صغيرتي والقَسم

[لينة نور]

من تجاربي الخاصة اليومية مع أطفالي ، انتقيت لكم حادثة ....طازجة

اليوم على مائدة الفطور حيث الكل مجتمع ، استعدادا للاكل باسم الله ..

نطق أحدهم سائلا : من رسم في رجل الصغير ؟

ومن عادتي مراقبة أطفالي ،تصرفاتهم حواراتهم ...وأقوم بتدوين أهم النقاط ...فاغتنمت الفرصة لأبدأ العمل ...

ألقيت نظرة على رجل صغيري



فعرفت من الفاعل



لزمت الصمت مدعية عدم المبلاة مبدية انشغالي بتوزيع الطعام ..

واتفق الاخوة على أن " سارة " هي الفاعل واتجهت كل أصابع الاتهام اليها وكل يبرر قوله ...

ولا أحد منهم رآها وهي ترسم في رجل أخاها ..

حينها جاء تدخلي ، وسألت بحزم .

من الفاعل بينكم ؟

ليعم الضجيج الذي يصعب تحصيل فهم جملة مفيدة بسببه .

فصرخت فيهم بأعلى صوت طالبة منهم السكوت ،وعم الصمت لأسأل من جديد :

بدأت بالصغير الذي لم يطفئ شمعته الثانية بعد وقد أكرمه الله بالنطق السليم المبكرللكلمات .

من رسم في رجلك ؟

فأجاب دونما تردد : سارة .

ثم عدت للأخوة أكلمهم

سأسألكم واحدا واحدا ولا أريد كلاما زائدا هي كلمة واحدة مع القسم لاثانية لها .

وسألت كل واحد على حدى ليكون جوابه :

والله لست أنا .

الا سارة أجابت بـ : لست أنا .

فطلبت منها أن تقسم فأبت قائلة : لارغبة لي في القسم ،لست أنا وكفى .

فأجبتُ : طيب اجلسي الان ، وطلبت منهم تناول الطعام ....

بعد ذلك دعوت سارة الى غرفتها ، طلبت منها الجلوس وكلمتها :

اسمعيني جيدا عزيزتي ، كوني متأكدة أني لن أعاقبك على الرسمة

كل ما اريده أن أسمع الحقيقة من فمك ، ان كنت الفاعلة قولي نعم ،ولن أزيد بعد سماعها كلمة ،وانتهت المشكلة .

فأجابت مباشرة : نعم أنا التي رسمت .

فقبلتها على جبينها وقلت : أنت مسلمة جيدة ، فخورة بك أنا .

فأجهشت بالبكاء قائلة : لا لست كذلك فقد كذبت .

فأجبتها : بلا ،أنت كذلك.... لم تقسمي ، وهذا أمر جيد مهم ...

لم تستجب وواصلت البكاء والحزن يرتسم على ملامحها ..

فسألتها ثانية : ما الذي دفعك الى عدم قول الحقيقة ؟

( تركيب الجملة أعلاه أقل وقعا على نفسيتها ،افضل من استعمال كلمة كذب )

أجابت : كانو سوف يسخرون مني تقصد أخوتها .

وختاما نستنتج أن دافع الصغيرة لأخفاء الحقيقة سببه سخرية اخوتها منها .

وفي هذه الحال نعلم أنها بحاجة للدعم من أجل بناء شخصية قوية لا تتأثر بمشاكسات الغير

هذا دون اهمال الجانب المذنب وتأديبه وتحسيسه بالخطأ الذي ارتكبه في حق انسان ومن دون أن يعي ذلك .

وبعدما كانت سارة المذنبة تحولت الى الضحية وأخذ المعتدي جزائه

ملاحظة : الصغير لما نطق وأخبر أن أخته الفاعلة من المفروض أن لا يؤخذ كلامه بعين الاعتبار

فالصغار يتكلمون كثيرا ويرددون كل ما يسمعون ، فلنحذر الأخذ بكلامهم عل محمل الجد ...هم في مرحلة تعليم وتلقي

وحوصلتهم المعرفية مشوشة ، ليس كل ما ينطقه الطفل هو بالضرورة ملم بتفاصيله ..

مثال :

جائني منذ أيام الصغير وعلى يده نملة ، سألني : متو ؟ يقصد يها دراجة نارية .





فأجبت : لا .

فسأل ثانية : أفيون ؟ يقصد بها الطائرة .



فأجبته : لا ، انها نملة ، fourmi .



فأخذ يردد ليسجل فوخمي فوخمي ..

المغزى ،أن ما يحتويه عقل الطفل بمختلف مراحله العمرية ويحويه عقلك سيدتي أمران مختلفان

فحاولي دائما النزول الى سن طفلك ليكون تجاوبك معه على أساس ،فيتم التواصل ويأتي بنتيجة .