المأمول من مدارسنا أن تعلم أبناءنا لغة العلم ,وأخلاق العلم ليخرجوا إلى الشارع بأخلاق المدرسة .ولما لا بلغتها, أما اليوم فأصبح التلميذ يدخل المدرسة بأخلاق الشارع بل وأصبح يتعلم بعامية الشارع , إذن فما الفرق عنده بين الشارع والمدرسة؟
إن الواجب أن تمتاز المدرسة عن الشارع أو أن نرتقي بالشارع للمدرسة وليس العكس . فعندما يسمع التلميذ معلمه يكلمه كما تكلمه أمه أو أبوه أو صاحب المحل ...فأي ميزت تبقى وأي صورة مقدسة ترسم في فكر هذا التلميذ,
ثم إن دعوى أن التلاميذ يصدمون باللغة العربية عند دخول المدرسة ليست صحيحة لأنهم لو صدموا من العربية لصدموا منها في بيوتهم من برامج الرسوم المتحركة والأنيميشن وغيرها من البرامج العربية.
إن ما يصدم حقيقة هو اللغة الفرنسية في الثانية ابتدائي والتي من المفروض أن يؤخر تعلمها -إن كان لتعلمها حاجة وهي أصلا دخيلة على هويتنا متأخرة عن العلم والمعرفة- إلى مرحلة المتوسطة خصوصا وقد أثبت الميدان نجاح تعلم الانجليزية والنتائج في الامتحانات الرسمية خير شاهد.
كذلك ما يصدم التلاميذ حقيقة هو المفاهيم العالية عن مستواهم في كثير من مواد المقررة في الابتدائي وهذه دعوة للباحثين في علوم التربية وعلم نفس الطفل لتحليل محتوى الكتب والمناهج المدرسية ومقارنتها مع قدرات التلاميذ العقلية , فإن الباحث يجد العجب, معارف تفوق قدرات أذكى التلاميذ في التاريخ والجغرافيا والتربية العلمية والتكنولوجية والرياضيات , والمفروض أن التلميذ يتعلم في سنوات الأولى العربية قراءة والحساب والخط فقط لأنها وسائل المعرفة وهذا من الأولى إلى الثالثة ثم تضاف بعض المعارف العلمية أو التاريخية بما يناسب عمره ولا يثقل عليه,
وما يصدم حقيقة هو قرارهم للتعلم بالعامية , إنها بوادر الإقليمية والتفرقة والجهوية التي تنخر في أي مجتمع, الواجب أن تكون المدرسة موحدة لفكر التلاميذ وألسنتهم وهويتهم لا أن تبعث فيهم العاميات,
متى كانت العامية لغة علم ومعرفة , وصدق القائل هي شنشنة نعرفها من أخزم , وكم سعت بريطانيا لنشرها في مصر تحت دعوى الفرعونية والمصرية ...ولكن يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين