بعض الناس يريدوك أن تكون معهم في أفكارهم، وفي ميولاتهم، وفي انتماءاتهم وإلا فإنك من المغضوب عليهم، بدأ هذا الإقصاء مع بداية التعددية الحزبية التي لم تثمر بعد، إذ أن كل حزب يرى نفسه هو الأجدر بتولي مسؤولية تسيير البلاد والعباد دون غيره من الأحزاب، وبهذا زُرعت الكراهية والبغضاء والتشنج حتى بين الأشقاء في الأسرة الواحدة؛ الشيء الذي لم يعد على المجتمع بالنفع والفائدة.
لامني أحد الأصدقاء على علاقتي ببعض من أوخالفهم الرأي، فمن طبيعتي أن أتعامل مع كل من يتعامل معي وبنسب متفاوتة، فهناك من اتفق معه 80 بالمائة، وهناك من اتفق معه 50 بالمائة، وهناك من اتفق معه 20 بالمائة، وهناك من اتفق معه بأكثر من ذلك أو أقل، وكل واحد أعامله بحسب ما اتفقت به معه، ثم قلت لهذا الصديق ما تقول فيما رواه أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن خير الأنام سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قَالَ : " كَانَ غُلَامٌ يَهُودِيٌّ يَخْدُمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُهُ، فَقَعَدَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَقَالَ لَهُ: أَسْلِمْ !! فَنَظَرَ إِلَى أَبِيهِ وَهُوَ عِنْدَهُ، فَقَالَ لَه: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَأَسْلَمَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ ) ". رواه أحمد والبخاري وأبو داود، وأين نحن من سيد البشر صلى الله عليه وسلم.