السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن مما لا شك و لا ريب فيه ان قول الله صادق و ان * العظيم * هو من اسماء الله الحسنى ولكن هذا لا يعطينا الحق ان نبتدع فى الدين بالأفعال والأقوال كمثل المداومة على قول *صدق الله العظيم * بعد كل تلاوة ولو عن حسن نية لان رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم و صحابته لم يفعلوا ذلك ولان الاصل فى العبادة الاخلاص و متابعته عليه أفضل الصلاة والسلام . وقد سئل شيخنا عبد العزيز ابن باز عن ذلك فقال/
--------اعتياد الكثير من الناس أن يقولوا: (صدق الله العظيم) عند الانتهاء من قراءة القرآن الكريم وهذا لا أصل له، ولا ينبغي اعتياده بل هو على القاعدة الشرعية من قبيل البدع إذا اعتقد قائله أنه سنة فينبغي ترك ذلك، وأن لا يعتاده لعدم الدليل، وأما قوله تعالى:* قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا* 1 فليس في هذا الشأن، وإنما أمره الله عز وجل أن يبين لهم صدق الله فيما بينه في كتبه العظيمة من التوراة وغيرها، وأنه صادق فيما بينه لعباده في كتابه العظيم القرآن.
ولقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله **حسبك ** في الحديث التالى
ورد في الصحيحين2 أنّ عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم" اقرأ علي " فقلت: يا رسول الله، آقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال:" نعم إني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأت سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً ﴾3 فقال: " حسبك الآن " فإذا عيناه تذرفان. أي يبكي لما تذكر هذا المقام العظيم يوم القيامة المذكور في الآية وهي قوله سبحانه: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ أي يا محمد على هؤلاء شهيدا، أي على أمته عليه الصلاة والسلام، ولم ينقل أحد من أهل العلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: صدق الله العظيم بعد ما قال له النبي: ((حسبك))، والمقصود أن ختم القرآن بقول القارئ صدق الله العظيم ليس له أصل في الشرع .
لذا علينا اخواتى الكريمات ان ننتبه لمثل هذه البدع وان نحاول إنكارها على الاقل مع اقرب الناس لأنه لا فرق بين البدعة الحسنة والبدعة السيئة عملا بقوله صلى الله عليه وسلم : (كل بدعه ضلالة ، وكل ضلالة في النار) رواه مسلم . وقوله ايضا ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) 4. .
1- الاية 95 من سورة ال عمران
2- صحيح البخارى ومسلم
3- الاية 41 من سورة النساء
4- أخرجه مسلم