![]() |
|
قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() 1كانت ابتسامة تلك الأم السورية مليئة بالجمال..تماما كرفرفة جناح فراشة فوق حواف الزعفر الباهت...لكنها آلمتني..على رصيف ارتمت على وجنتيه عربات الباعة المتنقلين..توسدت حائطا حنطيا مزركشا بتراهات ساكني الجدران و خربشات بعض الصبية المراهقين التائهين في زيف هذا الواقع الأليم..
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() 2تلك الحقيبة الحمقاء..شعرت بالحرج و ببعض الغرابة رغم أني اعتدت على الافلاس..و لكني أردت مساعدتها شعور ما جذبني اليها..لم أحس بالشفقة اتجاهها و لكني شعرت بالمسؤولية..فهي اتخذت من أرض ميزاب الطاهرة ملاذا لأوجاعها فكيف لي أن أتهرب منها و أنا الفتاة التي أوتني جدران غرداية البنية بين أحشائها..اعتدت على الرأفة و كان قلبي الرقيق يبكي حرقة لرؤية ساكني هوامش الطرقات يعانون..و لكني تداركت دمعي و لم أرد أن أشعرها بالضعف لتواجدها بأرض لم تلدها بل أردت أن أفهمها أنها موجودة بأرض الشهامة التي ستأويها حتما فلا يمكن لأرض ثملت من احتساء دماء شهدائها أن لا تحتمل شرب دموع اللائذين اليها..نظرت اليها و لم أرد أن أرسم على وجهها ملامح خيبة أخرى..و طلبت منها انتظاري حتى أبحث عن أبي و آخذ منه المبلغ..آثرت رؤية لوعة الانتظار في وجهها على أن أرى بوادر اليأس الذي اعتادته..فهذا يواسيني قليلا...فردت على برضا "حسنا لا تخذليني فأنت أملي الوحيد"..و بعد تركي لها بحثت عن أبي الى أن توقفت سيارته بجانبي ليقلني فرويت له ما حدث لي..و كالعادة نبل أبي يسحرني و عطفه المدرار يملؤ روحي بالسعادة لكوني ابنته..حينها أعادني الى المكان الذي التقيتها فيه و لكن سرعان ما تحولت سعادتي الى مأساة لدرجة رغبتي الشديدة بالبكاء فأنا لم أجدها..رأى أبي السواد الذي اكتسى وجهي و قال أننا سنبحث عنها..فعادت الى وجداني الروح مرة أخرى..فشعرت بالامتنان له و قلت شكرا أبي..فرد علي بقوله المعتاد الذي أغبطه الشكر لله و ليس لي يا ابنتي..فغلف قلبي اطمئنان و سكينة لاحتوائي في وسط مليء بالايمان..ثم بدأت أنظارنا تتلاوح بين مسام تلك الأرصفة..و بعد بحث طويل لاح لي ثوبها..و صرخت ب هاهي أبي! هاهي الأم أبي..فلم يسعه الوقت ليوقف السيارة حتى نزلت منها مسرعة |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() 3و هي لا زالت تتحرك..لم أفهم شعوري آن ذاك بعد.. شعرت باللهفة للقائها و خفت فقدانها مرة أخرى..ذهيت اليها مسرعة و السعادة تملؤني فناديتها بخالتي و عندما التفتت الي افترشت البسمة وجهها الجميل الذي لن أنساه ما حييت..و سبقتني بقولها يا الهي عذبتكم معي ..فابتسمت و أشرت لها بالنفي و الدموع تملأ عيناي..و لكنها احتضنتني و قبلتني على جبيني..شعرت و كأن أكاليل الياسمين ستنبت مكان تلك القبلة لتزهر على جبيني لتنشر بشائر الأمل الذي يسكن أعماق هذه السيدة..حينها لم تتمالكني الدموع و أسرعت باعطائها المبلغ و ذهبت الى السيارة قبل أن تخدعني دموعي المتطفلة و تنسكب..لكنها لحقتني و شكرت أبي و قلت له سعيدة لأن القدر جمعنا في أرض الحخزائر الطاهرة دعواتي سترفقكم ما حييت و دعوة الغريب للغريب مستجابة لأن الله منا قريب ثم نظرت الى و قالت أتمنى أن يبعث الله لك انسانا يسترك و يسعدك يا ابنتي..ثم ذهبت بعد أن حكت لأبي قصة ذبح زوجها بسورية و رغبتها في ايواء أبنائها الخمسة تحت سقف يستر أوجاعهم لفراق الأبوين الأب الذي رباهم و الوطن الذي أنشأهم...ثم ذهبت و بقيت تلك البسمة الصارخة بالفرح مرتسمة على ذاكرتي الى الآن..... |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() حين يُداسُ الكِبرياء والإنكسار وإزْدياَد الألَم بالهجرة من الديار تَكون البَسمة بِمِقدار تقديري لقلمك |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
..أقصوصة, بصمت, طراز |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc