لما عدت الى العمل في مطلع العام الفائت الى وظيفتي بعد مرض عضال الم بي و بنصيحة من الاطباء كنت امني النفس ان اقضي بعض السنوات في مهنتي التي ما عرفت غيرها طوال حياتي ثم اغادر الى تقاعد مريح إن كان لي حظ في البقاء في هذه الدنيا التي ماا نفكت تعاكسني و لست ادري ما السبب و ما الحكمة في ذلك ، قلت قد عدت الى العمل و كلي نشاط و أمل في تجاوز أزمتي و رغم ان ظروفي الصحية لم تكن على مايرام فغدتي اللعابية تعطلت بشكل كلي و صار لساني عاجزا عن انتاج اللعاب فجف فمي و حلقي و صرت عاجزا عن الكلام و لكني تغلبت على هذا المشكل بقارورة ماء صغيرة احملها معي اينما حللت حتى في قاعة التدريس مما جعل كل التلاميذ يقلدونني حتى في هذه القارورة الصغيرة فيشربون متى اشرب و قد حاولت مرارا ان انبهم ان الامر فوق طاقتي و لكنهم اصروا على تقليدي فسكت عن الامر فالزائر الى قسمي و الله سيصاب بالدهشة و سيختلط عليه الامر بين السخرية و الاشفاق و لكن رغم ذلك انا سعيد و اشعر بالفخر لو لا ان قرار الثلاثية و معها الحكومة باسقاط التقاعد بشقيه النسبي و المسبق و الذي جعلني في حيرة من امري أأ غادر و ألجأ الى عزلتي و أنتظر نهايتي كغيري من الراحلين أم استمر و أغامر الى الستين و لست ادري ما ينتظرني الى هذا العمر
فانا و الله في حيرة فاشيروا علي و لكم جزيل الشكر مني