![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
جورج بوش و الأستاذ الآيل للزوال
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() جورج بوش و الأستاذ الآيل للزوال لم يخطر على بالي أبدا أن ما كنت أسمعه من المحللين و الخبراء السياسيين من أن عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001 لن يكون مثل عالم ما قبل هذا التاريخ حقيقة ستطال حياتي الشخصية و العملية و الاجتماعية و تجعل بين ماضيها و حاضرها برزخا بحيث لا يبغيان و أن غضبة جورج بوش التيقسمت العالم إلى فسطاطين ستطالني ارتداداتها و أصبح شخصا آخر غير الشخص الذي كنته قبل غضبته خاصة و أنني لم أكن أنتمي الى فسطاط جورج بوش بحكم أن لي خلفيات وطنية و حضارية قاومت دوما الرضوخ( للكفار) و المستعمرين الأمر الذي جعلني الهدف المفضل الذي ستقع عليه غضبته. ولكن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل قارئ لهذا المقال هو ما علاقة أستاذ آيل للزوال بجورج بوش ؟؟؟ هذا السؤال المتوغل في الغرابة و المتمرد على كل منطق لا يمكن الإجابة عنه إلا اذا آزرت الفلسفة التاريخ في تفسير ما حدث للجزائر في سياق ما تعرض له العالم من ضغط نفسي شديد جراء غضبة بوش الشهيرة و لا مناص من أن أدعوكم الى شيء من الصبر حتى أتمكن من جمع أجزاء القصة و أرتبها بحيث تتسلسل الأحداث و تتمنطق و بالتالي تتضح معالم المشهد و الذي لا يمكن أن يكون إلا مشهد منظومتنا التربوية و هي تقطع مسارات مختلفة منذ الاستقلال الى أن وصلت إلى غضبة بوش المتتبع لمسار المنظومة التربوية يجدها قطعت أربع مراحل: مرحلة حداثة الاستقلال من 1962 الى وفاة الرئيس المرحوم هواري بومدين , مرحلة الشاذلي بن جديد ، مرحلة العشرية الحمراء ، مرحلة ما بعد 11 سبتمبر 2001 أي ما بعد غضبة جورج بوش عاصرت مرحلة هواري بومدين تلميذا حيث كانت معالم و أهداف المنظومة التربوية شديدة الوضوح و هي سعيها لتكوين الفرد الجزائري الاشتراكي الذائب في الجماعة المتشبع بالروح الوطنية و القومية المستعد لتلبية كل نداءات الوطن و كان التعلّم في تلك الفترة بنكهة العسل لا عسر فيه و لا تعقيد المرحلة الثانية ( فترة الشاذلي) أمرنا بتطبيق برنامج بغير روح و وجدت نفسي أتعامل مع نصوص عديمة الأهداف لا معالم فيها لمشروع جدي إلا من بقايا نصوص تحكي عن طفولة طه حسين من كتابه (الأيام) لم أجد لها ما يبرر برمجتها و رغم ذلك كنت أجتهد في رسم أهداف لها بما يتماشى مع مقتضى الحال أصبحت أنا الأستاذ الحديث (المهنة) الحامل لرواسب فترة بومدين أحس بأن نكهة ما تنقص ما كنت أدرس من برامج ـ و ما كان يضايقني أكثر هو عدم قدرتي على استشعار مستقبل هذا الطفل الذي كنت ألقنه كل يوم الدروس ، و لكنها دروس لا تنبض بالحياة فهي أشبه ما يكون ببناء بيت بمواد مغشوشة فسرعان ما ينهار البيت على الجميع كنت أنظر الى التلاميذ و غموض مستقبل الجزائر في أعينهم فكنت كمن ادخل ورشة خزف ولم يحدد له ما يجب أن يملس و هو ينظر الى كومات الطين حائرا هو هكذا تقريبا ما كنت أحس به و ربما لحداثة سني و قلة تجربتي و عدم إلمامي بحيثيات الوضع لم أدرك أنها مرحلة انتقال تم التخطيط لها و أريد لها أن تكون عازلة بين مرحلة الاشتراكية و (مرحلة اقتصاد السوق) اذن الأمر كان مخططا له و لا شيئ ترك للصدفة و رغم ذلك بقي رجل التعليم يحتفظ بشيء من مكانته الاجتماعية و وقاره بحيث أنه كان يحظى بثقة المجتمع و بقي ينتخب على رؤؤس كثير من البلديات فانهار البيت على الجميع معلنا بداية مرحلة دموية لم تبق و لم تذر في هذه الفترة أخذ التعليم معنى المقاومة و حقت فيه مقولة: أنا أدرس إذن أنا أقاوم ، في هذه الفترة تدنت الطموحات الى أن وصلت إلى حد االأمنية ببقاء أبواب المدارس مفتوحة لا غير في هذه الفترة كانت السلطة لا تتمنى زوال الأستاذ بل ودت لو مدته بسبعة أرواح خاصة و أن المدارس كانت أكثر الأماكن عرضة للاعتداءات و تجلى بوضوح مدى أهمية المعلم في حياة الأمم و خاصة أثناء تعرضها لهزات عنيفة فلم يتخلف معلم تلك الفترة عن تقاسم الصحفي و العسكري عبء المرحلة و وطأتها و مارس مهمته على أكمل وجه بل و أبدع فيها و انتصر على التطرف و من دعمه أمثال جورج بوش. فما كادت الأمور تلمس هدوءها عندنا و نستريح حتى شقت مسامعنا أصوات طائرات و هي تدك برجي التجارة العالمين معلنة نهاية حقبة زمنية و بداية حقبة جديدة طال التغير فيها كل شيء على وجه البسيطة دون أن تستثني أحدا أرتأيت أن أسمي الفاصل بين الحقبتين بغضبة بوش الشهيرة و لم تسلم البرامج التربوية للدول الإسلامية من مقولة جورج بوش من ليس معنا فهو ضدنا و بعد التحليل و التمحيص و المعاينة لمعرفة ما هو في فسطاط بوش و ما هو في فسطاط أعدائه فأقصيت بعض الدروس الداعية للوطنية و الجهاد و وضعت كلبشات بوش لتغل يدي هذا الأستاذ المتهمة بصناعة من قاموا بغزوة منهتن أو ما شابهها وكان لا بد لغضبة بوش من أن تصل هذا الأستاذ و تحاصر تفاصيل حياته فأصبح هو المكون للإرهاب ثم الفاقد للمستوى (الأستاذ الأمي) ثم الشخص المادي الذي لا يهمه إلا ما يملأ جيبه و بطنه و بالتالي سُنت قوانين تنزع منه رتبته بعد أن نُزعت منه مكانته ثم انسانيتُه و بالتالي اكتملت حلقات الشيطنة ليُنظر إليه الآن كمجرم لا يؤسف على زواله لماذا لأن غضبة بوش اقتضت ألا يبقى شيء من بقايا عالم ما قبل غضبته على قيد الحياة توقيع
ن ب أستاذ تعليم متوسط متقاعد (مسبقا)
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أيل للزوال |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc