسكيكدة، رفقة عنصرين آخرين بالدرك الوطني، لاعتداءات من طرف صاحب حظيرة عشوائية صدر في حقها أمر بالهدم من قبل السلطات، وتسببت الاعتداءات في جروح وكسور لعناصر بالدرك الوطني وأعوان من مصالح البلدية، غير أن جريمة نهار أمس الخميس، بالبسباس ولاية الطارف، باتت تفرض على السلطات إعادة النظر في إجراءات هدم البنايات الفوضوية، حسب هؤلاء المنتخبين.